في ظل الجمود الرئاسي وتثبيته بسبب التعنت لدى معسكري الممانعة والمواجهة، تبقى العين اللبنانية والدولية على التوتر الجنوبي، الذي يتراوح بين تصعيد مضبوط وتوسع للغارات في العمق اللبناني، مع بقاء التخوف من جنون معهود لدى بنيامين نتنياهو ومتطرفي حكومته.
وفي هذا الإطار، تواصلت ردود حزب الله على الإستهدافات الإسرائيلية التي أدت إلى شهداء ليلة أمس في بلدة حانين، وقد واصل قصف مقرات القيادة والوحدات الإسرائيلية بالصواريخ، مع تسجيل سقوط شهيد جديد للمقاومة.
على الخط السياسي الداخلي، بقي حراك المعارضة من دون أفق مع التأجيل لدى الثنائي الشيعي، ما يوحي بتعمق المأزق من دون القدرة على فتح نوافذ للحل الذي يهدد باستطالته، الوجود اللبناني على الصعد السياسية والمالية والإقتصادية، طالما بقيت كرسي بعبدا شاغرة.
والمثير للقلق لا بل الإستغراب من هذه الخفة في التعاطي مع رئاسة الجمهورية، أن يتعمق مأزق الشغور فيتجاوز الصيف وانشغالاته، إلى جعل الحل الرئاسي مرتبطاً بتوضح المشهد الأميركي وتحولاته على عتبة الإنتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل. ومن شأن هذا الربط، وفي ظل الربط الأساسي الذي صنعه حزب الله بعد حرب غزة، أن يسهم في زيادة الأزمات المتناسلة على رأس اللبنانيين التائقين إلى أي فرصة للخروج مما صنعته ارتكابات المنظومة والتدخلات الخارجية، منذ "17 تشرين" وحتى اليوم.