تتضارب المعلومات عن نتائج الجولة الاخيرة من المفاوضات بين حماس والعدو الاسرائيلي حيث البعض يقول ان هناك تقدما ملموسا حول وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى بينما جهات اخرى تشير الى ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وضع عراقيل وشروطا تعجيزية لافشال هذه المفاوضات في الدوحة. ذلك ان نتنياهو غير قابل باتفاق لا ينص على مواصلة «اسرائيل» حربها على حماس حتى القضاء عليها وقد صرح علنا: «من يشن علينا الهجمات فمصيره الموت». ورغم تعاظم الضغط للجيش الاسرائيلي ورئيسي الموساد والشاباك على حكومة نتنياهو للقبول بصفقة وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى غير ان نتنياهو لم يرضخ لهذه الضغوطات ولا يزال مصمما باستمرار عدوانه على غزة.
والحال ان توجهات الجيش «الاسرائيلي» تتعارض مع اهداف حكومة نتنياهو حول الحرب في غزة حيث تعرب المؤسسة الامنية العسكرية «الاسرائيلية» بصراحة مطلقة عن تأييدها لاي صفقة مع حماس تؤدي الى وقف اطلاق النار في غزة والى تبادل الاسرى بعد ان انهك وارهق الجنود «الاسرائيليين» من الاشتباكات المتواصلة بوجه المقاومة الفلسطينية وبات الاستمرار في القتال لا يصب في مصلحة هذا الجيش. وفي السياق ذاته، قارب الرئيس السابق للدائرة السياسية الامنية في وزارة الدفاع «الاسرائيلية» الجنرال عاموس جلعاد الحرب في غزة مقاربة منطقية بعيدة عن جنون نتنياهو ووزرائه المتطرفين معلنا انه «لا يوجد نصر مطلق في قطاع غزة، وعلينا اعادة الاسرى المحتجزين لدى حماس احياء».
بموازاة ذلك، تسعى الولايات المتحدة الاميركية الى اتمام الصفقة بين حماس و«اسرائيل» وتمارس بدورها الضغط على نتنياهو لقبول المقترح الاخير حول غزة. وقد صرح المتحدث باسم الامن القومي في البيت الابيض جون كيربي ان هناك امكانية كبيرة في تضييق الفجوات بين الجانب «الاسرائيلي» وبين حماس. علاوة على ذلك ، يقوم مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز والمبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط بريت ماكغورك ببذل الجهود للتوصل الى حل في قطاع غزة الى جانب تصميم الرئيس الاميركي على اتمام هذه الصفقة.
ولكن رغم الضغط الداخلي «الاسرائيلي» والضغط الاميركي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الا ان الاخير بجنونه متسمك بالاستمرار بسفك دماء اهل غزة ومحاربة حماس حتى القضاء على اخر مقاتل منها؟
اما الهدف البعيد المدى الذي يريد نتنياهو تحقيقه لا يقتصر على تصفية حماس (اذا تمكن) بل الى افراغ غزة من مواطنيها واحتلالها. بيد ان الحقيقة المجردة التي يريد الوصول اليها نتنياهو هي تطبيقه للمخطط الاسرائيلي التلمودي بقضم كل الاراضي الفلسطينية وتهويدها.
مسؤول في حزب الله: العدو يهدد بالحرب الشاملة ضمن اطار الحرب النفسية
اما على جبهة الجنوب، فقد اكد مسؤول بارز في حزب الله ان المقاومة منذ الثامن من تشرين الاول تكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة وقد تحولت المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة الى مناطق خالية.وتابع ان التهويل الاسرائيلي بشن حرب شاملة على لبنان يصب في نطاق الحرب النفسية وايضا للداخل الاسرائيلي.
وشدد المسؤول في الحزب ان الاخير يستهدف عسكريين «اسرائيليين» ومواقع مهمة لجيش الاحتلال وعليه يضرب حزب الله في الجولان المحتل مراكز للتجسس ومراكز تقنية-فنية تعمل على استهداف قادة من المقاومة. انما في الوقت ذاته لا نقتل المدنيين «الاسرائيليين» ولا ندمر مستشفيات لان اسلوبنا في القتال وفي المواجهة العسكرية مختلفة عن اسلوب جيش الاحتلال الفاقد للاخلاق وللانسانية.
