قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال زيارته للحدود مع لبنان "نحن لا نبحث عن حرب لكننا على استعداد لها، سنصل إلى مفترق اتخاذ القرارات بالنسبة لنا وللعدو أيضاً. إذا أراد الذهاب إلى حرب سنعلم عندها ما يجب فعله". وذكر خلال زيارته لقاعدة استخباراتية والقبة الحديدية في المنطقة الحدودية مع لبنان "إذا اختار العدو الذهاب لتسوية فسنرد على ذلك، وآمل أن تصل الأمور إلى هناك. إلا أنه لا يمكن معرفة ذلك". وأضاف أنه "خلال محادثاتي في واشنطن تطرقت إلى الاحتمال الذي يسمى بالخيار السياسي والحل للتوصل إلى تسوية، وبعد ساعات طويلة من المحادثات مع جميع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، أقول لكم (الجنود) إن الشيء الذي يمنحنا المرونة التي تمكننا من مناقشة الحلول السياسية هو أن لدينا حلولاً عسكرية، أي أنه إذا كان لديك بديل فهناك من يتحدث إليك".
وتابع غالانت "البدائل المتاحة أمامنا كثيرة ونحن نعمل على تنمية كليهما، من حيث إعداد القوة العسكرية دفاعياً وهجومياً. وهذا يمكن أن يحدث بسرعة، ومن ناحية أخرى يجري إعداد البديل السياسي وهو الأفضل دائماً". وقال: "أعلم أن الأمر ليس سهلاً بالنسبة للجنود وسكان الشمال، هناك شيء واحد أستطيع قوله إنه أصعب بكثير بالنسبة لحزب الله ولبنان، فمن السهل التحدث من القبو والإدلاء بتصريحات بينما نقوم بضرب المنطقة". وختم غالانت بالقول "هناك أكثر من 450 قتيل من المخربين، والمنطقة تتعرض لضربات قوية جدا، وبالتالي هذا الضغط ملقى على العدو بطريقة أكبر بكثير من الضغط علينا".بن غفير يطلب الحربوقالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أبدى رفضه لتصريحات غالانت. إذ زعم بن غفير، خلال اجتماع الكابينت، أنه لا يمكن تحقيق الأمن لإسرائيل في الشمال بدون الحرب. وتساءل مستنكراً: "ألم نتعلم درساً من 20 عاماً من الاتفاقات (مع لبنان)؟ سنبرم اتفاقاً، وبعد ذلك في غضون عام أو عامين سيغتصبون زوجاتنا ويقتلون أطفالنا"، على حد زعمه.
وعندها تدخل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المقرب من نتنياهو، قائلاً: "لكن حتى لو انتصرنا في الحرب، فسنبرم اتفاقاً (مع لبنان). ألا تعتقد ذلك يا معالي الوزير بن غفير؟". فرد عليه بن غفير: "سنفوز (في الحرب على لبنان)، وبعد ذلك لن يكون هناك من نقوم بالاتفاق معه، وهذا أمر جيد"، في إشارة إلى القضاء على "حزب الله". من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "إذا عاد السكان إلى الشمال، فيمكن التوصل إلى اتفاق" مع لبنان. ولم يوضح الموقع ما خلص إليه النقاش بهذا الشأن في اجتماع "الكابينت".استعدادات الجيشفي السياق نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ الجيش الإسرائيليّ أكمل بالفعل الاستعدادات العملياتية لمناورة عسكرية في لبنان، مشيرة إلى أن ما يظهر هو أن إسرائيل تفضل العمل ضدّ أهداف "حزب الله"، وهي ستتجنب الحرب ضد دولة لبنان، وستحصر قتالها مع "حزب الله" فقط. وتقول الصحيفة: "من وجهة نظر الإيرانيين وحزب الله، فإنّ الجيش الإسرائيلي الذي يُقاتل على عدّة جبهات بات منهكاً وليس لديه ما يكفي من المُقاتلين، كما أن الإقتصاد الإسرائيلي يعاني بشدة. ميناء إيلات مشلول في حين أن إيران تُخطط مع وكلائها لإغلاق ميناءي حيفا وأشدود أيضاً. مع ذلك، فإن إيران ترى أن المُجتمع الإسرائيلي يتمزق، فيما المرشد الأعلى في طهران علي خامنئي يفرك يديه بسرور وينتظر بصبر تفُكّك إسرائيل، لكن في هذه الأثناء يدفع حزب الله الثمن".
ويتابع تقرير الصحيفة: "ما هو الحل؟ يأمل نصرالله أن تعلن إسرائيل، مقابل عودة الرهائن في غزة، النصر ووقف إطلاق النار، لكنه في المقابل سيرفض بالطبع سحب مقاتليه من الحدود، لكن إذا استعدت إسرائيل حقاً لحرب شاملة بدعم أميركي كامل من الأسلحة والاستخبارات والأمم المتحدة، فهناك احتمال أن يضطر إلى الموافقة على الانسحاب، وعندها سيعود سكان الجليل وجنوب لبنان إلى منازلهم". وختمت الصحيفة بالقول: "سيتعين على الجيش الإسرائيلي مضاعفة قوته البشرية على الحدود 3 مرات. في غضون شهر، يعلم نصرالله أن رجاله الممتازين سيبدأون في التسلل مرة أخرى، وسيعود كل شيء إلى ما كان عليه بعد عام 2006، ويمكن لإسرائيل أن تُواجه ذلك بالنار".