إنه زمن الفراغ على المستويات كافة في لبنان، فمن فراغ في رئاسة الجمهورية، الى مبادرات فارغة من مضمون مقبول، الى معامل كهرباء فارغة من الفيول، الى بيوت فارغة من شبابها وصولاً الى فراغ في معظم الادارات والمؤسسات الرسمية من دون ان ننسى الفراغ في رؤوس بعض الطارئين على السياسة او ممارسي التذاكي والتقاطع والتداعي والجامع المشترك قطع الطرقات الى قصر بعبدا على رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه من دون طرح مرشح جدي وقادر على المنافسة.
فراغ هائل ويتسع يوماً بعد اخر على اكثر من صعيد:
– رئاسة الجمهورية تنتظر من يتربع على كرسيها منذ اكثر من سنة وتسعة أشهر والمعارضة تتهم الموالاة بعرقلة الانتخابات الرئاسية والاخيرة ترى ان الاولى تتقصد ابقاء البلد من دون رئيس جمهورية لغاية في نفس يعقوب.
– مبادرات بالجملة والمفرق يلتقي اصحابها كتلاً وتكتلات ولجاناً ثلاثية ورباعية وخماسية ونواب مستقلين ورؤساء احزاب وطوائف من دون جدوى فيما بدت المبادرة الاخيرة للمعارضة لزوم ما لا يلزم اذ لم تحمل اي جديد يبنى عليه بحيث عمدت بعض الاحزاب الى نعيها رسمياً لترحب بها احزاب اخرى فيما بدا التيار الوطني الحر وكأنه يضع “إجر في البور وإجر في الفلاحة””.
– في الهجرة بات لا امل للشباب اللبناني في بلدهم، فهاجر معظمهم ويكاد يخلو البلد من اطبائه وممرضيه وقانونييه واعلامييه واساتذته وحتى من اهله الذين كانوا حتى الأمس القريب يتمسكون بتراب وطنهم حتى الرمق الاخير فباتت هجرتهم اليوم تحصيل حاصل وحلم ومستقبل وجنسية لابنائهم تسمح لهم بالعيش الكريم.
– في مؤسسات وادارات الدولة هناك فراغ في اكثر من مركز حساس، اما لجهة الموظفين المستمرين في عملهم فحدث ولا حرج عن الفراغ في مكاتبهم التي باتت تستضيفهم ليوم واحد في الاسبوع فقط من اجل تسيير امور الناس، فيما لا يمكن محاسبتهم على ما يخلفونه من فراغ لان راتبهم لا يكفيهم حتى للمواصلات.
في علم النفس الفراغ على انواعه مرض يستدعي المعالجة قبل الوصول الى الاكتئاب، اما في علم القانون فان الدستور يأبى الفراغ لانه يشل عمل المؤسسات وكذلك فان الطبيعة تخشى الفراغ بحسب مقولة للفيلسوف اليوناني أرسطو ولكن في لبنان هناك نهج سياسي يسعى للفراغ او التفريغ الذي يؤدي الى تدمير الدولة لتصبح دولة فاشلة فاقدة لشرعيتها في القانون الدولي لاسيما اذا اصبح هذا الفراغ مزمناً.
موقع سفير الشمال الإلكتروني