تضاعفت حشود المشاركين في مؤتمر الحزب الجمهوري المقرّر لتسمية المرشح الرئاسي للحزب، حيث كانت الحشود من غير الأعضاء استفتاء على نتائج غير مباشرة لمحاولة الاغتيال التي تعرّض لها الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان محسوماً فوزه بأغلبية ساحقة من عدد مندوبي الحزب الجمهوري، لكن المؤتمر الذي كان يبدو باهتاً تحول الى مصدر إشعال الحماسة على خلفية نجاة ترامب من محاولة اغتيال، وخرج ترامب أمام المؤتمر بتسمية عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري في أوهايو، جي دي فانس، مرشحاً لمنصب نائب الرئيس. ويبدو على الضفة المقابلة أن وضع الرئيس جو بايدن في تراجع مستمر، سواء على مستوى حماسة الديمقراطيين لخوض معركته الرئاسية رغم خشيتهم من خطر فوز ترامب، أو على مستوى الفئات المترددة التي جذبتها محاولة اغتيال ترامب للتعاطف معه، بينما كثير من الذين كانت للحزب الديمقراطي فرصة اجتذابهم خوفاً من ما يثيره ترامب من مخاطر عنصرية، يشدهم إلى الخلف موقف بايدن المؤيد لكيان الاحتلال كمواقف ترامب، أو يبعدهم عن الذهاب للانتخاب الشعور بعدم أهلية بايدن العقلية من جهة وجنون ترامب من جهة أخرى.
في المنطقة بينما يترنّح المسار التفاوضي ويتصاعد القتال في غزة وجبهات الإسناد، اعتراف عسكري اسرائيلي رسمي بأزمة عتاد وذخيرة، حيث أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى ان الجيش الإسرائيلي يعترف لأول مرة أنه يعاني من نقص في الدبابات بسبب تضررها في جبهات القتال في قطاع غزة والشمال، وخروجها عن الخدمة وعدم إمكانية استعمالها في الميدان أو التدريب بالإضافة إلى نقص في الذخيرة. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن الجيش الإسرائيلي بأن كمية الدبابات المتوفرة في سلاح المدرعات ليست كافية للمجهود الحربي أو لإجراء التدريبات في الوقت نفسه، وذكر بأن المتوفر حالياً لا يلبي احتياجات الحرب. وكانت مجلة السياسات الخارجية المرموقة في واشنطن الفورين أفيرز تنشر تقريراً بعنوان “حماس تنتصر” يعترف بفشل الحرب الاسرائيلية على غزة ويقول إن حركة حماس لم تُهزم وليست على وشك أن تُهزم. ويقول التقرير إن قوة حماس لا تقاس بعدد من قتل من مقاتليها بل بمدى قدرتها على كسب التأييد وقدرتها على التجنيد، والواضح أنها بسبب الحرب رفعت تأييدها من 53% الى 73% في الضفة الغربية، وتمكنت في غزة من تجنيد عدد من المقاتلين أكثر من الذين خسرتهم. وخلصت الدراسة التحليلية الى أن دعاية حماس أكدت على ثلاثة مواضيع: أولاً ليس أمام الشعب الفلسطيني خيار سوى القتال، لأن “إسرائيل” عازمة على ارتكاب فظائع ضد الشعب الفلسطيني حتى لو لم يشاركوا في عمليات عسكرية، وثانياً أن الفلسطينيين بقيادة حماس قادرون على هزيمة “إسرائيل”، وأن كل من يموت في المعركة له الشرف والمجد، ويؤيد ذلك العدد الكبير من الفيديوهات التي تثبت وتوثق إلحاق الخسائر بالجيش الإسرائيلي، وثالثاً ربط عملية ٧ أكتوبر وكل ما يدور من قتال بالقدس والمسجد الأقصى والعقيدة الدينية. وتنتهي الدراسة بخلاصة تقول، إنه بعد ٩ أشهر من القتال، حان الوقت للاعتراف بالحقيقة الصارخة، أنه لا حل عسكرياً لهزيمة حماس، وأن عدد مقاتليها تضاعف، وأنها أكثر من فكرة مثيرة للذكريات، بل إنها حركة سياسية اجتماعية جوهرها العنف ولن تختفي في أي وقت قريب وان الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية الحالية تؤدي إلى توثيق الرابط بين حماس والمجتمع المحلي.. إن حماس لم تُهزم ولا هي على وشك الهزيمة.
في لبنان، ومع تواصل الأداء المرتفع لجبهة المقاومة على الحدود ركز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته في ذكرى عاشوراء على نبذ الفتن، وخصوصاً في ظل الشائعات التي تستهدف العلاقة بين حزب الله وحركة أمل على خلفية إشكال في حي معوض في الضاحية الجنوبية، تسعى الشائعات لتصويره صداماً بين حزب الله وحركة أمل وهو ليس كذلك أبداً، داعياّ الى الرد على الفتن بالتمسك بالوحدة وإلى الانتباه الى امتزاج الدم بين مقاتلي أمل وحزب الله في جبهات الجنوب. وختم السيد نصرالله بالقول، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. فكل مَن يريد أن يوقظ الفتنة العنوه وليس فقط قاطعوه، العنوه ايضاً، خصوصاً في هذه المرحلة التي نعيش فيها نحن كلنا سوياً في مواجهة كبرى، في معركة طوفان الأقصى، تحديات داخلية، تحديات إقليمية. اليوم مثلا إذا شاهدتم بالتلفاز تشييعاً في كفركلا، نعشاً ملفوف بالعلم الأصفر ونعشاً ملفوفاً بالعلم الاخضر، سوياً يُشيّعون، أمل وحزب الله سوياً في كفركلا. وأي أحد يحاول اللعب على هذا الموضوع يجب أن نصدّه بقوة.
