2024- 07 - 03   |   بحث في الموقع  
logo بخاري استقبل اللواء البيسري.. هذا ما بحثاه logo باقري: لبنان سيكون جحيماً للصهاينة logo تشومسكي وقطيع سوريا التائه logo احتياطات مصرف لبنان تعود للتناقص logo واشنطن:استقالة أول وأصغر موظفة مسلمة من ادارة بايدن logo بايدن يفسر أداءه السيء بالمناظرة:كنت أغفو على المنصة logo درجات الحرارة إلى ارتفاع.. ماذا عن الرطوبة؟ logo القضاء يؤجل الحكم على ترامب بِقضية الممثلة الإباحية!
المصورة اليابانية ميغومي يوشيتاكي..عاشقة سوريا
2024-07-01 11:25:30

ميغومي يوشيتاكي مصورة يابانية عاشت قصة حب مديدة مع سوريا، من خلال ارتباطها مع أسرة بدوية في منطقة تدمر زارتها على نحو دوري على مدى 17 عاماً، وعاشت معها، حتى صارت تعد نفسها من أفرادها، ووثقت تجربتها في كتاب تحت عنوان "عرب" صدر باللغة الانكليزية، كما عرضت صورها في معارض في اليابان وخارجه. وجاء هذا اللقاء على هامش معرضها بلندن، الذي نظمته غاليري Litehouse Gallery لصاحبته السورية رغد مارديني.
- متى بدأت علاقتك مع سوريا وكيف؟
بدأ كل شيء في العام 1980، وكنت في الخامسة عشرة من عمري، عندما رأيت صورة للصحراء، لكني بدأت أتعرف على العالم العربي للمرة الأولى، عندما شاهدت فيلماً تدور أحداثه في أحد البلدان العربية، وعندها احسست بعاطفة خاصة تجاه الصحراء والعرب. وصادف في ذلك الوقت، أن والدي يمارس هواية التصوير، ويمتلك آلة خاصة به، وهذا حرّض لدي الرغبة في التعبير من خلال التصوير الفوتوغرافي، وقررت أن أصبح مصورة فوتوغرافية.
ومنذ ذلك الحين، كنت أرغب دائماً بزيارة العالم العربي، لكن الأمر كان صعباً. وعندما كبرت، وجدت رحلة سفر إلى سوريا والأردن وقررت الذهاب. في ذلك الوقت، كانت أعمل كمصورة مع أستاذ جامعي ياباني يعمل باحثاً في شؤون الشرق الأوسط، وعندما تحدثت معه عن الجولة، كان رأيه أن الزيارة بهذه الطريقة لن تكون أمراً مثيراً، واقترح عليّ أن أذهب مع طلابه الذين كانوا يخططون للسفر إلى هناك، وهكذا زرت هذا البلد للمرة الأولى في عام 1987، عندما كان عمري 22 عاماً.
- لماذا سوريا؟
عندما تشاورت مع الأستاذ الجامعي بشأن رحلتي، عرّفني على الدكتور جيرو أوريتا، وهو طبيب بيطري كان يعيش في حلب، ويعمل مستشارا فخريا أول للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، وكان قد ساهم بشكل كبير في تطوير الصناعة الرعوية السورية، وهو شخصية محترمة بين العديد من السوريين. عاش في حلب 44 عاماً، وتوفي هناك العام 2008 وقبره في حلب، وتكريماً لإنجازاته، أقيم نصب تذكاري له في المتحف الوطني بدمشق، وتحمل اللافتة المثبتة عليه عبارة "تخليداً لذكرى الدكتور جيرو أوريتا والتطلع إلى مزيد من الصداقة".
التقيت بالدكتور أوريتا في سوريا، ومنه تعلمت أشياء كثيرة عن الثقافة والتاريخ الغنيين لذلك البلد. كما تعرفت على الطبيعة الجميلة، وتناولت طعاما غنياً ولذيذاً، وشعرت بأمان أكبر من اليابان التي يقال إنها آمنة. والأروع من كل ذلك هو الشعب السوري. إنه مضياف جداً، ويقدم المساعدة، ويقدر القيم العائلية، ولديه مشاعر قوية من التعاطف. لقد انبهرت بالسوريين، ولا يزال هذا إحساسي حتى يومنا هذا.
