يبقى الإهتمام اللبناني منصباً على كيفية التعاطي مع ملف الحرب جنوباً ومخاطر توسعها، خاصةً وأن رئيس حكومة التشدد في إسرائيل لا تنقصه الدوافع ولا التهور لاتخاذ قرارات فجائية بحسب مصالحه السياسية. وفيما تبقى الجبهة جنوباً بالغة التوتر مع استمرار الغارات الإسرائيلية وردود المقاومة بالضربات الصاروخية، سُجل اليوم الإثنين سقوط شهيدٍ جديد للحزب السوري القومي الإجتماعي، من ضمن إظهار تنوع القوى المقاومة لإسرائيل، خاصة إذا عملت على توسيع مدى الحرب.
وبالتوازي، تُسجل حركة مشاورات واتصالات واسعة لمحاولة احتواء الموقف. وبعد الكلمة التي ألقاها في الأمم المتحدة، بحث وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في نتائج الإتصالات والمواقف الدولية العاملة على منع التدهور في الجنوب. ولفت ميقاتي إلى أنه "لا يمكننا القول إن هناك تطمينات وضمانات لان لا احد يضمن نوايا العدو الاسرائيلي ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع". وعن ملف التجديد لليونيفيل قال: "إننا نواصل الاتصالات الديبلوماسية من اجل تأمين تمديد هادئ لولاية اليونيفيل التي نقدر عاليا الدور الاساسي الذي تقوم به".
وفي الإطار نفسه، قدمت قوى المعارضة عريضة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري تطالبه بجلسة لمناقشة الحكومة حول الحرب ودوافعها وكيفية انخراط حزب الله فيها. ولفت النائب سليم الصايغ الذي تلا نص العريضة إلى ما وصفه ب"تخلي الدولة عن مسؤوليتها منذ يومها الاول"، وكاشفاً أن العريضة طالبت ب"وضع حد للاعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها التي تنطلق من الاراضي اللبنانية ومن اي جهة كانت، إضافةً إلى "اعلان حالة الطوارىء في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور فيه".
في هذا الوقت، اتجه الملف الرئاسي إلى مزيد من التجميد على الرغم من محاولات الإنعاش الداخلية والخارجية. ذلك أن لقاء وفد المعارضة مع كتلتي "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة" والذي كان من المفترض عقده الجمعة الفائت، بات في موقع المعلق في انتظار القرار بعقده، وهذا في كل الأحوال مؤشر إلى حجم التأزم وخاصة بين محوري التنازع الرئاسي اللبناني، واللذين لا يسهمان كليهما في تقديم الحلول أو تحقيق اختراقات.