2024- 12 - 23   |   بحث في الموقع  
logo المرتضى استقبل مزهر ومنى غندور logo حجار: لن نبني مخيمات جديدة للنازحين السوريين logo الأبيض ناقش مع وفد من الصيادلة التعويضات وآلية عودة الصيدليات المهدمة logo ميناسيان منح نصار وسام الشكر البطريركيّ logo حمية: بعد الضاحية الجنوبية نجهز خطوطا جديدة للنقل المشترك من بيروت إلى الجنوب وغيرها logo إيران: لا تواصل مع هيئة تحرير الشام logo "الحزب" يمضي بخيار فرنجية.. وجعجع: كان شغلنا صدّ الضربات logo شيخ العقل ينوه باللقاء مع الشرع والبشير والتأسيس عليه: “قلق الأقلية يحتاج إلى عدل الأكثرية”
فيلم الإنتخابات الإيرانية المتكرر
2024-07-02 08:55:31


صحيفة الأعمال الروسية الكبرى Vedomosty تابعت سير الإنتخابات الإيرانية، ونشرت بعد ظهر ذلك اليوم نصاً ثنائي الكتاب (تعدد كتاب النص وساعة نشره ـــ تقليد في الإعلام العالمي، يغيب عن الإعلام العربي المكتوب بشكل شبه كلي). استضافت الصحيفة خبيرة روسية في الشؤون الإيرانية علقت على إستطلاع مؤسسة إيرانية بشأن الإنتخابات. ومع أن النتائج أصبحت وراءنا، إلا أن ما كانت تتوقعه السلطات الإيرانية من الإنتخابات، وما أسفرت عنه جولتها الأولى (للمرة الثانية في الإنتخابات الرئاسية) يلقي بعض الضوء على نتائج الدورة الثانية القادمة.
استهلت الصحيفة النص باستعراض التفاصيل التقنية للإنتخابات، وتوقفت عند الكلمة التي وجهها خامنئي للإيرانيين بعد إدلائه بصوته في طهران. أشارت إلى وصفه نسبة الإقبال على التصويت بأنها "ضرورة مطلقة" للجمهورية الإسلامية. وصرح بأن جوهر النظام يأخذ في الإعتبار وجود الشعب، "وطول عمر الجمهورية الإسلامية وشرفها وسمعتها في العالم يعتمد على حضور الشعب ومشاركته".
الإقبال الكثيف الذي أمل به خامنئي واعتبره "ضرورة مطلقة"، ويتوقف عليه شرف النظام وسمعته في العالم وبقائه لمدة طويلة ، حصل على عكسه ـــ أدنى نسبة مشاركة في الإنتخابات بتاريخ الجمهورية الإسلامية. وسبق أن حصل على نتيجة مماثلة تقريباً في الإنتخابات النيابية في آذار/ مارس المنصرم. ونقلت وسائل الإعلام عن إستقصاء قامت به عشية الإنتخابات جامعة الإمام الصادق الإيرانية أن الإيرانيين الذين أعلنوا عن نيتهم المشاركة بلغت نسبتهم 52,4%، إلا أن المشاركة الفعلية (40%) أطاحت بهذا الرقم، بل وكانت أدنى من نسبة المشاركة في الإنتخابات النيابية (41%).
نقلت الصحيفة عن الباحثة في معهد الإستشراق الروسي Elena Dunaeva مناقشتها نتائج إستقصاء الجامعة الإيرانية قبل إنتهاء اليوم الإنتخابي وصدور النتائج. بناء على نتائج الإستقصاء توقعت الباحثة الدورة الثانية، ورأت أن نسبة الإقبال على الإنتخابات ستكون أدنى مما توقعه الإستقصاء (52%).
تحدثت الباحثة عن المرشحين الأربعة ونسب التصويت لهم التي توقعها الإستقصاء، وأطاحت بها جميعها النتائج الفعلية. رئيس البرلمان الإيراني (المجلس) محمد باقر قاليباف الذي شغل سابقاً رئاسة بلدية طهران ومنصب قائد الحرس الثوري، يقدم نفسه زعيماً للمحافظين الجدد، وتوقع له الإستقصاء تصويت 26%. سعيد جلالي، ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، وصفته الباحثة بأنه أكثر المحافظين تطرفاً، ونسبة التصويت التي توقع الإستقصاء أن يحصل عليها ـــ 30,5%.. وزير العدل والداخلية السابق مصطفى بور محمدي، وصفته بانه الممثل الوحيد لرجال الدين الوسطيين الأكثر براغماتية ـــ 2%. وقالت الباحثة بأنه معروف وسط رجال الدين فقط والأقل حظاً بالنجاح. مسعود بزشكيان، وزير الصحة السابق وجراح القلب، الممثل الوحيد المتبقي بين المرشحين للجناح الإصلاحي العلني ـــ 33%.
قالت الباحثة بأن توقعات الإستقصاء كانت تشير إلى أن الآمال بتوحيد المحافظين لن تتحقق. وتؤكد بأن نسبة الإقبال التي توقعها الإستقصاء لم تكن لتسمح لأي من المرشحين بالحصول على نسبة 50% الضرورية للنجاح، ونسبة المشاركة المطلوبة لذلك هي بحدود 70%. وتفترض أن نسبة إقبال بحدود 60% كانت لتسمح بفوز الإصلاحي بزشكيان.
