الوسط اللبناني يلهج بالقلق من الحرب ومتابعة أخبار المساعي للتهدئة في الجنوب. الوسط اللبناني يلهج ايضاً بالتصريحات التي تعكس حقيقة المأزق المترسخ في المجتمع اللبناني، وايضاً بعبارات الود و"الحرص المتبادل" على "العيش المشترك"، وهي تعبيرات لا طالما اتسمت بالهشاشة أمام الحقيقة التي يهرب منها غالبية اللبنانيين.
والأهم في الحقيقة، أن كل هذا الخطاب السياسي المتشظي، يقف عاجزاً أمام اجتراح حلٍ جدي للشغور الرئاسي، وما يتفرع منه أو يتعمق من أزمات...
وفي مواقف الأحد، أكد البطريرك الراعي في عظة الأحد إنّنا في لبنان نعيش أزمة حقيقة. فلا بدَّ من العودة إليها، أوّلًا لكي ينتخب المجلس النيابي رئيسًا للجمهوريّة وفقًا للدستور الواضح والصريح. وحذر الراعي: لا نستطيع البقاء خارج إطار الحقيقة، والعيش في الكذب على بعضنا البعض، فيما وطننا يتلاشى أمام أعيننا بمؤسّساته الدستوريّة. بل علينا أن نعيش ثقافة الحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها، فنتصارح ونتصالح بها وعلى ضوئها".
وفي المقابل، كان المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان يوجه عبارات التهدئة بعد أزمة لقاء بكركي مع الكاردينال بيترو باورلين. فقال: "لن نفرّط بالمسيحية وثقلِ وجودها وشراكة العمر التاريخية بيننا، قناعتُنا أن لبنان لا يقوم إلا بالمسلم والمسيحي، والتراث الديني والأخلاقي أكبر ثروةٍ للتلاقي الإسلامي المسيحي، وصلاةُ المسيح ومحمد عنوانُ قداستِنا، والقنديل الممسوك بيد السيدة الزهراء والسيدة مريم صراطُ طريقنا، وكذا شراكتنا الوطنية، ولذا كرّسنا القيمة الوطنية للعائلة اللبنانية". وأكد قبلان: "وقلنا لا بدّ من تسوية رئاسية تعكس شراكَتَنا التوافقية".
ميدانياً، استمر تبادل القصف في الجنوب، فيما وجه حزبالله صليات صاروخية مكثفة في اتجاه مستوطنات الشمال الإسرائيلي، ما أدى إلى جريح قال العدو الإسرائيلي إنه مواطن أميركي.