مع انقضاء شهر حزيران بأكمله، على وقع صفارات الانذار التي تسبق أو تلحق صواريخ حزب الله ومسيَّراته الإنقضاضية، بقي المشهد الميداني الواضح باستهدافاته من قِبل حزب الله أو من جيش الاحتلال الاسرائيلي ينطوي على قراءات واحتمالات، حول ما بعد ما يجري، بصرف النظر عن معارك غزة او رفح داخل غزة، استمراراً أو انكفاءً بانتظار تسوية الصفقة بعد أن يشعر رأس الكيان الحربي بنيامين نتنياهو ان لا مجال للبقاء على أرض القطاع الملتهب بالعمليات والضربات التي تصيب جنوده بمقتلهم حيث ما تحركوا على أرض القطاع المدمرة أبنيته، والذي يعاني شعبه أسوأ أحوال الحياة الانسانية، من قتل وحرمان وجوع، وعدم استقرار، ومطاردات من قبل طائرات الغزو، وجنوده المأزومين..
في الواجهة ليل امس، أعداد من المسيَّرات تنطلق من لبنان باتجاه الجليل الغربي، بعدها انفجارات عديدة واصابات، وصافرات الانذار لا تتوقف في المستعمرات الشمالية.
بالمقابل، أدت الغارة الاسرائيلية على كفركلا الى سقوط 3 شهداء من بينهم فلسطينيان، في المبنى المؤلف من 3 طبقات.
وشدّد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة الى ان الوضع سيئ على الحدود مع لبنان، معتبرا اننا «لسنا بعيدين عن حرب واسعة، والحرب بين اسرائيل ولبنان قد تتوسع اقليمياً».
وقال: «نحن بحاجة لتجديد لليونيفيل قبل آب».
ونفى مسؤول اميركي ان كون ارسال السفينة الهجومية البرلمائية (يو اس اس واسب USSWasp) الى المتوسط، بهدف اجلاء المدنيين الاميركيين في حال توسع الصراع بين اسرائيل وحزب الله، مؤكدا ان لدى البنتاغون خططاً جاهزة للتعامل مع الطوارئ، ومنها اجلاء المدنيين الأميركيين، مشيراً لا نزال قلقين من التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل.
«ونتخوف من خطوات غير محسوبة قد تفجر الوضع، وتحوله الى حرب واسعة النطاق».
ووصف المسؤول دخول البرمائية الاميركية بأنه جزء من الجهود للحفاظ على وجودنا العسكري في المنطقة من اجل الاستقرار وردع العدوان.
نقاشات الرئاسة بعد أسبوعين
رئاسياً، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ترحيل النقاش في ملف الرئاسة إلى الاسبوعين المقبلين مرده إلى تجميع بعض المعطيات المتصلة بالمناخ الذي ساد في خلال زيارة الكاردينال بارولين إلى لبنان، لاسيما أنه ركز على أهمية إتمام الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى أنه ليس واضحا تماما ما إذا كان هناك من مبادرة يعمل عليها من قبل الفاتيكان في وقت لاحق لاسيما أن جمع اقطاب الموارنة يبدو أكثر من صعب.
في هذا الوقت تحدثت المصادر عن تقدم التواصل بين التيار الوطني الحر و رئيس مجلس النواب في هذا الملف وبعض الاستحقاقات، وأشارت إلى أن دعم التيار للحوار الذي يرغب الرئيس بري في عقده لا يزال قائما.
وأبلغ سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان: أن مساعي اللجنة الدبلوماسية الخماسية لم تتوقف في مساعدة اللبنانيين لإنتخاب رئيس.
من جانبه، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية مع لبنان، بأنه اذا اختار حزب الله التسوية، فإن اسرائيل ستتعامل بايجابية مع هذا الاحتمال.
واشار: لا نبحث عن الحرب لكننا مستعدون لها».
وتحدث غالانت عن «بدائل متاحة أمامنا مهمة، ونعمل على تنميتها معا: اعداد القوة العسكرية، واعداد الحل السياسي».
وإزاء حملات التحريض على مغادرة الرعايا الاجانب لبنان، طالب وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، بارسال رسائل تطمينات للزائرين والمقيمين في لبنان، وكشف ان نظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزيان اتصل به وابلغ تأييد العاهل البحريني الشيخ حمد بن خليفة بوصفه رئيساً للقمة العربية التضامن مع لبنان، وكذلك من نظيره الاردني ايمن الصفدي.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن حزب الله مساء امس استهداف مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في مستعمرة شلومي، كما استهدف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة، وذلك في معرض الرد على استهداف القرى الجنوبية، وآخرها بلدة شيحين.
وحسب بيان للحزب، فإن الهجوم الانقضاضي على المقرّ المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية 411 في حقبون، مشيرا الى ان الضربة استهدفت خيم استقرار ومبنيين ضباط وجنود العدو، فضلا عن استهداف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وقال: القصف الاسرائيلي اليومي تواصل على البلدات والقرى واستهدف مبنى مؤلفا من ثلاث طبقات سوته بالارض في بلدة كفركلا، واطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي. كما شن الطيران الاسرائيلي غارة مستهدفا منزلاً في بلدة شيحين قضاء صور، وعلى الفور تحركت سيارات الاسعاف نحو المكان المستهدف.
الى ذلك، ألقت مسيَّرة اسرائيلية قنابل حارقة في مشروع «عرب الثمار» الزراعي خلف تلة الحمامص في الوزاني، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه.