ما إن حكي عن إحتمال إحراز تقدم في المفاوضات حتى عادت الجبهات للإحتدام، فحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي لها حساباتها الداخلية والخارجية تؤكد من جديد رفضها للحلول وللواسطات، وإصرارها على المضي بحرب الإبادة. وفي مقابل مجازرها وغاراتها وقصفها واصلت الفصائل الفلسطينية تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الإحتلال لاسيما في محور نتساريم.
أما على الجبهة اللبنانية فقد سجلت أمس حماوة مرتفعة في المواجهات على طول الحدود، حيث قصفت مدفعية الاحتلال عددا من القرى الحدودية في القطاعين الغربي والأوسط مستهدفة بشكل خاص الناقورة وشقرا وميس الجبل وعلما الشعب والجبين وطير حرفا. وقد رد حزب الله بقصف مباشر لمواقع عسكرية للعدو.
في السياق توقعت مصادر أمنية لـ “الأنباء” الالكترونية أن تشهد الأيام المقبلة اشتداداً في المواجهات، معتبرةً أن ذلك عادة ما يسبق التوصل الى وقف لإطلاق النار.
وكانت صحيفة الواشنطن بوست قد نقلت عن مسؤول أميركي إنه وبعد أشهر من المفاوضات الصعبة تبدو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الاتفاق ينص في مرحلته الأولى على إطلاق 33 أسيرا اسرائيليا بما في ذلك كل الأسيرات والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة. وفي المقابل تطلق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين من سجونها، وتسحب قواتها من المناطق المكتظة بالسكان باتجاه الحدود الشرقية لغزة، شرط أن يتزامن ذلك مع تدفق المساعدات الإنسانية وإصلاح المستشفيات. إلا أن هذا الكلام يبقى حبراً على ورق طالما أن العدو لا يزال يماطل محاولاً شراء الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم.
على خط آخر يتعلق بالداخل اللبناني، تشهد مدينة بيصور اليوم لقاء استثنائياً في ابعاده ورسائله، تتخطى العنوان الأساس الذي ينعقد اللقاء لأجله على أهميته. وإذ ينتظر أن يبعث المشهد بحد ذاته رسالة واضحة حول الحرص الذي يحمله الرئيس وليد جنبلاط لاستقرار الجبل والتلاقي مع الجميع، كإشارة إلى ما ينادي به على مستوى كل الوطن، فإن الرسالة الثانية تحمل بعداً يرتبط بالهوية الراسخة لأبناء الجبل والتي تعود اليوم الأصوات المشبوهة من الخارج والداخل لتحاول تشويهها.
وأمام مشهد بيصور الجامع تبقى الدعوة المتكررة إلى مشهد مشابه على صعيد كل القوى السياسية لتوافق داخلي يخرج البلد من أزمته، وينتج توافقا على رئيس جمهورية في أقرب وقت.