2024- 07 - 07   |   بحث في الموقع  
logo شوقي عبدالأمير لـ"المدن":الثقافة آخِر خنادق الدفاع عن حضور العرب logo المقالع والكسارات تواصل التدمير المنهجي للكورة وجبالها logo انتخابات ايران ووساطة المانيا: تحسب لاحتمال فوز ترامب logo لقاء روحي مسيحي – إسلامي في صور بمشاركة السفير البابوي: لوقف الإعتداءات وانتخاب رئيس logo بالصوره: برفقة زوجته.. أردوغان يحضر مباراة المنتخبين التركي والهولندي logo أمرٌ إيجابي داخل المصارف.. والعين على الرواتب logo هذا ما اكتشفته “قوى الأمن” داخل سيارة سوريّ! logo جميل السيد يكشف مصير “جبهة الجنوب”.. منشورٌ لافت جداً!
الإيرانية فرحناز شريفي عن "كوكبي المسروق":أرشيف الأفلام المنزلية...سياسي أيضاً
2024-07-04 10:55:30

مثل غيرها من سينمائيين ومثقفين تفاعلوا مع مجريات الاحتجاجات الشبابية في إيران عقب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، عرّضت المخرجة الإيرانية فرحناز شريفي نفسها للخطر بتصويرها تظاهرات "امرأة حياة حرية". لكنها أنشأت أيضاً ملجأً خاصاً في شقتها في طهران يضمّ أرشيفاً من أفلام منزلية جُمعت من فترة ما قبل الثورة. هناك عملت على فيلمٍ تسجيلي عن مادتها، قبل أن تسافر إلى ألمانيا في منحة دراسية، قُبض خلالها على العديد من أصدقائها، وفُتّشتْ شقّتها، وصودر أرشيفها. كل هذا هو موضوع فيلمها المقالي والحميمي "كوكبي المسروق"، المتوّج مؤخراً بالجائزة الكبرى لمهرجان سالونيك للفيلم الوثائقي.ترسم فرحناز شريفي صورة حميمة لوطنها إيران في فيلمها الذي يأخذ شكل مذكرات شخصية للمخرجة، المولودة في إيران العام 1979. سيرة ذاتية لامرأة إيرانية، من صور الطفولة الملتقطة في الأسابيع الأولى بعد إعلان الجمهورية الإسلامية إلى احتجاجات "امرأة حياة حرية" اليوم. عبر كولاج سينمائي من أفلام 8 مللم حصلت عليها من أشخاص مختلفين، جمعت لحظات من الفرح والمقاومة وأظهرت التناقض بين الحرية الداخلية والقمع الخارجي. من خلال الاتصال بليلى، الأستاذة الجامعية التي غادرت إيران أثناء الثورة، يُعطى وجه عابر في أرشيف المخرجة اسماً وقصة. والدة فرح التي تعاني من مرض الزهايمر تحفّزها أيضاً على محاربة النسيان. ثم، في الخريف، تبدأ حركة "امرأة حياة حرية" وتمثل نقطة تحوّل في حياة فرح، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الإيرانيين/ات الآخرين/ات. يُظهر الفيلم لحظات من السلام وسط الاضطرابات ويكشف عن العلاقة المعقدة بين الحياة الشخصية والسياسية في إيران.على مدار عقود من الزمن، لم تكتف فرحناز شريفي بتصوير الأحداث الدرامية ومقاومتها الشخصية ضد دكتاتورية الملالي في إيران، بل قامت أيضاً ببناء أرشيف ضخم من أفلام ولقطات فيديو لآخرين لا تعرفهم، لتكتسب منظوراً جديداً للذكريات المفقودة. ورغم تعرّض "كوكبها"، المكوّن من تسجيلات بأشكال متنوعة، لتهديد متزايد من النظام، يبقى هناك بصيص أمل في نهاية هذا التدفق العنيف من الصور."المدن" التقت المخرجة الإيرانية للحديث عن فيلمها، ومنفاها، ورؤيتها للمستقبل السياسي والسينمائي الإيراني:
