بين الثناء على أداء بعض الوزراء في حكومة تصريف الاعمال، والنأي عن الترويج لما وصفه الرئيس نجيب ميقاتي بـ«سيناريوهات لمفاوضات مفترضة لمرحلة ما بعد الحرب في الجنوب»، «لعدم دقته»، ونظراً لتشويشه على الموقف اللبناني المتمسك باستعادة الحقوق، تجاوز مجلس الوزراء جدول اعماله العادي، واعطى علماً بدراسة موضوع تصحيح الرواتب والاجور في القطاع العام، وانهمك بمحاولة انهاء الاشكالات التي تحول دون اصدار مرسوم قبول تلامذة ضباط في المدرسة الحربية، والعالقة بخلافات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون اللذين حضرا الى السراي، وشارك كل منهما منفرداً في الجلسة لبعض الوقت، كما انشغل بأزمة الكهرباء المفتعلة، والتي كادت ان تُحدث ازمة في مطار بيروت الدولي، قبل ان تضع المراجع الرئاسية يدها على الملف، ويتحدث الرئيس ميقاتي مع الرئيس نبيه بري بايجاد الحل عبر اتصالات مع الطرف العراقي.
ليعلن وزير الاعلام في الحكومة زياد مكاري ان الرئيس ميقاتي الذي تحدث من داخل الجلسة مع نظيره العراقي، «لديه الثقة بأن موضوع ازمة الكهرباء سيحل قبل الخميس (يعني اليوم) مع الاشارة الى ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض حضر الى السراي الكبير، واجتمع مع رئيس الحكومة ولم يحضر الجلسة».
ولئن كان الرئيس ميقاتي شدد على السعي الى عدم توسعة الحرب، استبشر وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بعد لقاء الرئيس بري «بأخبار طيبة بالنسبة للوضع في الجنوب، إن تم وقف اطلاق النار في غزة، لينسحب على جنوب لبنان».
وكان الرئيس ميقاتي اعلن من دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان حرص دار الفتوى على الوحدة الوطنية، معرباً عن اطمئنانه بأن الطائفة السنية «عصية على اي تهميش» واكبر من ان تختصر.
الخماسية تسلمت خارطة طريق المعارضة
وسط هذه الضغوطات والاهتمامات، قفز تحرك نواب المعاركة الى الواجهة..
فقد اجتمع وفد منها ضم النواب: فؤاد مخزومي، وغسان حاصباني وميشال الدويهي والياس حنكش مع سفراء اللجنة الخماسية، التي اجتمعت في قصر الصنوبر بعد ظهر امس، وتسلم السفراء من الوفد نسخة عن خارطة الطريق الرئاسية التي اطلقوها من مجلس النواب، على ان تلتقي اللجنة خلال اليومين المقبلين الكتل النيابية للبدء بمشاورات جدية تؤدي الى انتخاب الرئيس.
وأكد الوفد على عدم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مجدداً.
وستعقد لجنة متابعة الملف الرئاسي من نواب قوى المعارضة سلسلة اجتماعات مع الكتل النيابية اليوم ابتداء من الساعة 9:30 في قاعة المكتبة بحسب الجدول مع اللقاء الديمقراطي، الاعتدال الوطني، لبنان القوي، التغييريين والمستقلين.
في السياق، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عن لقاء نواب المعارضة مع سفراء الخماسية عبر mtv أن أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجد وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة وهم يسعون الى الحوار مع باقي الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح.
وشارك في اللقاء الى جانب موسى سفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والفرنسي هيرفيه ماغرو، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والاميركي ليزا جونسون.
ومبادرة المعارضة مبنية على الاقتراحين العمليين التاليين، كحل عاجل لوقف تعطيله وإنقاذ البلاد من أزمتها الدستورية:
الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدد حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على ان لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يوميا، دون انقطاع ودون اقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن طرح المبادرة من قبل المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي يتوقع له أن يتفاعل لاسيما أنه جاء واضحا ومقيدا بتوقيت معين ، ما يعني أن الجواب على هذا الطرح يجب أن يأتي سريعا.
ولفتت المصادر إلى أن الحديث عن نجاح الطرح يتوقف عند بعض الأمور لعل ابرزها تجاوب فريق الثنائي الشيعي الذي يتمسك بالحوار الذي يختلف عن حوار أو تشاور المعارضة، ومن هنا تتظهر الصورة في الايام المقبلة ، داعية إلى ترقب ردة فعل الأفرقاء المسيحيين من هذا الطرح.
