يتنقل اللبنانيون بين لهيبين حارقين، حر الصيف وتعمُّق الأزمة السياسية والمالية والإقتصادية وعلى رأسها شغور رئاسة الجمهورية. وكاد هذا اللهيب أن يكتمل بانقطاع الكهرباء لولا مبادرة العراق وكعادته في دعم لبنان، إلى تزويد الباخرة الراسية في ميناء البصرة بالفيول اللازم للتغذية الكهربائية.
أما في حرّ اللهيب الرئاسي، فمن الواضح أنَّ المبادرة الأخيرة لقوى المعارضة لم تنزِل برداً وسلاماً على الوسط السياسي في شكل عام. ففي حين ردّ التيار الوطني الحر أمس في بيان مجلس السياسي مبدياً الإيجابية في التعاطي مع المبادرات، مع الإشارة إلى بعض الملاحظات لا سيما لجهة عدم التوقف أمام الشكليات بموازاة التذكير بالمشاركة في حوارات سابقة لم تتحول إلى أعراف، وقفت المبادرة أمام أسوار عين التينة وفريق الممانعة، الذي ردَّ من خلال الأجواء الإعلامية، وذلك بالتمسّك بالتشاور تحت خيمة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وما زاد من سوء حظ مبادرة المعارضة، أنَّ مصادر "الإعتدال" و"اللقاء الديموقراطي" شددت على الإحتماء بخيمة عن التينة، ما زاد على التلاقي حول الهدف الجوهري والأساس وهو الذهاب إلى جلسات بدورات متتالية، بعيداً من الشكليات التي تسقُط أمام الظروف الخطِرة والوجودية التي يمر بها لبنان.
وفي الجنوب تواصل القصف الإسرائيلي على القرى والبلدات من الناقورة في صور وصولاً إلى قضاء بنت جبيل وحاصبيا. وقد ردَّ حزب الله باستهداف عدد من المواقع الإسرائيلية ومن بينها مقرات قيادة فرق وذلك بالمسيرات الإنقضاضية.