- لنبدأ بسؤال شخصي. كما تخبريننا في فيلمك، تحوّلت إقامة العمل المخطط لها لمدة عام في ألمانيا إلى منفى قسري دائم. كيف حالك الآن رغم فقدان الأرشيف؟هذا هو السؤال الأصعب. لقد جئت إلى ألمانيا لإنهاء فيلمي. كنت أعرف بالفعل منتجي الألماني من إيران وأردتُ التركيز على العمل في مكانٍ هادئ في هامبورغ. الأمر ليس سهلاً إذا لم تقرّر ذلك بنفسك. أنا أحبّ هامبورغ. لكنها معقّدة ولا تزال معقّدة. لم تكن خياراً. لكنني أجد طريقة للتعايش معها.- وماذا عن أصدقائك وصانعي الأفلام الذين اعتقلوا في ذلك الوقت؟كالعادة، أُخذت جوازات سفرهم. ويخضع صانعو الأفلام لتدقيقٍ متزايد.- دعينا ننتقل إلى فيلمك. هل يمكنك إخباري كيف بدأ الأمر؟عملت مع المواد الأرشيفية منذ حوالي 15 عاماً. قبل خمس سنوات، التقيت بليلى (امرأة إيرانية منفية في الولايات المتحدة الأميركية - المحرّر) عبر الإنترنت واعتقدت أن مراسلاتنا ستكون أساساً جيداً للسرد. وبعد ثلاث سنوات، تعرّضتُ لصدمة قاسية عندما أتيتُ إلى ألمانيا. ثم حدثت هذه الأمور في إيران وبدأتُ من جديد من الصفر. ظلّت الفكرة الأساسية قائمة، لكن الأرشيف اكتسب أهمية جديدة.- ماذا يعني لك هذا الأرشيف؟أعتقد أن كل ما نقوم به في إيران يمكن أن يكون عملاً سياسياً. لأنهم إذا سيطروا على حياتك الخاصة، فإن هذه الحياة الخاصة يمكن أن تكون أيضاً سياسية أو عملاً ضد الرقابة. بالنسبة إلي، الأمر يتعلّق بحفظ التاريخ. لأنهم يريدون منّا أن ننسى ما كنّا عليه وما اعتدنا عليه. عندما تقوم بجمع صور ذلك الماضي، فإنك تحفظ تلك القصص ويمكن للناس أن يدرسوا ما كنّا عليه وإلى أين سنذهب. إنه فيلم شخصي للغاية. لقد صوّرت كل ما حدث حولي، لأنه ليس من حقي كامرأة الخروج إلى الشارع وتصوير ما أريد. عليك تصوير ما حولك. لذلك كان الأمر يتعلّق بحياتي الخاصة وأصدقائي وعائلتي. لكن كل ما حدث بعد وفاة مهسا أميني أجبرني على تغيير خطتي، وهكذا أصبحت يوميات 45 عاماً من اضطهاد المرأة.- من أين حصلتِ على الأفلام المنزلية لأرشيفك؟في طهران، توجد متاجر لبيع السلع المستعملة في كل مكان تبيع الكاميرات والصور القديمة والأفلام أيضاً. أيضاً كنت أعمل على مشروعٍ آخر، وبسببه كنت على اتصال مع أحد البائعين/الوسطاء وطلبت منه أن يتصل بي عندما يحصل على أفلام مقاس 8 ملم. اشتريت المواد وجمعتها لبضع سنوات ثم استعرت ماسحاً ضوئياً من صديق وبدأت في تحويلها إلى صيغة رقمية. في ذلك الوقت لم أكن أعرف ماذا سأفعل بها، كنت أعرف فقط أنني أحببت المادة. ذات يوم سألت البائع من أين جاءت الأفلام. وأخبرني أن معظمهم كانوا لأشخاص باعوا شققهم ومنازلهم في طهران. لم يعودوا هناك.- عدد لافت من هذه الأفلام يحضر فيه الرقص. هل هذا فقط بسبب اختيارك؟بشكل عام، الرقص مهم جداً في إيران. وغالباً ما يكون ذلك في الأفلام أيضاً. أحد الأسباب أن معظم الناس يصوّرون عندما يكونون سعداء: عندما يحتفلون بأعياد الميلاد أو حفلات الزفاف أو عندما يجتمعون معاً. وجدتُ مَشاهد كثيرة من هذا القبيل. وعندما نظرت إلى مقاطع الفيديو الخاصة بعائلتي وأصدقائي، أدركتُ أن هناك أيضاً الكثير من مقاطع الفيديو الراقصة. إنه أيضاً شكل من أشكال المقاومة لأنه لا يُسمح لنا بالرقص في الخارج، المجال العام. لكننا نفعل ذلك في كل شقّة. هذا هو المكان الذي نشعر فيه بالحرية، في أماكننا الصغيرة المخصصة للهروب.- ثم هناك مقاطع الفيديو في الإنترنت التي ترقص فيها شابّات قتلهن النظام...خلال حركة "امرأة حياة حرية"، أصبح هذا الأمر أيقونياً لأنه - كما قلت في الفيلم - ينشر الناس مقاطع رقص لأحبائهم اللائي أردين قتلى في الشارع. كانت تلك فكرة ملهمة جداً بالنسبة إلي، أن تقوم أمّ بنشر فيديو رقص لابنتها المغدورة على الإنترنت. كنت لأفعل الشيء نفسه. أعتقد أنها خطوة جميلة وقوية جداً. هذه الصور والفيديوات تحتفي بالحياة، باحتمال لحياة أخرى، ممكنة وآدمية.