تقول مصادر في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأميركي إن تفاقم الفضائح الناجمة عن فقدان الرئيس جو بايدن التركيز اللازم في كلماته وخطاباته، طرح قضية «خرف بايدن» على طاولة البحث الجدي بتنحيته. وتضيف المصادر أن الرئيس بعدما وصف نفسه بأول نائبة رئيس سوداء لرئيس أسود، وقع خلال اجتماع حلف الناتو بخطأين يمثل كل منهما مصدر إهانة لواشنطن ومقام رئاستها كدولة عظمى. وقد وقف بايدن يقدم الرئيس الأوكراني للتكلم من بعده واصفاً إياه بـ الرئيس الشجاع، ليقول أخيراً، سيداتي سادتي إليكم الرئيس بوتين، ثم وفي القمة ذاتها وعلى هامشها ردّ على سؤال حول ثقته بمؤهلات نائبة الرئيس كمالا هاريس لمواجهة منافسه إذا خرج هو من السباق الرئاسي، قال إنه لولا ثقتي بأن نائبة الرئيس ترامب تملك مؤهلات تحمّل مسؤولية الرئاسة لما اخترتها نائباً للرئيس.
في المنطقة تراجع التوتر الذي خيّم على العلاقات السعودية اليمنية، بعدما تسبّب قرار لحكومة عدن المدعومة من السعودية بتجميد كل الوضعية القانونية للمصارف التي تتخذ من صنعاء مقار مركزية لها ومطالبتها بالانتقال إلى عدن، وتبليغ شركة سويفت العالميّة بشطبها عن لائحة التعامل، وهو ما استدعى كلاماً عالي السقف الى حد التهديد بقصف العمق السعوديّ، من قبل زعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، وجاء تراجع عدن عن قرارها، بعدما تبلغت من شركة سويفت أنها لن تنفذ قرار الشطب، وأنها لا تريد الدخول طرفاً في خلافات يمنية يمنية، وبدا للمراقبين أن تدخلاً أميركياً وسعودياً تفادياً للمواجهة، هو الذي أدى لموقف سويفت ولتراجع حكومة عدن.
في المنطقة تستمر مفاوضات القاهرة والدوحة حول اتفاق غزة، دون مشاركة وفود حركات المقاومة وكيان الاحتلال في العاصمتين المصرية والقطرية، في غرف متجاورة في الفندق نفسه، أو فنادق مختلفة في العاصمة نفسها. فالمفاوضات تدور على الواتساب كما تقول مصادر أحد المعنيين بالمسار التفاوضي، ويضيف أن الأمور لا تزال تراوح مكانها، حيث الوقف النهائي للحرب عقدة يصعب تجاوزها، ولا يبدو أنها سهلة الحسم بعد، في ظل محاولات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بقاء مصير الحرب غامضاً في أي اتفاق في أحسن الأحوال. وتعليقاً على الكلام الأميركي عن تقدم في مسار التفاوض للاتفاق على إطار الحل، قالت المصادر إن تقدم المفاوضات في واشنطن لا يعلم به أي من الأطراف المعنية في المنطقة.
فيما تشير أجواء الإدارة الأميركية في الساعات الأخيرة الى تقدّم ملحوظ في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وحكومة الأحتلال الإسرائيلي باتجاه التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها في ظل استمرار العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال، مع تسجيل ارتفاع نسبة التقارير والمقالات والتعليقات التي تنشر في الصحف والإعلام الإسرائيلي وتتحدث عن تخبط وإرباك حكومة الاحتلال في التعامل مع الجبهة الجنوبية وكذب وادعاء نتنياهو بأنه قادر على تغيير المعادلة الميدانية في الشمال، إضافة الى إقرار كبار المحللين والجنرالات السابقين في «إسرائيل» بعجز الجيش الإسرائيلي عن شنّ حرب واسعة على لبنان والتحذير من مخاطر هذه الحرب على مصير الكيان لا سيما في ظل الإخفاقات الكبيرة في غزة وسقوط أهداف الحرب.
وكشفت أجواء دبلوماسيّة محلية لـ»البناء» معلومات عن إيجابيات من مفاوضات القاهرة والدوحة والتوصّل الى شبه اتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى على دفعات، لكن يجري تذليل بعض العقد التي تحول دون إعلان الاتفاق رسمياً لا سيما الوقف الكامل لإطلاق النار بين إنجاز مراحل الاتفاق».
