""ممّا لا شك فيه أن الأسابيع القليلة الفاصلة عن زيارة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، ستكون حاسمة على مستوى السيناريوهات المتداولة حول وقف النار في قطاع غزة وانعكاساته على جبهة جنوب لبنان، وتالياً الإتجاهات التي ستسلكها الجبهتان المترابطتان في إطار ما بات يُعرف ب"وحدة الساحات".ومن شأن النتائج المترتبة عن هذه الزيارة، أن تحدد السيناريو النهائي على الجبهة الجنوبية كما على المشهد اللبناني العام، وإذا ما كان سيكون سيناريو الحرب الموسعة أو سيناريو التهدئة والتسوية السياسية. ويؤكد الكاتب السياسي والمحلل جورج شاهين، أن زيارة نتنياهو في 23 تموز الجاري "إن بقيت في موعدها"، قد تنعكس على الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان، كون العنوان الأساسي الذي يحمله نتنياهو هو فكّ الحظر الأميركي على الأسلحة لإسرائيل.ومن شأن السيناريو الذي قد يحمل قرار الحرب، أن يحمل السلاح إلى إسرائيل، ويؤدي إلى فكّ الحظر عن الأسلحة الأميركية بالكامل، حيث يكشف المحلل شاهين ل""، أن الحظر الأميركي على السلاح الذي سعى وزير الدفاع الإسرائيلي يو آف غالانت، إلى فكّه في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، قد تحقق ولكن بشكلٍ جزئي.فقد توصل وزير الدفاع غالانت من خلال زيارته الأخيرة، وفق ما يضيف شاهين، إلى الإفراج فقط عن كمية من الصواريخ، التي لا تزيد زنتها عن 300 كلغ، بعدما تمنّعت الإدارة الأميركية عن تسليمه الأسلحة التي تحمل ما بين 800 و900 كلغ من المتفجرات، لأن مثل هذه الصواريخ، يمكن أن تستخدمها إسرائيل في المناطق السكنية، كما فعلت في قطاع غزة، ولذلك جاء فكّ حظر الأسلحة الأميركية جزئياً بانتظار زيارة نتنياهو إلى واشنطن.ومن هنا، لا يستبعد المحلل شاهين، السيناريو الذي قد يطلق فيه نتنياهو، شكلاً من أشكال الحرب، أو أن يخرق قواعد الإشتباك القائمة اليوم على جبهة جنوب لبنان، بعمليات نوعية أو عمليات أمنية، قد تؤجج الوضع على الحدود الجنوبية عشية سفره إلى واشنطن.وما يرمي إليه نتنياهو من خلال سيناريو التصعيد العسكري، يشير شاهين، هو لتمكينه من إحراج الإدارة الاميركية من بوابة دعم الجمهوريين له في الكونغرس، وذلك من أجل طلب المزيد من الأسلحة والدعم، طالما أن الولايات المتحدة لا يمكنها إلاّ أن تكون إلى جانب إسرائيل في أي عملية عسكرية، وذلك في حال قررت القيام بها في جنوب لبنان. لكن الوصول إلى هذه الحرب دونه محاذير أميركية، حيث يكشف شاهين عن أن التحذير الأول والأخير الذي أعطته الولايات المتحدة الأميركية لنتنياهو، يتعلق بالمسّ بالجيش اللبناني والمنشآت الحيوية في لبنان، في أي تصعيد عسكري في جنوب لبنان.