2024- 10 - 05   |   بحث في الموقع  
logo ضغوط على الحلبي: تأجيل الدراسة لا يهدد مستقبل الطلاب logo "لتنسيق الرد على إيران"... مسؤول أميركي قد يصل إلى إسرائيل logo معلوماتٌ عن شركة "التا" التي استهدفها حزب الله اليوم logo “المقاومة الإسلامية” تعلن قصف شركة أتا للصناعات العسكرية logo مسيّرات إسرائيلية تقصف في حمص: مقتل عسكري وإصابة قياديَيْن logo "لا نسلّم أسلحة"... ماكرون: الكف عن تسليم الأسلحة للقتال في غزة logo "لاستعادة السيادة"... نداء من نوفل ضو إلى القيادات اللبنانية logo جورج عبد الله... فرنسا تنظر بطلب جديد للإفراج عن "أقدم سجين بالعالم"
"بيت التنين": فانتازيا نسوية افتقدها "لعبة العروش"
2024-07-07 07:55:28


"أنتِ أكثر حكمة مما كنت أعتقد. ورغم ذلك تستمرين في وضع أنفسك في خدمة الرجال: والدك، زوجك، ابنك. إنكِ لا تتوقين إلى الحرية، بل إلى نافذة في جدار سجنك". ربما تكون هذه أكثر سطور الحوار التي لا تنسى حتى الآن في مسلسل "بيت التنين"، الذي يتناول قصة سقوط آل تارغاريان، وتدور أحداثه قبل حوالي 200 عام من أحداث سلفه الأشهر "لعبة العروش" (Game of Thrones).
ولا تعبر السطور فقط عن مدى إصرار مقدمي المسلسل الناجح على التعامل مع وجهات النظر النسائية، وإنما أيضاً إلى أي مدى تشير الاستعارات المستخدمة لما هو أبعد من عالم ويستروس الخيالي القروسطي، وصولاً إلى قلب صراع وثيق الصلة بصراعات عالمنا الراهن.والكلمات لراينيس فيلاريون (إيف بيست)، التي حصلت على لقب "الملكة التي لم تكن قط" منذ خسارتها التصويت بين جميع أمراء الممالك السبع على وراثة "العرش الحديدي" المتنازع عليه لصالح منافسها الذكر فيسيريس (بادي كونسيدين)، على الرغم من حيثيات مطالبتها الأوفر وملاءمتها الشخصية الأفضل لتكون قائدة.أما من تتوجه إليها الكلمات فهي آليسنت هايتاور (أوليفيا كوك)، "الملكة الساكنة" للمملكة، والتي لم تحقق هذه المكانة إلا عبر زواجٍ قسري مع فيسيرس. وبعد وفاته، تحاول تنصيب ابنها البيولوجي إيغون الثاني (توم غلين كارني) وريثاً للعرش، ضد رغبة الملك الراحل، الذي أوصى بالفعل لابنته راينيرا تارغاريان (إيما دارسي)، من زوجته الأولى، لتكون الوريث الشرعي.تأثير خفي
ما تعكسه محادثة السيدتين استراتيجيات مختلفة للتعامل مع نظام سلطة يهيمن عليه الذكور. في حين أن راينيريس تمثل محاولة تحدي القواعد الأبوية للعبة علناً، فإن آليسنت تمثل استيعابها. إيماناً منها بحتمية وضعها، فتقيد نفسها مقدماً بالانصياع لتأثير الأمر الواقع. هي زوجة وأم وابنة لرجال حاكمين، وبالتالي تساهم في نهاية المطاف في إعادة إنتاج الظروف السائدة.ومن المثير للدهشة حقاً مدى ضآلة الاحتفاء حتى الآن بـ"بيت التنين" كفانتازيا نسوية. لأنه حتى قبل هذه المقارنة الواضحة في نهاية الموسم الأول، تتخلل الحبكة خطابات جندرية محددة. النساء ومطالباتهن بالسلطة، والهياكل التي تمنعهن من تحقيق هذه المطالب، وقبل كل شيء طرق التعامل معهن المذكورة أعلاه، هي الموضوع الرئيسي للحبكة.وأكثر مما كان عليه الحال في مسلسل "لعبة العروش" الذي تعرض لانتقادات بسبب تصويره كثيراً من الجلد العاري والعنف الجنسي ضد المرأة، لكنه في الوقت نفسه أخذ الشخصيات النسائية كشخصيات تكتيكية في جوانبها الإيجابية والسلبية بجدية أكثر مما فعله العديد من ممثلي هذا النوع من قبل.والآن، في "بيت التنين"، حتى طريقة التعامل مع الحياة الجنسية مختلفة. من دون الوقوع في احترام زائف في عرضها، أصبحت المشاهد الكاشفة تخدم الآن غرضاً سردياً أكثر من مجرد كسب مكان في الحلقة كمشهد جذاب ومثير.في الحلقات الأولى، على سبيل المثال، هنالك مونتاج ذكي يساهم بشكل كبير في فهم العلاقة المتوترة اللاحقة بين البطلتين الشابتين آليسنت وراينيرا، اللتين كانتا صديقتين في ذلك الوقت: تُستدعى الأولى إلى حجرة الملك فيسيريس باعتبارها زوجته الجديدة التي ستمنحه ولداً يخلفه على وراثة العرش بأي ثمن بعد وفاة زوجته الأولى. أثناء المشهد، تركز الكاميرا على تعبيراتها الهادئة ويداها الساكنتين.الجنس كواجبٍ ممل