وعن معلومات تحدثت عن دور لدولة ايطاليا في العمل على التهدئة جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة، فقد اعتبر المسؤول ان لا صحة لهذه المعلومات اطلاقا كما ان الاخبار التي تقول بان المانيا مكلفة من واشنطن بالسعي لدور تفاوضي مع حزب الله حول الحدود الجنوبية اللبنانية والصراع الدائر مع «اسرائيل»، نفى المسؤول في حزب الله هذه الاخبار وكشف ان نائب مدير المخابرات الالمانية طرح سؤالا واحدا فقط على المقاومة وهو : «ماذا سيكون موقف حزب الله من المرحلة الثالثة في غزة». وتابع : «ان جوابنا لنائب مدير الاستخبارات الالمانية وهو موقف ثابت تبنته المقاومة منذ 8 تشرين الاول انه عندما يحصل وقف اطلاق نار في غزة ، سنوقف عملياتنا العسكرية في الجنوب».
الداخل اللبناني
القوات اللبنانية: طريق القصر الجمهوري يكون عبر صندوق الاقتراع بمجلس النواب ولا باي مكان اخر
وبعد قول الرئيس نبيه بري بان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ناكر للجميل لناحية عدم قبول بري باجراء حوار بمن حضر ورفضه لاستفراد القوات قاطعا الطريق على النائب جبران باسيل الذي كان يحث بري بالذهاب في هذا الاتجاه وعليه توقع الرئيس بري ان تثمن القوات اللبنانية موقفه. انما حزب القوات يقارب الاستحقاق الرئاسي من منظار اخر حيث رد مسؤول رفيع في القوات على كلام بري ان حزبه كان يريد ان يجري بري حوارا بمن حضر لان القوات والمعارضة النيابية السيادية لا تريد المشاركة بهكذا حوار لانها تعتبره غير دستوري لا بل حوار انقلابي على الدستور. واضاف المسؤول القواتي: «نحن لا نريد ان يتحجج بنا تحت عنوان ان بري لا يريد عزل القوات اللبنانية من الحوار» مؤكدا ان القوات ستشارك فقط في المرحلة الثانية المتعلقة بالذهاب الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية.
وعن الحديث القائم في البلد بانه لن ينتخب رئيس للجمهورية الا بعد حوار ملزم عند الرئيس بري، شدد المسؤول الرفيع في القوات على رفض حزبه تعديل الدستور والمس به اطلاقا. وتابع ان القوات رأت كتابات من المقربين من بري او الصادرة منه مباشرة التي تقول ان معبر الانتخابات الرئيسية هي عين التينة وعليه اكد المسؤول القواتي ان طريق القصر الجمهوري يتم عبر صندوق الاقتراع في مجلس النواب ولا يتم بأي مكان اخر.
مقترح المعارضة الرئاسي مثلث الاهداف
من جانب المعارضة،اوضح مصدر بارز فيها ان الهدف الاول من الاقتراح الرئاسي يندرج في سياق تاكيد المؤكد بأن خريطة انتخاب رئيس للجمهورية تمر من خلال تطبيق الدستور وهذا ما دأبت المعارضة على تكراره منذ الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية في مطلع المهلة الدستورية.
والهدف الثاني هو اظهار ان هناك عدة خيارات ضمن الدستور للتفاهم حول خيار ثالث اذا وجدت النية لاجراء انتخابات رئاسية. بمعنى اخر انه ليس صحيحا ان المعبر الوحيد والالزامي هو طاولة الحوار الذي يدعو اليها الرئيس نبيه بري حيث لا وجود لنص دستوري يقول بالطرح الذي يتمسك به الرئيس بري. انما الدستور يعطي خيارات منها تداعي النواب للتشاور دون ان يكون هناك دعوة يوجهها رئيس البرلمان. واضاف المصدر في المعارضة انه لا يحق لمن يعطل الانتخابات الرئاسية ان يدعو للحوار.