كما أشارت أوساط دبلوماسية أوروبية لـ»البناء» إلى أن «هناك إرادة أميركية وأوروبية للضغط لوقف الحرب في غزة لاحتواء تداعياتها الكارثيّة على غزة والمنطقة»، كاشفة أن المفاوضات تتقدّم وهناك جدية أكثر من أي وقت مضى لدى الأطراف المتفاوضة لتقديم التنازلات لصياغة الشكل النهائيّ للاتفاق»، وتوقعت الأوساط أن تتضح الصورة وتخرج الصيغة النهائيّة للاتفاق بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي نهاية الشهر الحالي، مضيفة أن الأميركيين يمارسون ضغوطاً كبيرة على «إسرائيل» وتحديداً على نتنياهو لإنهاء الحرب قبل انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات، ولذلك أوفدت واشنطن أكثر من مسؤول أميركي سياسي واستخباري إلى المنطقة وأجرى مروحة محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين والوسطاء القطريين والمصريين.
إلا أن خبراء في الشؤون الإسرائيلية يشيرون لـ»البناء» الى أن الشيطان يكمن في التفاصيل، ولا مصلحة لرئيس حكومة العدو بالتوقيع على اتفاق مع حماس يتضمّن وقف إطلاق النار بشكل كامل، لأن ذلك يشكل إقراراً بفشل تحقيق أهداف الحرب، وبالتالي الهزيمة الكاملة، لذلك نتنياهو يرفض بتصريحاته وقف إطلاق النار والإحتفاظ بحق «إسرائيل» بشن ضربات على قطاع غزة عندما تشاء.
وعلمت «البناء» أن الاتصالات الدولية لا سيما الأميركية الأوروبية مع لبنان لم تتوقف لاحتواء التصعيد على الجبهة الجنوبية وإنجاز تفاهم يكون جاهزاً للتطبيق فور توقف العدوان على غزة لكي لا تستمرّ العمليات العسكرية وتنزلق إلى حرب شاملة، لكن بقيت النقاشات في الإطار النظريّ والشفهيّ ولا يوجد اتفاق مكتوب ونهائيّ حتى الساعة، كما أن مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين وضع الخطوط العريضة للاتفاق نظرياً خلال زياراته الأخيرة ولن يزور لبنان قبل إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لأنه بات مقتنعاً بأن حزب الله لن يوقف العمليات العسكرية ضد «إسرائيل» قبل وقف العدوان على غزة، ولذلك فإنّ أي صيفة اتفاق حتى لو كان مكتوباً لن يصبح قابلاً للتنفيذ قبل وقف الحرب في غزة.
على الصعيد الميداني، أعلن حزب الله استهدافه التجهيزات التجسسيّة في مركز طواقم الجمع الحربي والاستطلاع في المطلة بالصواريخ الموجّهة ما أدّى الى تدميرها. واستهدف مجموعة لجنود إسرائيليين أثناء قيامها بأعمال التحصين في محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية. واستهدف مجاهدو السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الصهيوني موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
أعلن الجيش الإسرائيلي «مقتل ضابط برتبة رائد من الاحتياط في المعارك الدائرة في الجبهة الشمالية مع حزب الله». وأفاد «بمقتل فاليري شيفونوف، 33 عاماً، من نتانيا، ضابط مركبات في الكتيبة 9308، لواء ألون 228»، مشيراً إلى أنه «قتل أثناء القتال في الشمال».
في المقابل أطلق جيش الاحتلال ليلة أمس الأول القنابل المضيئة فوق القرى الحدوديّة المتاخمة للخط الأزرق. كما أطلق نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدتي رامية وعيتا الشعب في القطاع الأوسط. واستمرّ الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي بالتحليق فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.
وتعرّضت آلية للجيش اللبناني من نوع «هامفي»، لرشقات رشاشة إسرائيلية من قرية الغجر قرب الوزاني. وأفيد عن إصابتها بشكل مباشر بأربع رصاصات، فيما نجا العناصر بأعجوبة من هذا الاعتداء.
ويعمد جيش الاحتلال وفق ما يشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى إقامة حزام أمني أو منطقة عازلة على طول الحدود بالنار واستخدام القنابل الفوسفورية، على عمق يفوق الـ7 كلم، حيث وسّع ضرباته خلال الأسبوع الحالي الى قرى وبلدات لم يقصفها بهذا الشكل في الأشهر السابقة، ما يعكس بأن الجيش الإسرائيلي يريد إقامة منطقة عازلة وخالية من السكن والمنازل، ظناً أن ذلك يبعد حزب الله 10 كلم هو مدى صواريخ «الماس» التي تستخدمها المقاومة مؤخراً في ضرباتها ضد المواقع الإسرائيلية، ما يؤدي إلى مزيد من تهجير سكان الشمال وصعوبة عودتهم إلى مستوطناتهم.