- هل يمكنك إخبارنا عن العمل الذي قمت به في سوريا وكيف تطور؟
قمت بتصوير عائلة بدوية في بادية تدمر لمدة 17 عامًا، من 1995 إلى 2011. وأنجزت مجموعة من الصور تحمل عنوان "عرب الصحراء السورية: قصة عائلة"، وتم نشرها في كتاب من قبل دار النشر الإيطالية "سكيرا"، وأقمت معارض في متاحف في اليابان، جنيف، لندن، أكسفورد، كولونيا، نيويورك، دبي، وبكين، كما تم نشرها في مجلات ومطبوعات أخرى.وعلى الرغم من أن سوريا تواجه مشاكل مستمرة منذ بداية الانتفاضة، إلا أني قمت بإلقاء المحاضرات والظهور في وسائل الإعلام والنشر في المجلات، من أجل نقل جمال هذا البلد، وخاصة الشعب السوري، الذي هو كنز سوريا.
- كيف استقبل الجمهور الياباني صورك وكتابك عن سوريا؟
كثير من الناس تعرفوا على سوريا من خلال صوري. وعلى الرغم من وجود اختلافات في نمط الحياة، وما إلى ذلك، إلا أني حاولت أن أنقل صورة السوريين، الذين شاركوني مشاعر الدفء الاجتماعي، كما لو أني أحد أفراد الأسرة، والدعم والجوانب الأخرى الخاصة بالمكان والناس. وهذه هي الأشياء نفسها التي توحد الناس عبر الحدود. وأردت، طبعاً، تقديم الخبرات والخيال الذي يمكن للناس أن يحسوا به من خلال صوري.
- كنت تزورين سوريا دورياً في كل عام، كيف تطورت لديك هذه الرغبة؟
كنت عزباء عندما ذهبت لأول مرة لزيارة عائلتي السورية البدوية في شعبان ببادية تدمر، وحين تزوجت عدت إلى هناك برفقة زوجي خلال فترة شهر العسل، وعندما ولد ابني، أخذته إلى هناك، وقدمته للعائلة. وبقيت أذهب معه كل عام منذ أن كان عمره 16 شهرًا حتى عام 2011. وهذا يعكس إحساسي الفعلي بأن البدو هم عائلتي، وهم بادلوني الشعور نفسه. أعود إليهم كل عام لأنهم جزء من حياتي.
- هل واصلت زيارة سوريا بعد العام 2011، وهل كان الأمر مختلفاً؟
لم أتمكن من الذهاب إلى هناك لفترة بعد العام 2011. قمت خلال ذلك بزيارة منازل السوريين الذين لجأوا إلى الأردن وتركيا، وكذلك مخيمات اللاجئين في لبنان. وأخيراً في العام 2022، ذهبت إلى سوريا لأول مرة منذ 11 عاماً. وجدت أن المباني انهارت واختفت، وتغير الكثير من الأشياء، لكن دفء الناس ظل كما هو. وبطبيعة الحال، كان على بعض الناس أن يتغيروا. لكني مازلت لا أستطيع العودة إلى عائلتي في البادية. آمل أن أعود.
- ما الاستنتاجات التي توصلت إليها من خلال تجربة تصوير العائلة السورية؟
ضرورة نقل صورة الفخر والروح والإنسانية البدوية، كي تصل لأكبر عدد ممكن من الناس، ومنذ أن بدأت بتصوير البدو، كانت هناك اضطرابات في سوريا. الأحداث والأشياء في هذا العالم تغير أشكالها، وظلالها، وأحيانًا جوهرها، اعتماداً على طريقة تسليط الضوء عليها ومدى سقوطه عليها. ونحن نميل إلى النظر إلى الأشخاص والأشياء من خلال نظارات ملونة مختلفة من دون أن ندرك التحيز والحكم المسبق والجشع وما إلى ذلك. لكني عندما زرت عائلتي البدوية لأول مرة منذ 29 عاماً، رأوني من خلال نظارات شفافة. لقد قبلوني، امرأة يابانية غريبة. لاحقًا، عندما أخذت زوجي وابني إلى هناك، لم يتغيروا أبداً، نظروا إلي كما في المرة الأولى ورحبوا بي. سنة بعد سنة بعد سنة، لمدة 17 سنة من دون تغيير. وما أريده الآن هو، أن يرى أكبر عدد ممكن من الناس سوريا، من خلال نظارات شفافة. وللقيام بذلك، أريد أن أخبرهم عن ثقافة هذا البلد وسحره الذي لا ينقله الإعلام، عن الشعب السوري، الذي يعيش حياتنا اليومية نفسها، وأطمح أن يشعر العالم بالقرب من هذا الشعب.
المعرفة هي الخطوة الأولى للفهم. أعمل على بناء جسر مع سوريا من خلال إخبار الناس عنها. سأستمر في رفع صوتي من أجل "هزيمة الوحش المسمى عدم الاهتمام".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top