أعلن حزب الله أنه «استهدف تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة». أيضاً أعلن انه «استهدف التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالصواريخ الموجّهة». في المقابل، استهدفت غارة إسرائيلية محيط بركة ميس الجبل. كما شن الطيران الإسرائيلي غارتين على بلدة مروحين الحدودية في القطاع الغربي. وقرابة الثالثة والنصف فجراً، ألقى الجيش الإسرائيلي ثلاث قذائف مضيئة فوق تلة لوبيا – طريق القليعة.
وتوازياً، قال المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي “إن لدينا مهمة واضحة في الشمال وهي إبعاد حزب الله عن السياج الحدودي”.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدة كفركلا، كما أغار مستهدفاً مدينة بنت جبيل على دفعتين ملقيا صاروخي جو – أرض في كل غارة، ما أسفر عن مجزرة بحق مدنيين استشهد خلالها شقيقان من آل داغر (شقيق وشقيقته) فيما أصيبت شقيقتهما بجروح خطرة، وما لبثت أن فارقت الحياة، عندما استهدفت المقاتلات الحربية منزلهم فدمّرته في حي العويني في المدينة.
وعملت فرق الإسعاف ومن الدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية على رفع الإنقاض من المنزل المدمر، وقد نقل جثامين الأشقاء الثلاثة الى أحد مستشفيات المنطقة.
وفي السياق نفسه، ادعى جيش العدو الإسرائيلي قصفه منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لحزب الله في بنت جبيل ومبنى عسكريًّا للحزب في كفركلا..
وقال قائد قوات اليونيفيل “إن عمل قواتنا يُعدّ أمراً حاسماً لتحقيق الاستقرار على طول الخط الأزرق في لبنان”.
ليس بعيداً، التقى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، في مكتبه، السيناتور الفرنسي للمقيمين في الخارج اوليفييه كاديك، وجرى عرض للأوضاع على الساحة الداخلية لا سيما على الصعيدين السياسي والأمني. وكانت مناسبة لمناقشة تطورات الوضع في الجنوب وضرورة تطبيق القرارات الدولية.
وسط هذه الأجواء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان الكسندر روداكوف، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستقبل بري حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.
ويعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، جلسة عند الساعة 8.30 صباح يوم الخميس في السراي الكبير، وعلى جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بطلب وزارة الدفاع الوطني تطويع تلامذة ضباط في الكلية الحربية ليتم إلحاق الناجحين منهم في المباراة التي أجريت تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء رقم 7/8/2023.
وقبيل لقاءات يفترض أن تجمع المعارضة وكلاً من حزب الله وحركة أمل نهاية الأسبوع مبدئياً، التقى وفد نواب المعارضة في مكتبة مجلس النواب، مع وفد من كتلة “التوافق الوطني” ضمّ النائبين حسن مراد ومحمد يحيى، وجرى البحث في المبادرة التي أطلقها نواب المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.
واعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن المبادرات الرئاسية لإنهاء الشغور هي دليل حيوية، داعيًا إلى الإيجابية في هذا الملف. ورأى أن الأساس هو التلاقي اللبناني – اللبناني لإحراز التقدم المطلوب في الملف الرئاسي. وعن مبادرة المعارضة، لفت البزري إلى إيجابية استجدّت في المواقف لجهة القبول بمبدأ الحوار والتشاور داعيًا للبناء على هذه الإيجابية على الرغم من نقاط الخلاف حول شكل الحوار، وما إذا كانت الدعوة قبل جلسات الانتخاب أو بعدها. البزري لفت إلى أن الأزمة الرئاسية كانت موجودة قبل حرب غزة ولكن الحرب زادت الأمور تعقيدًا، داعيًا إلى تحصين الداخل وعدم انتظار سلة الحلول الدولية والإقليمية إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية.
وامس أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى أننا “لن نقيم مسيرات في مدينة بنت جبيل وفي الخيام والبلدات الأماميّة وأيضاً في مدينة صور وفي النبطية مراعاة للظروف الأمنية في جنوب لبنان”.
ولفت السيد نصر الله في كلمة له خلال المجلس العاشورائي تعليقاً على الإشكال الذي وقع منذ يومين في حي ماضي، إلى أن “الاشكال في حي ماضي ليس بين الحزب وحركة أمل، والأخ سمير قباني معروف تصدّى لمعالجة الإشكال وهو شهيد منع الفتنة والتأكيد على وحدة الصف”.