وفي سياق ذلك، ذكر موقع القناة 12 «الإسرائيلية» أنه، منذ بداية شهر حزيران، حصل ارتفاع بمئات النسب في عدد صافرات الإنذار في الجولان عقب عمليات حزب الله الذي يركّز نشاطاته في المنطقة.
وفقًا لمعطيات نشرها موقع القناة، منذ بداية حزيران، سُمع ما معدله أكثر من 5 صفّارات إنذار يوميًا في مستوطنات الجولان، وهي قفزة حادّة بأكثر من 450% مقارنة بالأشهر السابقة. وحتى شهر آذار، كان يُسمع أقل من إنذار في الجولان يوميًا، ومنذ ذلك الحين هناك ارتفاع وصل إلى ذروته في الشهر ونصف الشهر الأخيرين. وبحسب موقع القناة، يُحقّق جيش الاحتلال في كيفية إصابة صاروخين غير دقيقيْن، بشكل مباشر، لمركبتيْن خاصتيْن على طرق الجولان في غضون أيام، الطريق 91 الذي سقط فيه الصاروخ هو طريق رئيسيّ في الجولان، ويمرّ بالقرب من القواعد العسكرية التي يستهدفها حزب الله.
في المواقف، أشار رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، إلى أنّ «المقاومة الإسلامية في لبنان تخوض الحرب إسنادًا لغزّة ودعمًا لمقاومتها الشريفة، وتلاحق العدوّ الإسرائيلي في أوكاره التي أصبحت مكشوفة بعد الهدهد الأول والثاني وما بينهما، ولعلّ القادم أعظم وستكون المفاجآت بالردّ على كلّ تكهنات العدوّ وتهديداته واعتداءاته والاغتيالات لن تعود عليه إلا بالمزيد من الردّ الموجع والمؤلم في عمق العمق ولن تتوقف المقاومة ما دامت العمليات لم تتوقف على غزّة».
ولفت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الى أنّه «عندما تنتهي المفاوضات إلى وقفٍ للعدوان ووقفٍ للحرب على غزة فما يقبله أهلها والمقاومون فيها سنقبله وسنبدأ فوراً بوقف إطلاق النار على جبهتنا». وخلال إلقائه كلمتين في المجلسين العاشورائيين في النبطية وجباع، لفت رعد إلى أن «العدو في مرحلة لا يستطيع فيها أن يشنّ حرباً على لبنان وهذه ليست آمالاً ولا توقعات، هذه معطيات نعرفها مما نحضّره للعدو ومما نستشعره ونراقبه في أداء العدو ونحن جاهزون لكل الخيارات». وشدّد رعد على أن «التزامنا بنهج الحسين وثقتنا بالله وبشعبنا الوفي للحسين ونهجه يعصمنا من أن نمكّن عدونا من أن ينال منّا وسنخرجُ منتصرين إن شاء الله وانتصارُنا سيكون مدوياً لأن فشل الإسرائيلي سيكون مدوياً أيضاً».
وتقدمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بشكوى أمام مجلس الأمن بخصوص اعتداءات «إسرائيل» على القطاع الزراعي والمزارعين ومربي المواشي في القرى الحدودية».
على صعيد آخر، رحّبت كتلة التنمية والتحرير في بيان بعد اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري «بأي مسعى أو جهد عربي شقيق، أو دولي صديق، يرمي لمساعدة لبنان بإنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية وهو جهد يجب أن يقابل من كافة الكتل النيابية والقوى السياسية بجهد وطني جامع يقتنع فيه الجميع بوجوب الابتعاد عن الكيد والمكابرة والإلغاء، وبالاقتناع بأن طبيعة التعقيدات والتوازنات في المجلس النيابي والاستعصاء الحاصل يفرضان بأن يكون هناك تشاور وحوار جدّي، بمناخ منفتح تحت قبّة البرلمان وتحت سقف الدستور، لإيام معدودات يفضي الى توافق على مرشح أو اثنين أو ثلاثة، حوار من أجل انتخاب رئيس لجمهورية لبنان يكون انتخابه مدخلاً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وانقياداً لمنطق الدولة والمؤسسات والحؤول دون اندثارها».