على خطى البطريرك الطوباوي اسطفان الدويهي… وما اصعبها من خطوات بالمعني الحقيقي والروحي… فمن يملك تلك القوة الايمانية ليعيش في المغاور والمناسك ويحول الصخر الى جنائن؟، ومن يمتلك مثل عزيمته وعزيمة رعيته انذاك لتحدي قسوة الطبيعة والطرقات الوعرة ويسكن في واد سحيق وسط شظف الحياة وصعوباتها.
بالفعل هون السما قريبة هكذا شعرنا في دير قنوبين نحن اهل الاعلام الذين دُعينا الى رحلة حج على خطى البطريرك الدويهي ليس بالمسافة بل بقوة الايمان العابقة في المكان وبالهدوء الروحي رغم ان المكان يعج بالزوار من مختلف المناطق اللبنانية الى سواح من بلدان عديدة وراهباته حاضرات ابداً لحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.
برنامج الرحلة في محطته الاولى حط في قنوبين حيث مدافن البطاركة الموارنة في كنيسة القديس مارينا ومن بينهم من وصفه البطريرك بشارة الراعي بان “ما من بطريرك مثله ولن يكون” البطريرك اسطفان الدويهي الذي نقلت ذخائره معززة مكرمة الى كنيسة مار جرجس في اهدن.
في دير قنوبين الذي تحيطه الجبال من كل صوب كلمة لطالب دعوى القديسين الاب بولس قزي وشرح مفصل من راهبات الدير الزغرتاويتين الام دومينيك الحلبي ورئيسة الدير الاخت جانيت فنيانوس حيث كان الشعور، نحن الذي نقصد قنوبين بوفرة اننا نزور هذا المكان ونتعرف عليه للمرة الاولى.
بأم العين شاهدنا الغرفة التي كان يختلي بها للصلاة والتأمل، الكنيسة التي يمارس شعائره الدينية فيها، الجداريات الرائعة التي استقدم بطرس القبرصي لتنفيذها الى كثير من المخابىء وصولاً الى مدفنه الى جانب البطاركة ال١٧ في كنيسة القديسة مارينا، وايضاً شاهدنا كيف تمكن اسلافنا على مر السنين وبوسائل بدائية الى تحويل الوادي المقدس الى جنة على الارض رغم الصعوبات والاضطهادات.
من قنوبين صعوداً الى اهدن وتحديداً الى كنيسة مار جرجس حيث سجدنا امام الذخائر وصلينا على نية ان يتم التطويب بابهى صورة وبحشد لا مثيل له لان حافظ الارث الكنسي الماروني يستحق، ولان من ترك روما وعظمتها ليعلم اولاد منطقته ويرمم الاديرة ويسمح بتأسيس رهبانيات ويسوس رعيته بالعدل والاهتمام والتواضع لهو مستحق.
في اهدن تشعر ان السما ليست فقط قريبة بل هي في متناول يديك وبعيداً عن الاستقبال المميز من المونسنيور اسطفان فرنجيه كان ل دردشة جانبية معه اطلعنا خلالها على الترتيبات وعلى ما سيقوم به من تحسينات الى جانب الكنيسة، كاشفا انه سيخصص ساحة صغيرة للتماثيل مع كابلا للسيدة العذراء وان احتفالاً بوضع اول تمثال جديد على “الكتلة” سيكون في ٢١ تموز لكاهن اعطى زغرتا الكثير هو الاب سمعان عاقلة.
ناشط المونسنيور اسطفان فرنجيه وعملي جداّ في التعامل مع الاعلام والاعلاميين، هو يسخى باي جهد ليكونوا على راحتهم وفي منزلهم، وضيافته دائماً مميزة وطابعها زغرتاوي حيث النية والكبة والهريسة والتبولة وغيرها الى الحلويات من دون نسيان فاكهة اهدن بطعمها المميز، ومن دون ان يهدأ متنقلاً بين الطاولات ليطمئن ان الجميع يتقاسم الخبز والملح وليتحدث عن المراحل المقبلة من دون كلل شاكراً كل من يساهم في نقل الصورة ومواكبة هذا الحدث العظيم فيما علينا نحن ان نشكره لانه يعمل عشرين ساعة في اليوم ليكون كل شيء على اكمل وجه.
ومن بيت الكهنة الى دارة نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي النقيب جوزيف الرعيدي لاحتساء القهوة والاستراحة لبعض الوقت قبل الانتقال الى دير مار انطونيوس قزحيا حيث المطبعة التي حفظت لغتنا الام وحيث لقاء مع الاب الحبيس يوحنا خوند ورهبان الدير وشرح عن تاريخ هذا الصرح الضارب في العراقة والتمايز والذي يقع ايضاً ضمن الوادي المقدس.
هي الرحلة الثانية على خطى البطريرك الدويهي وسيليها رحلات عمل كثيرة ومؤتمرات وتحضيرات وصولا الى يوم التطويب في ٢ اب في بكركي وقداس الشكر في ٣ اب في اهدن وما بينهما محطات عديدة ومزارات وكنائس سترتفع بوفرة على اسم بطريركنا السائر على طريق القداسة.
موقع سفير الشمال الإلكتروني