هاجمت مجموعات من العسكريين من الفصائل المدعومة من تركيا إلى جانب عدد من المدنيين الجمعة، معبر أبو الزندين الفاصل بين مناطق سيطرة الفصائل من جهة مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، ونظيرتها الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وقاموا بإغلاقه بعد يوم واحد من فتحه بشكل تجريبي، بتوافق روسي-تركي.
وقال الناشط والباحث الاقتصادي من الباب مالك طالب ل"المدن"، إن مجموعات من العسكريين والمدنيين غالبيتهم ينحدرون من شمال شرق سوريا، تجمعوا عند دوار السنتر وسط مدينة الباب واتجهوا إلى معبر أبو الزندين للتظاهر رفضاً لإعادة افتتاحه، مشيراً إلى أن من كان يتواجد على المعبر هم مجموعة صغيرة من الشرطة العسكرية التابعة للحكومة المؤقتة.
وأضاف أن الشرطة العسكرية انسحبت من المعبر بعد مشاهدة مجموعات العسكريين والمدنيين تتجه نحوه، وذلك قبل أن تبدأ المجموعات باقتحام الغرف وتحطيم محتوياتها بشكل كامل، ثم الانسحاب منه.
ولفت طالب إلى أن المعبر كان مغلقاً لحظة الهجوم عليه ولم يتم افتتاحه بشكل رسمي حتى الآن. وأوضح أن ما حدث الخميس، هو عملية تجريبية بإرسال 4 شاحنات محملة بالقمح نحو مناطق النظام السوري، ثم إغلاقه مجدداً، وذلك من أجل "اختبار ردة الفعل الدولية والأميركية تحديداً على إعادة افتتاحه" من قبل الفعاليات المدنية في مدينة الباب.
الفصائل متضررة
وأوضح طالب أن الفعاليات المدنية في مدينة الباب وافقت على إعادة فتح المعبر لأنه أصبح واقعاً وفرضاً عليهم على ضوء التفاهمات الروسية-التركية، لافتاً إلى أن فتحه جاء من الجانب التركي رغماً عن قيادات الفصائل، لأن الأخيرة لم تكن راضية عن ذلك، بسبب تضررها الاقتصادي منه.
ولأن فتح المعبر أصبح أمراً واقعاً سواء وافقت الفعاليات أم لا، قررت الموافقة على ذلك، لكنها وضعت 4 شروط أبرزها أن تكون الإدارة مدنية، وأن يعود جزء من ايراداته المالية لصالح إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في الباب، وهو ما أزعج قيادات الفصائل التي تريد أن تديره هي بنفسها.
وقال طالب إن سبب انزعاج الفصائل من فتح المعبر، هو أن تشغيله بالهيكلية والشروط التي وضعتها الفعاليات المدنية، سيؤدي إلى انقطاع عائداتهم المالية التي يجنونها عبر المعابر غير الشرعية (تهريب) مع مناطق النظام، ومنذ 6 سنوات.
وأضاف أنهم لمسوا منذ تشغيل المعبر بشكل تجريبي الخميس، رفض قيادات الفصائل لذلك، كما وصلهم أنهم سيوافقون على إعادة افتتاحه في حال كان إدارته عسكرية تابعة لهم. وأكد أن تلك القيادات استغلت غضب المدنيين الرافضين لفتح المعبر لأنه من ضمن نتائج التطبيع التركي مع النظام، حيث هاجموا المعبر وحطموا محتوياته.
وتدير الفصائل في الباب عدداً من المعابر غير الشرعية مع النظام، أهمها معبر السكريات الذي يسيطر عليه فصيل "الحمزات". ويستخدم لتهريب البضائع التجارية من وإلى مناطق النظام، وكذلك لتهريب البشر وتجارة المخدرات. كما يستخدم فصيل "السلطان مراد" معبر أبو الزندين كمعبر غير شرعي لتهريب البضائع التجارية والبشر والمخدرات.