- هل صحيح أنك ولدتِ في اليوم العالمي للمرأة عام 1979؟نعم هذا صحيح، أشكر والديّ (تضحك).- هناك جزء من فيلمك تتحدثين فيه أنت وصديقاتك عن الأمل وغيابه بعد إحدى التظاهرات. ما رأيك أنتِ في ذلك؟كلاهما في آن واحد. تعرف ما حدث لي. أنا متفائلة ويائسة في الوقت نفسه. لكن بشكل عام، أعتقد أنها فترة مليئة بالأمل. إذا واصلنا دفع الأمور إلى الأمام، فسنصل إلى مكان ما. ولكننا نحتاج إلى الوقت. إنه أمر يبعث على الأمل لأن النساء يكافحن الآن في حياتهن اليومية الشخصية عندما يخرجن إلى الشوارع بدون حجاب. إنها معركة يخاطرن فيها بحياتهن. يمكن القبض عليهن، ويمكن معاقبتهن، ويمكن قتلهن.- كيف هو الحال خارج المدن الكبرى؟يحاولون السيطرة على حياتنا. لكن "امرأة حياة حرية" تعمل على رفع مستوى الوعي حول وضع المرأة في العديد من أنحاء إيران المختلفة، حتى في البلدات والقرى الصغيرة. وأعتقد أننا نرى نتائج هذه الحركة. أقرأ أحياناً أن بعضهن يكتبن على "إنستغرام" أو "تويتر": "لا بأس بالنسبة لوالديّ الآن إذا خرجت بدون حجاب أو إذا لم أرتدِ الحجاب أمام الرجال الآخرين في العائلة".- في رأيك ما دور صانعات الأفلام الوثائقية في إيران في الوقت الحالي؟تواجه صانعات الأفلام في إيران الكثير من المشاكل عندما يصنعن فيلماً عن الوضع الحقيقي في البلاد دون رقابة. لأن ذلك غير مسموح به. لكنني أعتقد أن لديهن الشجاعة الكافية للقيام بذلك على أي حال، تماماً مثل النساء الأخريات اللواتي يخاطرن بحياتهن بالخروج إلى الشوارع بلا حجاب. إظهار هذا الموقف جانب مهم جداً في السينما لدينا، وليس فقط لصانعي الأفلام الوثائقية. لأنه يمثل تحدياً للسلطة. أعتقد أن النتيجة ستكون واضحة ومثيرة للاهتمام للغاية في السنوات القليلة المقبلة. ربما يمكننا رؤية موجة جديدة من السينما الإيرانية.- لكن هذه الأفلام لن تُعرض في إيران؟لا، نحن نعاني من ذلك منذ سنوات عديدة، وهذا ليس بالأمر الجديد. على الأقل ليس رسمياً. لكن إتاحة الأفلام للمشاهدة ممكنة بطرق أخرى سرّية ومحدودة، في أماكن غير رسمية، بين الأصدقاء أو العائلات. ينشر البعض أفلامهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو "التليغرام" ليشاهدها الشعب الإيراني. آمل أن يتمكّن فيلمي أيضاً من تحفيز الناس في إيران.(*) ولدت المخرجة العام 1979 في طهران، حيث درست السينما أيضاً وبدأت حياتها المهنية في إخراج عدد من الأفلام الوثائقية القصيرة التي شاركت في المهرجانات السينمائية الدولية. تعيش حالياً في المنفى في هامبورغ بألمانيا، مع الحفاظ على الانخراط في الاحتجاجات النسائية داخل إيران. فازت أعمالها السينمائية بجوائز دولية، ومن أبرزها فيلما "ذكريات ثورية لبهمان الذي أحبّ ليلى" (2013) و"مفقود" (2016)، المأخوذ عن تقارير صحافية إيرانية عن المفقودين. في العام 2020، فازت بجائزة أفضل مونتاج في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (ادفا)، عن فيلم "صورة شعاعية لعائلة" Radiograph of a Family. قامت بكتابة وتصوير وإخراج وتحرير فيلمها الوثائقي الطويل الأول "كوكبي المسروق".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top