يخطط جيش الاحتلال الاسرائيلي لبناء عائق في محور فيلادلفيا، وذلك بالتنسيق مع السلطات المصرية، حسبما أفادت "القناة 12" الاسرائيلية، مشيرة الى أن بناء معبر رفح الجديد سيكون بالقرب من كرم أبو سالم، ما يعني اقفال معبر رفح الحالي، وزيادة عمق المنطقة على طول 14 كيلومتر، قبل أن تنفي مصر موافقتها على المخطط.
وذكرت القناة أن العائق سيشمل جزءا علويا، فوق الأرض، وأيضا جدارا تحت الأرض، لمنع حفر الأنفاق مستقبلا. وأشارت القناة إلى أنه من المقرر بناء معبر رفح الجديد، في نقطة التقاء "الحدود الثلاثة"، الأقرب إلى كرم أبو سالم، حيث تكون هناك سيطرة مشتركة بين إسرائيل، ومصر، والفلسطينيين، والأميركيين. وسينتقل المعبر للعمل، بحيث يمكن القيام بإجراءات الفحص، "بطريقة حديثة"، تسمح بالتحكم في ما يخرج وما يدخل عبره.
وتشرع قوات الاحتلال بهذا الإنشاء، بذريعة "تدمير الأنفاق على طول محور فيلادلفيا من جهة غزة". وأفادت القناة الـ12 العبرية، بأن جيش الاحتلال يقوم بتوسيع المنطقة العازلة أكثر، ويفعل ذلك على طول 14 كيلومتراً من محور فيلادلفيا ويدعي أنه يكشف عن نقاط قد تستخدمها حركة حماس، وعملياً "يطهّر المنطقة بالكامل من التهديدات المحتملة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون".
وتابعت القناة أن الهدف من إنشاء المنطقة "المعقّمة"، هو الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي، ضد الأنفاق التي تعبر إلى مصر، وبالتالي إحباط عمليات تهريب مستقبلية إلى قطاع غزة. أما الهدف الآخر لهذه الخطوة، فهو السماح للجيش الإسرائيلي بالنجاح في دخول المنطقة بحريّة نسبية في المستقبل، من خلال الحفاظ على قبضته الاستخبارية والعملياتية فيها، وفق القناة.
لكن مصر، نفت موافقتها. ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مصدر أمني تأكيده أن " لا صحة لموافقة مصر على نقل منفذ رفح أو بناء منفذ جديد بالقرب من كرم أبو سالم". وأضافت: " لا توجد أي مباحثات مصرية لإشراف إسرائيلي على منفذ رفح"، كما أكدت "تمسكها بانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من الجانب الفلسطيني من منفذ رفح".
من جهته، نقل التلفزيون المصري عن مصدر أمني قوله إن " مصر ترفض دخول أي قوات مصرية إلى داخل قطاع غزة"، مشدداً على أن " ترتيب الأوضاع داخل قطاع غزة بعد العملية العسكرية الجارية هو شأن فلسطيني".
ويقع محور فيلادلفيا، على امتداد الحدود بين غزة ومصر، وهو يقع ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويبلغ طوله 14 كلم.
وتسمح هذه الاتفاقية لإسرائيل ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد ومحددة بالأرقام ونوعيات السلاح والآليات التي يتم بالإمكان نشرها على ذلك المحور، وذلك بهدف القيام بدوريات على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل والأنشطة الإجرامية الأخرى.
ويريد جيش الاحتلال، بحسب القناة "12"، مواصلة التحقق مما إذا كان هناك مزيد من الأنفاق التي لم يعثر عليها. وجرى إغلاق جزء كبير من الأنفاق التي ادعى الجيش أنه اكتشفها على الجانب الفلسطيني، وتتجه نحو سيناء، على الجانب المصري ولم يجر استخدامها لفترة طويلة "وتبيّن أن معظم عمليات نقل الذخيرة كانت فوق الأرض عن طريق الرشوة والفساد في معبر رفح"، على حد تعبير القناة الـ12.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، في الوقت نفسه، تعزيز سيطرته على محور نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين. وفي أماكن أخرى في قطاع غزة، أقام جيش الاحتلال قواعد مؤقتة، تقيم فيها القوات وتنطلق منها إلى العمليات في المنطقة. وفي فيلادلفيا، يتوجه الجنود للراحة خارج منطقة المحور، وتتحرك القوات باستمرار داخل وخارج المنطقة.