فيما يشتدّ العدوان الإسرائيلي ضراوة على غزة كما جنوب لبنان، بعد وقوع ضحايا من المدنيين في مجدل سلم، استهدُفت منطقة السفارات في تل أبيب بعملية نوعية إثر سقوط مسيّرة حوثية فجر أمس الجمعة، أدّت إلى انفجار هائل وسقوط قتيل وعدد من الجرحى بالإضافة إلى دمار كبير، فضلاً عن إندلاع الحرائق في مستوطنة نهاريا، عقبَ إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الحدودية.
وسط هذه التطوّرات الميدانية، أشارت مصادر أمنية إلى خطورة الأوضاع في المنطقة بشكل عام عشية رحلة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، واصفةً زيارته إلى رفح بالتنكرية، بهدف رفع معنويات جنوده وحثهم على الصمود.
المصادر اعتبرت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ الهجوم الحوثي على تل أبيب تطوّر لافت في المواجهات مع العدو التي بدأت تأخذ أبعاداً أخرى لم تكن في حسابات اسرائيل من قبل، فهي كانت تنتظر التطورات من “حزب الله”، لتتفاجأ بمواجهة مكشوفة مع الحوثيين انطلاقاً من معادلة وحدة الساحات، ولهذا السبب نجدها تتردد في إعلان الحرب الشاملة خشية اتساع رقعة المواجهات التي تبدأ من لبنان الى سوريا والعراق واليمن.
على خط الوضع السياسي الداخلي، كان لافتاً زيارة المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط فلاديمير سافرونكوف إلى لبنان ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
في السياق، كشف سفير لبنان في موسكو شوقي بونصّار أن زيارة سافرونكوف الى لبنان تندرج في سياق جولته الى الشرق الاوسط، والتي زار فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولبنان، كما سيكون له زيارات أخرى لدول المنطقة وهي تأتي بصفته المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لافتاً إلى أنّه كان مقرراً أن يلتقي سافرونكوف أيضاً بعض القيادات الأمنية ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب لكنه موجود خارج البلد.
بونصّار رأى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أنَّ الزيارة هي متابعة روسية للأوضاع المتفجرة في منطقة الشرق الاوسط، وخصوصاً لبنان، مؤكداً أنَّ الهدف منها استكشاف الاجواء اكثر في المنطقة بمناسبة تولي روسيا الدوري رئاسة مجلس الأمن خلال شهر تموز الحالي كونها دولة صديقة للبنان، ناقلاً قلق المسؤولين الروس حيال البلد والمنطقة وبذلهم مساع حثيثة لتجنب الانفجار الكبير.
وفق التطوّرات الأخيرة، فإنّ ساعة الحسم اقتربت، فيما لبنان على فوهة البركان ما لم يتم تدارك الأمور وتجنّب الحرب الكبرى التي ستقضي على ما تبقى من مؤسسات وهيكل الدولة.