دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ الخميس من آسيا الوسطى، إلى نظام عالمي "متعدّد الأقطاب" لمواجهة الأحادية الأميركية التي يندّدان بها.وأكّد بوتين خلال الجلسة العامّة لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تجمع خصوصاً روسيا والصين وإيران والهند ودولاً في آسيا الوسطى، أن إعلان أستانا "يؤكد التزام جميع المشاركين في منظمة شنغهاي للتعاون بتشكيل نظام عالمي عادل متعدّد الأقطاب".من جهته، أكد نظيره الصيني أنه "من الأهمية بمكان أن تضع منظمة شانغهاي للتعاون نفسها على الجانب الصحيح من التاريخ، إلى جانب العدالة والإنصاف".وقال إن إعلان أستانا الذي تم توقيعه في عاصمة كازاخستان، يلقي الضوء على "تغييرات مزلزلة تحصل على مستوى السياسة والاقتصاد العالميين وفي ميادين أخرى من العلاقات الدولية"، وعلى ضرورة "تعزيز منظمة شنغهاي للتعاون".وندّد بوتين وشي، اللذان يُظهران تفاهماً واضحاً ويعملان على تسريع التقارب بينهما وخصوصاً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، باستمرار ب"الهيمنة" المفترضة للولايات المتحدة على العلاقات الدولية، وكانا قد تعهّدا بوضع حدّ لها.وبعد انضمام إيران الخاضعة للعقوبات الغربية، إلى منظمة شانغهاي للتعاون العام الماضي، أصبحت بيلاروسيا المنبوذة من قبل الغرب بسبب دعمها للحرب التي تشنّها روسيا ضدّ أوكرانيا، العضو العاشر في منظمة شنغهاي للتعاون الخميس.وقال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً "لدينا القدرة على تدمير جدران عالم أحادي القطب".بيلاروس عضو جديدويُنظر إلى منظمة شنغهاي للتعاون (بيلاروس، الصين، الهند، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، أوزباكستان، باكستان وطاجيكستان) التي تأسست في العام 2011 واكتسبت زخماً جديداً في السنوات الأخيرة تحت قيادة بكين وموسكو، على أنها منصّة تعاون منافس للمنظمات الغربية مع التركيز على الجانب الأمني والاقتصادي.وفي السياق، دعا شي جينبينغ الخميس إلى "مقاومة التدخلات الخارجية"، في إشارة واضحة إلى الدول الغربية وفي تكرار لأحد شعارات هذه المنظمة.وتدخل قمة أستانا في إطار تحركات دبلوماسية مستمرة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.وإضافة إلى أعضائها الثابتين، تضم منظمة الأمن والتعاون "شركاء في الحوار" خصوصاً تركيا عضو حلف شمال الأطلسي. وسيكون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حاضراً في قمة أستانا، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ما يعكس النفوذ المتنامي لهذه المنظمة، خصوصاً في آسيا.غير أن الرئيس التركي الذي يحتفظ بعلاقات متقلّبة مع الكرملين، كان قد دعا خلال اجتماع ثنائي مع بوتين إلى "سلام عادل" في أوكرانيا، الأمر الذي يعكس مقاربة سلبية بالنسبة إلى روسيا.وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وصفه الوساطة التركية ب"المستحيلة"، بينما بدا منزعجاً أثناء حديثه عن الأمر، وذلك بعدما كانت موسكو قد أعلنت العام الماضي إنها تؤيّد هذه الوساطة.ورغم أن منظمة شنغهاي للتعاون تقول إنّها تجمع 40 في المئة من سكان العالم وحوالى 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلا أن هذه المجموعة تظل غير متجانسة وتوجد انشقاقات عديدة بين أعضائها، وبعضها غارق في منافسات إقليمية.