بين قاعدتي أكروتيري وديكيليا... نفيٌ لـ "دور قبرص" في أي حرب على لبنان
2024-07-07 07:25:26
""تواصل السلطات القبرصية التحذير من تداعيات أي حرب محتملة واسعة النطاق بين إسرائيل و"حزب الله" مع تأكيد أخذها الإستعدادات اللازمة للتعامل مع كل الإحتمالات ونفيها تقديم أي دعم للعمليات العسكرية الإسرائيلية الذي كان وراء التهديدات التي وجهها لها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أو أن تكون طرفاً في النزاع في الشرق الأوسط.آخر هذه التحذيرات، كان على لسان وزير الخارجية كونستانيتوس كومبوس، الذي نبّه هذا الأسبوع من تداعيات "كارثية" في حال امتدت الحرب في الشرق الأوسط إلى لبنان، مشيراً إلى أن عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من لبنان، وفي حال اندلاع الحرب، ستشمل نقل حوالي مئة ألف شخص تقريباً من لبنان إلى الجزيرة. كان الوزير يرد على مخاوف النواب أمام لجنة الشؤون الخارجية، وذلك من عواقب النزاع على قبرص أو بسبب أي دور مرتقب للقواعد البريطانية في الجزيرة في مسار هذه الحرب.السلطات تؤكد الموقف الواضح الذي أعلنه الرئيس القبرصي خريستوس كريستودوليدس قبل فترة، وهو أنه لا دور لقبرص في نزاعات المنطقة ولن يكون لها أي دور في المستقبل.إلاّ أن المواقف المتعلقة بقبرص سلطت الضوء مرة جديدة على القواعد البريطانية الموجودة في الجزيرة، والتي تنطلق منها مختلف عمليات القوات البريطانية المتواجدة في الجزيرة.ما هو وضع هذه القواعد؟عن هذا السؤال تجيب الخبيرة في الشؤون القبرصية نورما عبد الكريم ل""، إن "مناطق القاعدة السيادية"، هو الإسم الرسمي للقاعدتين البريطانييتن أكروتيري وديكيليا في قبرص، حيث أن القاعدتان هما "ضمان مناطق ما وراء البحار البريطانية ال14". وعن دور واستقلالية القاعدتين، توضح الخبيرة عبد الكريم، إن بريطانيا احتفظت بهاتين القاعدتين اللتين تحظيان بسيادة تامة بعدما تحقق استقلال قبرص عام 1960 وورد ذلك ضمن معاهدة التأسيس التي وقعتها القوى الضامنة اليونان وتركيا، وبريطانيا وممثلون عن القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك، حيث أن بريطانيا أرادت الإحتفاظ بنفوذ عسكري دائم في منطقة شرق المتوسط الإستراتيجية.ومن الناحية الجغرافية، فتغطي القاعدتان حوالى 3% من أراضي قبرص أي ما يوازي 254 كلم مربع، مقسومة بالتعادل تقريباً بين أكروتيري أو القاعدة السيادية الغربية، وديكيليا أو القاعدة السيادية الشرقية، وفق ما تشير عبد الكريم، التي سبق لها وأن اطلعت على طبيعة الحكم والسيادة في القاعدتين، حيث تكشف أن لهما "نظاماً قانونياً خاصاً وشرطة خاصة ومحاكم خاصة منفصلة عن تلك القائمة في جمهورية قبرص أو بريطانيا، وأن اللغة الرسمية في القواعد هي الإنكليزية رغم انه يجري استخدام اليونانية والتركية أيضاً بشكل شائع".أمّا بالنسبة لعدد سكانها، تقول عبد الكريم إنه بحسب الصفحة الرسمية للقواعد، فهو يبلغ عشرة آلاف قبرصي وحوالى 3800 متعاقد بريطاني عسكري ومدني مع عائلاتهم، ويدير شؤونها إداري هو أيضا قائد القوات البريطانية في قبرص، ويحظى بكل السلطات التشريعية والتنفيذية الممنوحة لحاكم منطقة ما وراء البحار.وتُضيف عبد الكريم إنه على موقع وزارة الدفاع البريطانية، يتمّ وصف قاعدة أكروتيري التي تعد تابعة لسلاح الجو الملكي على أنها "نقطة انطلاق مهمة للطائرات العسكرية، كما أن منشآت الإتصالات تشكل عنصراً مهماً في شبكة الإتصالات البريطانية في العالم، وبالتالي، يمكن استخدام القواعد لمجموعة عمليات عسكرية وإنسانية".وعن أي دور لهذه القواعد في العمليات العسكرية في المنطقة، تلفت عبد الكريم إلى أنه سبق أن استخدمت هذه القاعدة في عدة عمليات في الشرق الأوسط على مرّ السنين، لكن في الآونة الأخيرة، نُظمت أمامها تظاهرات معارضة حين انطلقت الطائرات منها لضرب الحوثيين في اليمن، كما نُظمت تظاهرة كبرى قبل أشهر احتجاجاً على أي دور في نزاعات المنطقة، وسلم المنظمون وهم "مجلس السلام القبرصية"، عريضةً الى ممثل عن القواعد البريطانية.
وكالات