قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن وضع الأمن الغذائي في غزة "لا يحتمل"، داعياً إلى فتح جميع نقاط العبور إلى القطاع، وشدد على ان الأرقام "لا تزال تظهر وضعاً قاسياً بشكل مدهش".جاء كلام غريفيث تعليقاً على تقرير صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، والذي أفاد بأن جميع سكان قطاع غزة تقريباً سيواجهون المجاعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.وأشار التقرير الصادر الثلاثاء إلى أن "نحو 96 في المئة من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم أكثر من 495 ألفاً يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصاً شديداً للغذاء والتضور جوعاً".وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الحديث عن نحو نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد "لا يزال غير محتمل"، وأكد ضرورة "فتح جميع نقاط العبور وأمن وسلامة قوافل المساعدات وخفض الاشتباكات وعدم استهداف عمال الإغاثة والمؤسسات الصحية".وأضاف غريفيث: "مازلنا نريد وقف إطلاق النار والذي من دونه لن يكون الناس في أمان".والخميس، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزو فقدان 70 في المئة من قائمة الأدوية الأساسية من مستودعاتها، محذرة من نفاد وشيك للأدوية والمهمات الطبية الخاصة بالأمراض التخصصية كالسرطان والفشل الكلوي.وقال مدير مستودعات الصيدلة في وزارة الصحة كفاح طومان في بيان إن 70 في المئة من قائمة الأدوية الأساسية مفقودة، وهناك أدوية ومهمات طبية خاصة بالأمراض التخصصية كالأورام والفشل الكلوي أوشكت على النفاد. وحذر طومان من تداعيات هذا "النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية على حياة المرضى، الذين يتعذر عليهم مغادرة القطاع لاستكمال العلاج في الخارج".وأضاف أن "أبرز الأدوية التي أوشكت على النفاد هي الخاصة بمرضى الكلى الذين يتلقون علاج غسيل الكلى بشكل دوري، ومرضى الأورام الذين لم يتمكنوا من السفر. كما تأثرت الأدوية الخاصة بالخدمات الصحية الأولية كصحة الأم والطفل والصحة الإنجابية وأدوية الأمراض المزمنة والأدوية النفسية".وطالب المتحدث بتدخل الجهات الدولية المعنية لدعم القطاع الصحي بالأدوية والمهمات الطبية اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات للمرضى والجرحى، محذراً من "انتشار الأوبئة في صفوف المرضى جراء غياب النظافة الشخصية، وانعدام التغذية الجيدة". لا مياه صالحة بغزةومنذ بداية الحرب، دمّرت إسرائيل نحو 70 في المئة من محطات المياه والصرف الصحي في غزة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ويشمل ذلك جميع مرافق معالجة مياه الصرف الصحي الخمسة، بالإضافة إلى محطات تحلية المياه ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي، والآبار والخزانات.ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين محليين قولهم إن "بعض الموظفين الذين كانوا يديرون شبكات المياه والنفايات تم تهجيرهم وقتل البعض الآخر، وأدت غارة إسرائيلية في وقت سابق من الشهر على مدينة غزة إلى مقتل 5 عمال أثناء قيامهم بإصلاح آبار المياه".وخلص تقييم الأمم المتحدة لمخيمين في دير البلح أوائل يونيو الحالي إلى أن متوسط استهلاك الشخص اليومي من المياه بما يتضمن الشرب والغسيل والطهي أقل من لترين، أي أقل بكثير من الكمية الموصى بها، ما يجبر الفلسطينيين في القطاع على استهلاك مياه غير صالحة.وفي هذا السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي عدوى التهاب الكبد الوبائي (أ) والذي أدى حتى أوائل حزيران/يونيو إلى إصابة 81 ألف و700 حالة باليرقان، وهو أحد الأعراض الرئيسية للعدوى.وتنتشر الإصابات بشكل رئيسي عندما يستهلك الأفراد الماء أو الطعام الملوث بالبراز، وبسبب توقف محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل، تتسرب مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى الأرض، أو يتم ضخها في البحر المتوسط.وقالت جوان بيري الطبيبة التي عملت في جنوب غزة الشهر الماضي مع منظمة "أطباء بلا حدود" لوكالة وكالة "أسوشيتد برس" إن الاكتظاظ ونقص المياه وارتفاع درجات الحرارة والافتقار إلى صرف صحي، هي ظروف تؤدي كلها إلى انتشار الكوليرا.وأضافت أن معظم المرضى يعانون من أمراض أو التهابات ناجمة عن سوء الصرف الصحي مثل الجرب وأمراض الجهاز الهضمي والطفح الجلدي.