منذ أكثر من سنة كتبت مقالة تحت عنوان " مصدر خليجي يكشف حراك الثورة بالدليل المادي والواقعي ...وهذا ما حدث وهؤلاء دفعوا المال!"...وهذه المقالة انتشرت كما ينثر المزارع بذور القمح، وطالبوني بكتابة ما قيل بحلقة ثانية ولم انشر، ونظراً لآن الهبل المجبول في عقول بعض رجال الطوائف الحاقدة وزعامات نُصبت على بعض التعساء، سأكتب بعض ما أخبرني به الدبلوماسي الخليجي عن لبنان!
هذا الدبلوماسي الخليجي الذي يعمل في خارجية دولة نحبها هو ذاته من أخبرني منذ أيام عن أن زعامات وعائلات في لبنان ستُلجم، وينتهي دورها بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية في غزة!
وأشار قائلاً:" لا تستغرب ارتفاع أصواتهم بشكل جنوني، فهم اُبلغوا عدم عازتهم في المستقبل، ولا حاجة لهم ولأحزابهم التي ستصبح تراثية، لا بل يدركون حجم دورهم الصغير رغم وجود وجوه شبابية منهم لكنها فارغة سياسياً ووطنياً، واحلامهم تنتهي بشقة في الإمارات!".
قال لي ذاك الدبلوماسي الصديق الذي زار لبنان منذ أكثر من سنة من بعض ما قاله:
" لقد عرض على فريق المقاومة وتحديداً حزب الله والرئيس نبيه بري أن يحكموا كل لبنان، وأن يحصلوا على رئاسة الجمهورية، وأن لا يكتفوا باختيار شخصية مسيحية مارونية بل يصبح رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان من حصة الشيعة أو يعين من قبلهم، والمطلوب فقط عدم مساندة المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها!".
وأضاف المصدر الخليجي الصديق وعلى ذمته، أضاف بثقة العارف أن الرفض جاء من قيادة الحزب والرئيس بري بذات اللحظة، ولم يكترث أحدهم لهكذا عرض تتمناه كل الزعامات المتواجده في لبنان من كل الطوائف، ولو عرض على زعامات مسيحية مارونية أو درزية لكانت اعلنت حروبها على الفريق الذي رفض العرض ووافقت دون أي اكتراث للشراكة الوطنية كما قال!
وحسم بحدة: " أنتم يا صديقي لديكم زعامات لا انتماء وطني لديها، ولا تحبون بلدكم كما تتغنون، والله ما يقربنا منكم أننا نحب بلدكم وشعبكم ولهجتكم وجمال ارضكم أكثر منكم، ونفتر العالم ونستمر بتعلقنا بلبنان الذي لا يعني لكم أي شيئ...تنتظرون إشارة من الخارج حتى تتقاتلون، أنتم أكثر شعوب الأرض مزايدة في حب بلدكم، ولكن تصرفاتكم عدوانية عكس ما تتغنون، لو تريد معرفة الاسماء التي ترسل لنا رسائل، أسماء لزعامات لبنانية ترغب تترجانا تتمنى أن نساعدها على فريق يشاركها الوطن لكنت اصبت بالذهول...!"!
(اعتذر لا أريد نشر ما قاله في هذه الفقرة حالياً، فتحدث بالأسماء وبكل وضوح دون أن يكترث للبنانيتي...قد يأتي الوقت واكتب ما فاض به من فضائح زمر السيادة الدجالة)!
وحينما سألته عن وجود قوات مسيحية مارونية تتسلح وتمول من قبل دول خليجية وإسرائيل، ضحك ضحكة عالية ربما وصلت إلى الجناح الملكي المجاور في الفندق، ورد ساخراً:
" قصدك -القوات اللبنانية- ..ههه...زعامة هذه العصابة تدرك إنها لا تستطيع مواجهة فريق المقاومة، قد تكون أكثر حضوراً في الإعلام وأكثر ثرثرة، لكنها تعرف بحال فتحت معركة مع الحزب يعني نهاية وجودها بهدوء كما تذبح العاشق بالقطنة...باختصار، سلاحهم للسيطرة على القرار والزعامة المسيحية من سياسيين واحزاب ورجال دين، ولزكزكة محور المقاومة والبيئة الشيعية، وكل الجعجعة التي تسمعها تأتي من باب زيادة جمع المال وما شابه...أي معركة في الداخل اللبناني يعني القضاء على الوجود المسيحي نهائياً، ولبنان ذات الوجه المسيحي المسلم المشرقي ...وغالبية زعامات الافرقاء في لبنان لديهم ثروات في الخارج ربع ربعها يُغني كل لبنان...والله ميزانيتهم أكبر من ميزانية دول خليجية!
سألته كيف تقول "عصابة" ومنكم من يمولها، فرد بثقة:" كل دول العالم بما فيها نحن ننظر إلى غالبية احزاب لبنان وزعاماتها على إنها "عصابات"...في الغرب وبعض الدول العربية يقفون عند قيادة المقاومة مطولاً وربما باحترام حتى لو كانوا ضدها ويكرهونها، ويتمنون التواصل المباشر معها، ولديكم سفيرة دولة كبيرة وليست مع المقاومة لا بل ضدها في كل مجالسها تشير إلى إنها كانت تتمنى لقاء مع السيد حسن نصرالله وليس مع كل هذه العصابات التي تُشغلها!"!
...بصراحة كنت أحب أن أكمل ما فاض به هذا الصديق، لكنني وأنا افرغ بعض ما قاله اصبت بالقرف من زعامات ورجال دين همها استغلال الوطن ورعيتها، وتتاجر بهجرة ودماء العقول والشباب، ورصيدها الوطني رغم الادعاء (صفر)، ورصيد أموالهم في الخارج لا يصدق ومن حولهم جياع...والمصيبة يصرون على التقاتل وشن حروب داخلية بحقد لا يوصف، وأي حرب داخلية هذه المرة لن تبقي المسيحيين في لبنان، واتمنى أن تفهم الكنيسة، خاصة الكنيسة المارونية ذلك!