اليوم وبعد أكثر من ١٢ سنة عرفنا كيف تحقق بعض المدارس ومن ضمنها ثانوية الرحمة كفرجوز نتائج ١٠٠% نجاح بمعدلات جيد جدا وما فوق لجميع الطلاب باختصاصات علوم الحياة وغيرها،
بكل بساطة عليك تحقيق معدل عام ٧٠% في الصف الحادي عشر و معدل عام ٧٠% في المواد العلمية الاربعة، هنا يرفع الطالب الى الصف الثاني عشر لاختصاص علوم الحياة او العامة، غير هذا المعدل وخلافه (أقل طبعا) فنحو اختصاص الاقتصاد والاجتماع در حتى لو نلت معدل تحت ٥٠% في مادة الاقتصاد لامشكلة عندهم فهم الى جانبك وسيساعدوك خلال العام الدراسي لتخطيها،
ولكنهم بالمقابل لن يساعدوك ولن يقفوا الى جانب طلابهم الذين هم من تربيتهم وانتاجهم لمساعدتهم في تخطي مادة او اثنتين خلال العام باعتبار غير مؤهل لمستوى علوم الحياة او العلوم العامة،
والخيار الثالث هو رحيل ومغادرة الطالب غير مأسوف عليه كونه دون مستواهم الاكاديمي اللائق بهم،
ناقد ومنقود لمن يخالف نفسه ويؤيدها بنفس الوقت (حتى لا استعمل مصطلح آخر غير لائق).
تشعر بانك في مجتمع الطبقية الفكرية والثقافية حيث يصنف الطلاب الى ذكي او فاشل ، مميز او غير مؤهل لا حلول وسط بينهم وغيرها من الاوصاف والتسميات مقدمين نموذجا جديد عن التمييز العنصري العقلي بعد انتهاء زمن التمييز العرقي (ظاهريا)،
متناسيين وغير ملتفتين يا حضرات التربويين والمربين الافاضل الى الابعاد النفسية والشخصية من تحطيم المعنويات والشعور بالقصور والدونية وسحق الثقة بالنفس وتكسيير المقاديف (بالعامية) التي تلحقونها بطلابكم واولادكم الناجحين والمرفعين وذنبهم انهم لم يحرزوا معدل ٢٠/١٤ وما فوق ويا لها من مصيبة،
فاقدين الذاكرة بان هؤلاء الطلاب هم من انتاجكم وتربيتكم لأكثر من ١٢ سنة،
بصفتي مربي رياضي وعلاقتي مع المراهقين من عمر ١٢ الى ٢١ سنة على مدار ٣٠ سنة متواصلة ومدرب مجاز في التربية البدنية والرياضية ومن الاتحاد الوطني والدولي وحكم دولي من الدرجة الاولى وعضو في مجلس ادارة الاتحاد وبطل للعالم ورئيس جمعية رياضية عريقة خرجت عشرات الابطال محليا ودوليا احب ان اشير الى الامور التالية بختصار شديد :
رفع المعنويات وتعزيز الثقة بالنفس والايمان بالقدرات وزرع الروحية العالية والشعور بالامكانيات الشخصية من اهم بل الاساس في بناء شخصية الانسان وصنع الشباب الصاعد والطموح كمدماك وقاعدة اساسية ورئيسية في بناء المجتمع.
في النهاية الخيارات كثيرة ومتاحة ولن تقف عند حدودكم وانظمتكم البائدة والبالية، لكنها ومضة في عالم الشمس الساطعة الغير ناظرة للعموم والعيان.