اللقطات التي تشير إلى أن آليسنت تسلم نفسها ببساطة إلى "واجبٍ" ممل تتناقض مع مشاهد راينيرا الشابة بالقدر ذاته، والتي تعود إلى المنزل من غزوة ماجنة عبر المدينة رفقة عمها المستبد ديمون (مات سميث)، وبعد تقدمها الجنسي معه الذي توقف فجأة، تقوم بإغواء أحد أفراد الحرس الملكي (فابيان فرانكل).هذا لا يعالج فقط حقيقة أن كلتا المرأتين محاطتان برجال منذ الصغر يريدون استخدامهما كبيادق لتحقيق أهدافهم ورغباتهم وطموحاتهم. ولكن أيضاً مدى اختلاف استجاباتهما لهذه المحاولات. ففيما تقع آليسنت بشكل متزايد في الأدوار التقليدية وتجد الراحة في الفضائل الدينية مثل التقوى والعفة، تأخذ راينيرا حرياتها منذ البداية. تبرم اتفاقاً مع زوجها المستقبلي (جون ماكميلان) يسمح لهما بالنوم مع شركاء آخرين. تلد أطفالاً غير شرعيين، وبالتالي تصبح أكثر فأكثر هدفاً لاستياء آليسنت، التي لم تتمتع أبداً بحرية مماثلة ولم تأخذها لنفسها أبداً.رغم ذلك، فإن حقيقة محاولة آليسنت في النهاية سرقة العرش من راينيرا لها علاقة أيضاً بخوفٍ يستحضره والدها المتعطش للسلطة (ريس إيفانز)، الذي يقنعها بأن صديقة طفولتها السابق ربما تضطر إلى قتل عائلة آليسنت بأكملها من أجل تعزيز مطالبتها بالسلطة. والجميع في ويستروس، على الأقل، يتفقون على هذا الشيء: معظمهم يفضلون ترك المملكة تسقط بدلاً من رؤيتها تحكمها امرأة.وهكذا، في خضم هندسته صراعاً نسائياً على السلطة بين غريمتين، يعكس "بيت التنين" ميكانيزما غادراً غالباً ما يحدث خارج ويستروس: في ظل الانطباع بأنه يتعين عليهن تأكيد أنفسهن في نظامٍ يهيمن عليه الذكور، تقاتل النساء بمفردهن وليس معاً، وينتهي بهن الأمر بالتنافس مع بعضهن البعض بدلاً من دعم بعضهن البعض وتغيير شيء ما في هياكل السلطة.في المسلسل، المستند أيضاً إلى روايات "أغنية الجليد والنار" لجورج آر آر مارتن، يلعب التضامن النسائي أيضاً دوراً مهماً: راينيس، التي لم تنس تجربتها الخاصة كوريثة محرومة من العرش، تأخذ جانب راينيرا التي تريد الدفاع عن مطالبتها بالسلطة، رغم كل ما يفرق بينهما.ورغم أن خاتمة الموسم الأول أثارت مخاوف من أن ينجرف السرد إلى أفكار مبتذلة عن "الهستيريا الأنثوية"، إلا أن الموسم الجديد يُظهر اتجاهاً مختلفاً: بينما يندفع الرجال إلى ساحة المعركة، تريد النساء، وخاصة راينيرا، إنقاذ الممالك السبع من حربٍ كبرى وتعتمد بدلاً من ذلك على الجهود الدبلوماسية.لكن هذا لا يعني أن الشخصيات النسائية معفاة من مسؤوليتها الفردية وترتفع بشكلٍ لامنطقي إلى مكانة الأخيار في الكفاح من أجل "العرش الحديدي". بالمثل لا يُصور الرجال على أنهم أشرار فقط: يتربى الرجال على البحث عن الدم والمجد، كما يقول أحد أبرز مشاهد المسلسل حتى الآن.بهذه الطريقة، يجد "بيت التنين" قوة افتقدها "لعبة العروش" في مواسمه الأخيرة الأقل شأناً: يصبح السرد أكثر إثارة للاهتمام عندما يجعل دوافع الشخصيات مفهومة، سواء كانت جيدة أو سيئة. وما يمهد الطريق للتراجيديا المنتظرة في نهاية الطريق، حتى أكثر من الجشع الفردي والانتقام والغضب، هي التقاليد الضارة والهياكل الراسخة التي تظل بلا مساءلة أو تشكيك. من الرجال وأيضاً من النساء.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top