ما إن انتهت المناظرة الأخيرة بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب والتي كانت كارثية على الديمقراطيين بشكل عام وعلى بايدن بشكل خاص، حتى توالت الأصوات المطالبة بتنحي بايدن عن السباق الرئاسي.
وفي أكثر من موقف سابق كان واضحاً عدم قدرة بايدن على التركيز، وبالتالي هناك كانت تحوم الشكوك التي باتت أقرب إلى اليقين بشأن عدم أهليته العقلية، وهذا ما ساعد على زيادة رصيد دونالد ترامب في الفوز، إضافة الى محاولة الإغتيال التي تعرّض لها الأخير يوم السبت في ١٣ تموز أثناء مخاطبته حشداً من مؤيديه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، ما أدّى الى تعاطف كبير معه.
وبالإضافة إلى التخوف من خسارة السباق الرئاسي؛ يتخوف الديمقراطيون أيضا من أن إخفاقات بايدن الأخيرة ستؤدي إلى خسارة الأغلبية في مجلس الشيوخ وعدم تمكنهم من استعادة الأغلبية في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون حالياً.
ومن جهتها فقد عبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي (وهي الديمقراطية البارزة في الحزب) عن تخوفها للرئيس بايدن، حيث أخبرته باستطلاعات الرأي التي تظهر عدم قدرته على هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وفق ما أفادت به شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يجتمع الحزب الديمقراطي بين ١٩ و ٢٢ آب المقبل لاختيار مرشحه الرئاسي، وحتى ذلك الوقت يحاول الديمقراطيون بشتى الوسائل الضغط على بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي، ووفق موقع “أكسيوس” الأميركي فإن كبار الديمقراطيين يرون أن اقتناع بايدن بالانسحاب بات قريبا؛ وقد يكون قراره في نهاية هذا الأسبوع. وفي هذا السياق قد تكون إصابته بكوفيد 19 بمثابة مخرج يسهل انسحابه من السباق الرئاسي بشكل يحفظ به ماء وجهه.
ولكن في حال الانسحاب؛ من سيكون المرشح البديل عن بايدن في الحزب الديمقراطي؟
لا شك بأن البديل يجب أن يكون مرشحاً قوياً لكي يستطيع إنقاذ الحزب الديمقراطي من خسارة مدوية في شهر تشرين الثاني المقبل. فالأسماء المطروحة متعددة ولكل منها صفاتها التي تمكنها من الترشح لهذا المنصب ومواجهة ترامب مواجهة شرسة، ومن هذه الأسماء كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن، جافين نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا، غريتشين ويتمير حاكمة ولاية ميشيغان إضافة إلى أسماء أخرى أبرزها ميشال أوباما زوجة الرئيس السابق باراك أوباما. ومن الملاحظ أنه بحسب استطلاع قامت به مؤسسة “إبسوس” يقدر أن تفوز ميشال أوباما على دونالد ترامب بنسبة ٥٠٪، غير أن السيدة الأولى السابقة أعربت عن عدم رغبتها في خوض المعركة.
تبقى الأيام القليلة المقبلة هي من تحسم القرارات النهائية التي سوف يتخذها الحزب الديمقراطي لخوض معركته الرئاسية ضدّ المرشح الجمهوري المثير للجدل والقوي دونالد ترامب.
موقع سفير الشمال الإلكتروني