بنسبة اقتراع لم تتجاوز الأربعين في المئة، رحّلت ايران انتخاب رئيس جديد لها خلفاً للرئيس الراحل السيد إبراهيم رئيسي الى دورة ثانية ستجرى يوم الجمعة المقبل في الخامس من تموز الجاري.
والجولة الثانية ستحدد ما اذا كانت الرئاسة الإيرانية ستؤول الى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي حصل على ما يقارب ٤٢% من أصوات الناخبين وإما الى المرشح المحافظ سعيد جليلي الذي حصد نحو ٣٨% من الأصوات في الدورة الأولى.
تجدر الإشارة الى انها المرة الثانية في تاريخ الجمهورية الإسلامية التي تجري فيها جولة ثانية للانتخابات الرئاسية، وكانت المرة الأولى في العام ٢٠٠٥ يوم فاز محمود احمدي نجاد على الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني.
في سياق متصل، تشير المعلومات الى انه على ضوء اول مناظرة جرت امس بين المرشحين بزشكيان وجليلي، يمكن القول، إن مرحلة الجد في الانتخابات الرئاسية الإيرانية قد انطلقت، اذ تشكل هذه الخطوة انعطافة في المسار الرئاسي، مع انطلاق حملات تتحدث عن مساوئ الإصلاحيين تقابلها حملات تشنها الماكينة الانتخابية للاصلاحيين ضد جليلي والتي تتهمه بأنه شخص متشدد واصولي، معتبرين ان وصوله الى سدة الرئاسة سيدخل ايران في عزلة ويؤثر على سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي.
تشير المعلومات الى ان التيار المحافظ يحاول تشكيل لوبي قوي يدعم وصول سعيد جليلي الى سدة الرئاسة، غير ان فرص نجاحه لا تزال غير معروفة بسبب الخلافات الكبيرة بين أعضاء الحزب، خاصة وان جماعة المرشح المنسحب محمد باقر قاليباف غير مقتنعين بجليلي رغم بيان الدعم الذي أصدره قاليباف نفسه وطلب فيه من مناصريه التصويت لجليلي.
وإذ تؤكد المعلومات انه لا يمكن الاخذ بعين الاعتبار فقط عدد الأصوات التي أعطاها المحافظون في الدورة الأولى لتكون الحد الفاصل في حسم المسار الرئاسي، بل يمكن اعتبارها عاملاً مؤثراً، تشدد على ان للجانب الإعلامي في هذه الانتخابات التأثير الأكبر، اذ ان الهم المعيشي سيحل ثانياً في هذه الدورة بعد موضوع الحريات والانفتاح على الخارج لا سيما بعد حصر المنافسة في هذين المرشحين، اذ لو وصل سواهما الى الدورة الثانية لكان الموضوع اختلف.
الى ذلك، ومع ترجيح ان تكون الجولة الثانية من الانتخابات اقل زخماً من الأولى فإنه من المستبعد أن تعكس نتائج الانتخابات تغييراً كبيراً في السياسات الايرانية على المستوى الخارجي، غير انها قد تؤثر على اختيار خليفة المرشد الإيراني السيد علي خامنئي.
اذاً، وبإنتظار ما اذا كانت كفة التيار الاصلاحي سترجح على كفة التيار المحافظ او العكس، يمكن القول انها معركة “كسر عظم” لتحديد مستقبل ايران، قد يعوّل عليها البعض لرسم المشهد الاقليمي في المرحلة المقبلة، لا سيما وان ملفات عدة تنتظر الرئيس المقبل تبدأ من الحرب على غزة ولا تنتهي بتوقيع اتفاق نووي مع اميركا.
موقع سفير الشمال الإلكتروني