إلى ذلك افادت مصادر وزارية أن موضوع دورة الضباط تخضع لسلسلة اتصالات يتولاها وسطاء من أجل تقريب وجهات النظر بين وزير الدفاع وقائد الجيش على أنه ليس معلوما ما إذا كان هناك حاجة لبت الأقتراح في مجلس الوزراء.
وقلّلت مصادر التيار الوطني الحر من تحرك نواب المعارضة، في حين ان عين التينة ما تزال تتمسك بالحوار الذي يدعو اليه الرئيس بري لإيجاد حل لمعضلة انتخابات الرئيس.
واعتبرت الاوساط ان تعدد المبادرات والاجتماعات لا يخدم الموضوع المتعلق بالعملية الانتخابية.
وقالت اذا كانت دعوة رئيس المجلس للحوار عرفاً غير مقبول، فإن الاقتراحين اللذين تقدما بهما يشكلان اعرافاً غير مسبوقة ايضاً.
تلامذة الحربية
وكسر وزير الدفاع موريس سليم مقاطعته لمجلس الوزراء، وجاء الى السراي، وحضر جانباً من الجلسة، التي حضرها قائد الجيش العماد جوزاف عون للبحث بمصير مباراة الدخول الى الكلية الحربية.
وطرح سليم ضم 55 تلميذ ضابط جديد الى الدفعة السابقة.
وتريث مجلس الوزراء في اعطاء موقف قاطع، معطياً لنفسه مهلة اسبوع للاتصالات على ان يتولى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى تقريب وجهات النظر بين الاطراف.
الكهرباء
وأزمة الكهرباء، التي ينوء تحتها البلد منذ نهاية الاسبوع الماضي، جعلت اللبنانيين يتوجسون من صيف حارق، فيما الوزير فياض يتحدث عن الغباء العام بالكهرباء لجهة الجباية وغيرها من دون ان ينسى الاشارة الى بديهية قائلة ان «زيادة التغذية ضرورية».
على ندرتها اليومية، تغيب ساعات الكهرباء كلياً منذ نحو 3 أيام، بسبب تأخُّر تفريغ شحنات الغاز أويل المستَبدَل من الفيول العراقي، حسب الاتفاقية الموقَّعة بين لبنان والعراق في العام 2021. والتأخُّر يعود إلى «الإشكالية المالية ما بين مصرف لبنان، الحكومة اللبنانية، والحكومة العراقية»، وفق بيان لمؤسسة كهرباء لبنان.
وبسبب هذه الاشكالية غابت الكهرباء عن بعض المراكز الحيوية من بينها قصر العدل في بيروت، حيث افيد ان قصر عدل بيروت يعيش واقعا مأساويا وسط إنقطاع تام للكهرباء وإنعدام الإنارة والتهوية تزامناً مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة في لبنان.
وكذلك في صيدا شلت عمل الادارات الرسمية في سرايا صيدا الحكومية.
وكذلك الامر، تصاعدت الشكوى في طرابلس، واعتبر نواب المدينة ان التقنين القاسي تحول الى انقطاع للكهرباء مطالبين بتأمين التيار الكهربائي.
تحرك لاثارو
وعشية قرار مجلس الامن الدولي للتمديد ولاية جديدة لليونيفيل في الجنوب، تحرك قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللواء ارولدو لاثارو، والتقى صباحاً الرئيس ميقاتي، ثم زار عين التينة والتقى الرئيس بري، ثم زار اليرزة للبت في التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل، وما يمكن ان يقدم لتنفيذ القرار 1701.
الوضع الميداني
ميدانياً، طغت الحلقة الثانية للهدهد، بعد ان عادت الطائرة كاشفة مواقع استراتيجية عادت بها من الجولان.
واستهدفت مسيرة معادية سيارة على طريق بيروت – دمشق، (جديدة يابوس) مما ادى الى استشهاد مرافق سابق للسيد نصر الله، يدعى ياسر كرنباش (من بلدة زوطر مواليد 1970) وقد نعاه حزب الله.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن قصف «مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح على دفعات بالكاتيوشا رداً على الاغتيال في الصورة.
ورصد جيش الاحتلال الاسرائيلي اطلاق حوالى 40 صاروخاً من جنوب لبنان، نحو الشمال الاسرائيلي، ادى الى مقتل رجل وامرأة، من جراء سقوط صاروخ على سيارة كانت تسير في منطقة «مخيم نفح» وسط هضبة الجولان.