المواجهات متواصلة في الجنوب، في موازاة المساعي لإنضاج المبادرات. فصباح الثلاثاء، أغارت مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ على بلدة الطيبة، واستهدف أحد الصواريخ محول الكهرباء في مشروع الطيبة. وتبين أن الغارات على بلدة الطيبة استهدفت ساحة البلدة، وطريق القنطرة وبالقرب من المحول الكهربائي في مشروع الطيبة، وسجلت إصابة الموزع الكهربائي، ما تسبب باندلاع حريق في المكان وانقطاع التيار الكهربائي. وعلى الفور توجهت فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية إلى المكان وعملت على إخماد النيران.
إلى ذلك، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت، وعلى دفعتين، في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو منخفض، محدثاً دوياً قوياً. كما خرق الطيران الحربي جدار الصوت في جزين والشوف ومرجعيون.هجوم بريّ؟في السياق كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة "بيلد" الألمانية، أن إسرائيل ستبدأ هجوماً بريًا على لبنان في النصف الثاني من شهر تموز الجاري ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار. وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله لا ينوي وقف هجماته على إسرائيل حتى إنتهاء الحرب في غزة، مما يرجح خيار شن هجوم إسرائيلي على لبنان. والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "بوليتيكو" إن واشنطن أبلغت حزب الله أنها قد لا تكون قادرة على منع هجوم إسرائيلي في الجنوب.
في المقابل، أفادت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين، بأن "كبار جنرالات إسرائيل يريدون بدء وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك لبقاء حماس"، مشيرة إلى أن "الجنرالات يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير 120 إسرائيلياً ما زالوا محتجزين". وأشارت نقلاً عن مسؤولين، إلى أن "جنرالات إسرائيل يعتقدون أن قواتهم تحتاج لوقت للتعافي في حال حرب برية ضد حزب الله"، موضحة أنه "يمكن للهدنة مع حماس أيضاً أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله. كما أن نقل بعض قواتنا للشمال ضروري لتعافي الجيش، إذا اندلعت حرب أوسع مع حزب الله".
بدورها نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن رئيس المجلس الاستراتيجي الأعلى للعلاقات الخارجية الايرانية، كمال خرازي، تأكيده أنه "إذا شنت إسرائيل هجوماً شاملاً ضد حزب الله فإنها ستخاطر بإشعال حرب إقليمية"، معتبراً أن "إيران ستستخدم كل الوسائل لدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حرباً شاملة".