عيّن رئيس النظام السوري بشار الأسد العميد غياث دلّة، المدعوم من إيران، في منصب رئاسة أركان "الفرقة الرابعة" التي يقودها شقيقه ماهر الأسد، وذلك بعد شهرين على تعيين اللواء سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" والمدعوم من روسيا، قائداً لـ"القوات الخاصة".
وقالت حسابات عسكرية موالية للنظام إن الأسد عيّن غياث دلّة في منصب رئاسة أركان الفرقة الرابعة، كما نشرت عبارات التهاني لتعيين اللواء بشار خليل إسكندر، نائباً لقائد "القوات الخاصة" سهيل الحسن.
ويُعرف عن دلّة المنحدر من بلدة بيت ياشوط في ريف اللاذقية، بأنه أحد أكثر ضباط النظام السوري دمويةً، ذلك أنه كان يستخدم سياسة الأرض المحروقة إبان قيادة الحملات العسكرية ضد الفصائل المعارضة في عدد من المناطق، وكان أبرزها الغوطتان الشرقية والغربية وكذلك في القنيطرة ودرعا. كما يُنسب له عدد كبير من المجازر التي ارتكبها هناك.
وعمل دلّة في "اللواء-42" التابع للفرقة الرابعة، قبل أن يُشكل "قوات الغيث" التي قيل بأنها جاءت بدعم وتوجيه إيراني خاص، لأنها اثبتت "الفاعلية" و"قوة التنسيق" خلال المعارك إلى جانب "حزب الله" والميليشيات الإيرانية ضد مناطق المعارضة.
وحسب موقع "مع العدالة"، فإن "قوات الغيث" في بداية تأسيسها تكونت من "حوالي 500 عنصر جلهم من العلويين الذين تم انتقاؤهم على أسس طائفية"، قبل أن تتوسع في وقت لاحق لضم عناصر "التسويات" من فصائل المعارضة سابقاً، مشيراً أنها لا تشبه الألوية والتشكيلات العسكرية في قوات النظام، إذ لا يلتزم الكثيرون من عناصرها باللباس الرسمي لقوات النظام ولا بقواعد الجيش.
وورد اسم دلّة ضمن القائمة السوداء التي أعدها رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام رياض حجاب، في 2019 للضباط الذين ارتكبوا جرائم بحق السوريين، كما تقدم الائتلاف المعارض حينها بطلب لرفع دعوة قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وأرسل ملفاً يتضمن لائحة بجرائم ضباط النظام بينهم العميد دلّة.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أدرجت دلّة في 2020، على قائمة العقوبات بسبب الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبها بحق السوريين الثائرين على النظام.
ويُنظر الى غياث دلّة على أنه الرجل الذي قوته ودعمته إيران في مؤسسة النظام العسكرية لبسط نفوذها على الجغرافية السورية لا سيما في الجنوب، في مقابل سهيل الحسن المدعوم من روسيا، وذراعها العسكري الأقوى داخل تلك المؤسسة.
وكان الأسد قد عيّن الحسن قائداً للقوات الخاصة في قوات النظام في نيسان/إبريل، ومن المرجح أن تعيين دلّة رئيساً لأركان "الفرقة الرابعة" هو وضعه في الخانة المقابلة للحسن.