على المقاومة الفلسطينية وتحديداً حماس أن تنسحب من المفاوضات التي تخوضها من خلال الوسطاء العرب وإسرائيل، فهذه لن تصل إلى نتيجة بالمطلق، ولن تتأثر بها إسرائيل ولن توافق على أي شرط يُطرح، وهي رافضة كلياً لاتفاق وقف الحرب، صحيح المقاومة أعادت تموضعها وزادت من تسلحها وقوتها في الميدان، وتحرك الجهات المساندة من دول الجوار أعطاها عمقاً عسكرياً ونفسياً، واطمئناناً عميقاً على تموضعها وبثقة خاصة بعد السلاح الجديد الذي يستعمل وسيستعمل من قبل حزب الله واليمن في القريب العاجل!
وما حصل من ضربات خلال هذا الشهر - التاسع والعاشر - أضر كثيراً بسمعة وقوة الجيش الإسرائيلي، وحتى الآن هذا الجيش لا يمارس غير الوحشية والدمار والابادة الجماعية بحق المجتمع الفلسطيني والمزيد من المجازر واستهداف المدنيين، بينما المقاومة تصيب اهدافها بدقة وحنكة، وتجعل إسرائيل عاجزة عن تحقيق أهدافها التي قررتها!
لا نتائج على المستوى السياسي ولا العسكري نالتها إسرائيل الإرهابية حتى الآن، أما العمليات من قبل المقاومة هي نوعية،
وتداعياتها لا تزال تحلل في الكيان المؤقت، وما يقلق أن إسرائيل تستخدم كذبة التفاوض من أجل إسكات الداخل الصهيوني ليس أكثر، وهي تعمل على زيادة مجازرها ضد الفلسطينيين، وتصل إلى أربع أو خمس مجازر إبادية وحشية في اليوم الواحد تطال مراكز ايواء وخيم وأماكن سكنية شعبية!
لذلك استمرار حماس في هذه المفاوضات لن يفيدها ولن يفيد حياة الفلسطينيين، والانسحاب ضرورة، والعودة يجب أن تكون مشروطه بإيقاف المجازر والابادة الجماعية!
لا خطوات جدية في هذه المفاوضات، وهي حتى الآن ليست مجدية بل تفيد "النتنياهو"، وهذا المجرم ينتظر رحلته إلى أميركا كي يبنى عليها إذ يستمر بالمجازر أو يوقفها!
المفاوضات هذه لا قيمة لها حتى اللحظة، وحماس والمقاومة الفلسطينية تحاور تمنياتها خاصة أن بعض النظام العربي المشارك في المفاوضات هو مع إسرائيل، لا بل أشرس من الكيان المحتل على الفلسطينيين في فرض الشروط!
الجزار النازي نتنياهو يريد المزيد من الوقت ليس ليحسم الحرب لصالحه وهو يدرك فشله، بل من أجل المزيد من فعل المجازر والقتل والدمار، وفي هكذا حال لا قيمة للمفاوضات كما لو كانت مقاولات!
الجزار السفاح نتنياهو يرغب بأن يكون له دوره في الانتخابات الأميركية، ولن يعطي العجوز الصهيوني ترامب أي ورقة رابحة في عملية الاتفاق على وقف الحرب، وهذا يعني أننا أمام شهور أكثر دموية واجراماً...!
وهذا يعني لا عازة للبقاء في كذبة التفاوض، والانسحاب يحسم الصمت على المجازر الحاصلة كما لو كانت حماس الشاهد الزور عليها، وهي ليست كذلك!
الانسحاب مؤقتاً ضرورة الآن وكل المعطيات تؤكد التوقيت في المفاوضات ليس فلسطينياً بل إسرائيلياً وأميركياً وأعرابياً، بينما التوقيت الفاعل هو مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعراقية والميدان!
الانسحاب اليوم من قبل حماس يفرض إشكالية اضافية على الداخل الإسرائيلي وعلى الانتخابات الأميركية وعلى المطبع الأعرابي، ويجعلهم يسعون وراء حماس ومن يمون عليها لتعود إلى التفاوض، عندها العودة تكون مشروطة، والشرط إيقاف المجازر اليومية بحق الأبرياء في فلسطين!