قبل الإنتخابات بيوم واحد نشرت وكالة نوفوستي نصاً استعرضت فيه رأي محلل إقتصادي وسياسي إيراني متشدد بالإنتخابات الرئاسية. نقلت الوكالة عن روح الله مدبر قوله أن معسكرين سياسيين يتصارعان في الحملة الإنتخابية ـــ مؤيدو التقارب مع الولايات المتحدة ومؤيدو تعزيز التعاون مع روسيا والصين، بما فيه منظمة شانغهاي للتعاون وبريكس، وليس على الرئيس الجديد التوجه نحو الغرب بحال من الأحوال. وأشار إلى أن خامنئي أكد أمراً مهماً: الشعب يدرك أن الرئيس الذي سيدعم التوجه إلى الولايات المتحدة والغرب، لن يسعه القيام بمهامه خير قيام. وأضاف بأن الوثوق بالولايات المتحدة مرة أخرى سيكون خطأً فادحًا. فالولايات المتحدة هي العدو الرئيسي للدول المستقلة، وواشنطن لا توافق بأي حال من الأحوال على التنمية الاقتصادية في إيران. ولا ينبغي للرئيس الإيراني الجديد أن يتوجه نحو مثل هذا التقارب.
يشار إلى أن نوفوستي نشرت الشهر المنصرم، شهر الإنتخابات الرئاسية الإيرانية، أكثر من نص بشأن التعاون مع إيران، وهو ما يؤكد إنشغال روسيا في هذه المرحلة بإنجاز إتفاقية التعاون الشامل مع إيران، والتي يجري العمل عليها منذ سنوات. فقد نقلت في 11 المنصرم عن الناطق بإسم الكرملين دمتري بيسكوف تصريحه بأن روسيا وإيران تواصلان العمل على الإتفاقية الشاملة بين البلدين، لكنه حصل تأخير في الجدول الزمني بسبب الإنتخابات الرئاسية في إيران. وأكد أن التأخير لايغير شيئاً في المشهد، إذ أن روسيا عازمة على تطوير العلاقات مع إيران وتحسين الأساس القانوني للعلاقات بين البلدين. وفي 26 من الشهر السابق نقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي سفاري تصريحه بأن محتوى الإتفاقية مع روسيا أصبح جاهزاً. كما نقلت الوكالة حينها عن نائب وزير الخارجية الروسي Andrey Rudenko تصريحه بأن الجانب الروسي يتوقع التوقيع في "المستقبل القريب جداً" على "إتفاقية التعاون الشامل" مع إيران، وأن العمل على النص قد شارف على الإنتهاء.
في العودة إلى سياق الحديث عن الإنتخابات الرئاسية الإيرانية التي تنتظر الجولة الثانية منها في 5 الجاري، نشر في 28 المنصرم الخبير الروسي البارز في الشؤون الإيرانية Nikita Smagin على موقعه في الفايسبوك نصاً موجزاً عن رأيه في هذه الإنتخابات. رأى الخبير أن كل إنتخابات رئاسية إيرانية هي الفيلم السينمائي عينه. في البداية يسمحون بالترشح لعدد قليل من الناس، وعشية بدء التصويت مباشرة يسحب 2-3 منهم ترشيحهم. في هذه المرة المرشح أمير هاشمي، نائب الرئيس الإيراني، سحب ترشيحه "للحفاظ على وحدة قوى الثورة". رئيس بلدية طهران على رضا زاكاني سحب ترشيحه، وطالب جلالي قاليباف أن يتحدا و"لا يسمحون بتشكل حكومة روحاني الثالثة".
قال الخبير بأن التكنولوجية السياسية واضحة: أولاً خلق جو من التعددية والاختيار من أجل اجتذاب الناخبين، ثم الإنسحاب لصالح من تحتاجه السلطة. فانتقل ناخبو زاكاني والهاشمي إلى قاليباف. ولكن عندما يتكرر مثل هذا "الخداع الماكر" في كل انتخابات، من المرجح أن يتولد لدى الناخبين إنطباع بوجود سيرك إنتخابي. ويساور الخبير الشك في أن ينجح مثل هذا المخطط في إعطاء أي شيء سوى "إبتسامة ساخرة". إلا أن Smagin يعترف بأن النظام طور تقاليده الخاصة التي يصر على اتباعها. لكنه يقول بأن "التكنولوجية السياسية وفق العادة" مستغربة وغير فعالة، "لكن من نحن لنخرق التقاليد".
موقع الأعمال الروسي BFM نشر في 29 المنصرم نصاً استعرض فيه رأي خبير روسي في نتائج الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية الإيرانية. رأى المحاضر في قسم العلاقات الدولية في مدرسة الإقتصاد العليا Vladimir Sotnikov أن المرشد الأعلى كان بوده لو تم إنتخاب محافظ، لأن من صوت للإصلاحي كانوا الشباب من دون سن الثلاثين الذين يشكلون جزءاً كبيراً من سكان إيران. وأكد أن الجميع في إيران قد تعبوا من هذا النظام، والإصلاحات طال انتظارها، لكن القيادة الروحية الإسلامية المحافظة للغاية ليست مستعدة لهذه الإصلاحات. ورأى أن الصراع سيكون مثيرا للاهتمام، وحتى الساعة الأخيرة لن يُعرف من سيفوز في هذه الانتخابات الرئاسية.


بسام مقداد-المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top