مئتان وثمانية وسبعون يوماً على الحرب على قطاع غزة، وعمى الاجرام الاسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الاول الماضي لم يوفّر حتى العاملين في وكالة غوث اللاجئين “الاونروا”، فقد قتلت الاعتداءات الاسرائيلية حتى الآن مئة وسبعة وتسعين عاملاً في المنظمة، ناهيك عن الاستمرار في قصف المدارس التابعة لها والتي تأوي نازحين من جراء الحرب معظمهم من النساء والاطفال في محاولة لتفكيك الوكالة ووقف عملها.
في السياق، ومع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين حركة حماس والاسرائيليين امس في العاصمة القطرية الدوحة واستكمالها يوم غد في القاهرة، بهدف تقريب وجهات النظر وردم الهوة بين حماس وإسرائيل، ووسط تفاؤل بعض المراقبين بإمكانية التوصل لاتفاق لوقف النار في غزة، اعادت القوات الاسرائيلية قصف مدرسة البنات في مخيم النصيرات والتي تأوي آلاف النازحين الفلسطينيين، زاعمة ان “ارهابيين كانوا يستخدمونها غطاء لانشطتهم” بحسب البيان الصادر عن جيش العدو. وبذلك يكون الاحتلال الاسرائيلي قد قصف اربعة مدارس في خلال اربعة ايام.
من جهته، اشار المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني امس، الى ان مدارس غزة تحولت إلى أماكن للبؤس والموت وقد تعرضت ثلث مدارس الوكالة للقصف منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع. لافتاً الى أن غزة لم تعد مكانا آمنا للأطفال، ومؤكداً أن التجاهل الصارخ للقانون الدولي الإنساني لا يمكن أن يصبح هو الوضع الطبيعي الجديد.
الى ذلك، وفيما تستعد المنظمة يوم الجمعة المقبل لانعقاد مؤتمر التعهدات الذي يتم خلاله جمع التبرعات المالية الطوعية لدعم استمرار الوكالة في اداء مهامها، وافقت امس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي وبالاجماع على مشروع قانون تعريف الأونروا كمنظمة ارهابية. وبحسب صحيفة “يرائيل هيوم” فإن هذه الموافقة جاءت تمهيداً لطرح مشروع القانون للقراءة العامة في الجلسة العامة للكنيست.
وعلقت مصادر في الوكالة على القرار الاسرائيلي بالقول “هو توقيت مقصود يهدف للمزيد من الضغط على المانحين وحثهم على عدم تقديم اي مساهمات مالية للأونروا التي باتت اليوم في خطر”.
هي حرب ابادة يرتكبها الاسرئيليون متعمدين قطع كل شرايين الحياة والمساعدات عن الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها وكالة الاونروا. ورغم كل ذلك، يبقى الرهان على الدول التي اعترفت بدولة فلسطين لانقاذ الوكالة عبر الاستمرار بتمويلها وعلى صمود اصحاب الارض والحق بوجه المحتل الاسرائيلي الذي باتت نهايته وشيكة.
موقع سفير الشمال الإلكتروني