اما الهدف الثالث، فهو التأكيد على ان كل المبادرات الرئاسية منها مبادرة اللقاء الديمقراطي، مبادرة المعارضة، مبادرة الاعتدال وغيرها لم تؤد الى اي نتيجة ايجابية لان فريق الممانعة متمسك بمرشحه رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه ويرفض البحث بمرشح خيار ثالث.
لقاء بيصور: تثبيت الهوية الدرزية بوجه الاحتلال الاسرائيلي والتاكيد على دعم القضية الفلسطينية
في حضور الوزيرالسابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، شهدت بيصور مصالحة عائلية بعد اشكال اهلي قديم.
وفي لقاء بيصور، قال وليد جنبلاط : «اليوم نختم جرحا اليما ادمى العائلة الواحدة في بيصور ونختمه عبر اللجوء الى القضاء والتقاليد والاعراف التي عرفتها الطائفة المعروفية الواحدة والتي عندما نطبقها بالرغم من الم فقدان الاحبة لكنها تبقى الضمانة من اجل العبور الى المستقبل».
واضاف جنبلاط في كلمته : التحية لاهل بيصور فقد كنتم في طليعة المقاومة الوطنية والعربية وصمدتم في وجه مؤمرات التقسيم والانعزال. انتم الذين فتحتم الطريق للعروبة الى بيروت الى المقاومة الى الاقليم الى صيدا الى الجنوب . تاريخكم ناصع في التضحيات. تاريخكم ابيض».
وختم بالقول: «اضم صوتي الى صوت الامير طلال ارسلان والرفيق غازي العريضي فنحيي من بيصور ام الشهداء في غزة وفي الضفة وفي فلسطين كلها».
والجدير بالذكر ان الوزير السابق وليد جنبلاط كان من الاوائل الذين بادروا الى تاييد المقاومة الفلسطينية في غزة بعد عملية طوفان الاقصى ومن بعدها اعلن دعمه لاهل الجنوب في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وفي الوقت ذاته، قالت اوساط درزية ان جنبلاط حذر من ان ينجر لبنان الى الحرب الشاملة الا ان حزب الله ملتزم حتى اللحظة باستهداف الجنود «الاسرائيليين» لا المدنيين في حين ان «اسرائيل» لا تميز في عدوانها بين طفل ومستشفيات ومدارس واعلاميين.
من جهته، اكد الوزير السابق غازي العريضي ان «اسرائيل» هددت بارجاع لبنان الى العصر الحجري قبل حصول عملية طوفان الاقصى الاخيرة كما ان مسؤولين «اسرائيليين» توعدوا بضرب المطار والمرفأ واماكن حيوية عدة في لبنان قبل بدء الحرب على غزة الاخيرة. ولذلك اعتبر العريضي ان توجيه الاتهام الى حزب الله بانه المبادر في توجيه ضربات للعدو الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة هو اتهام في غير مكانه.
اوساط سياسية لـ«الديار»: مواقف جنبلاط داعمة للمقاومة
الى ذلك، رأت اوساط سياسية للديار ان الوزير السابق وليد جنبلاط اراد من لقاء بيصور ام الشهداء ايصال رسالة واضحة ان طائفة الموحدين الدروز هي دائما في خط المقاومة العربية والفلسطينية. وقصارى القول ان هناك جنودا دروز في جيش الاحتلال يقاتلون بشراسة ضد حماس اي المقاومة الفلسطينية وهذا امر يتعارض مع خط ونهج دروز لبنان الذين دعموا دوما فلسطين واهل الجنوب وحزب الله في التصدي للعدو «الاسرائيلي». ولا يريد جنبلاط ان يحصل اي ردة فعل على الدروز اللبنانيين بسبب قتال الموحدين الدروز في اسرائيل بوجه حزب الله وحماس.
علاوة على ذلك، يرى ان حزب الله في حالة قتال بمواجهة الاحتلال وعليه يعتبر جنبلاط ان الظرف الحالي يتطلب دعما للمقاومة التي تدافع عن الارض والعرض.