2024- 07 - 07   |   بحث في الموقع  
logo وزير الخارجية البريطانية الجديد..يرغب ب"موقف متوازن" من حرب غزة logo "خفايا" السماح لبزشكيان بالترشح لانتخابات الرئاسة ومن ثم الفوز logo 9 إصابات إثر إنحراف حافلة ركاب عن مسارها في عكار logo ماذا “دمّر” الحزب صباح اليوم؟ ماذا “دمّر” الحزب صباح اليوم؟ logo ما جديد المفاوضات لإنجاز اتفاق التهدئة في قطاع غزة؟ logo فارس يواكيم يعرّب "عيون إلزا"..رائعة أراغون في الحب والحرية logo طقس حار وارتفاع بدرجات الحرارة.. ما جديد الطقس؟ logo صحيفة تكشف: الجيش الإسرائيلي نفذ "هانيبال" في "7 أكتوبر"
كتاب "دولة حزب الله".. الآن
2024-06-27 14:25:43


الوثائقي المتقن الذي يمتد لثلاث ساعات، عن حزب الله، والذي بثته كبريات التلفزيونات الغربية، يُظهر على نحو صادم (بغض النظر إن صدّقنا أم لا) التشابك العميق بين الحزب وشبكات الجريمة المنظمة الدولية. عدا عن أدواره الأمنية والعسكرية المعروفة في العالم.أفلام وثائقية كثيرة، وتحقيقات صحافية لا تُعد، وتقارير وأبحاث بالأطنان، دُبجت حول حزب الله. ولا يخلو يوم من مقالات بلغات كثيرة عنه وعن أفعاله وأعماله.
معارضو الحزب المذكور، أكانوا لبنانيين أو سوريين، لديهم أيضاً سردية أخرى عن أدواره في لبنان وسوريا. وبالطبع، مؤيدو الحزب والمولهون بشخصية حسن نصرالله أو بشخصية عماد مغنية، لديهم رواية ملحمية بطولية وتمجيدية، غير قابلة للجدل أو النقد.مع ذلك، نادراً ما اكتملت رواية متماسكة ووافية عن حزب الله، بأبعاده الدينية والتاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وغالباً ما اتسم تناول الحزب على وجه واحد، الحربي الميليشياوي مثلاً أو المخابراتي أو حتى تشبيهه بالمافيا. وبعضهم يذهب لتوصيفه "احتلالاً إيرانياً". وعلى المقلب الآخر، هو "المقاومة" (مع أل التعريف الشاملة والكلية)، وأشرف الناس، والمظلومون.. إلخ.في العام 1994، صدرت الطبعة الأولى من كتاب وضاح شرارة: دولة "حزب الله"- لبنان مجتمعاً إسلامياً. ثلاثون عاماً مرت، واليوم تصدر طبعته السادسة (دار رياض الريس، بيروت).
حين صدوره الأول، كانت الصدمة الأشبه بالنبوءة، في عنوانه، وما يوحي به أو ما يستشرفه. فالحزب آنذاك، كان أقلوياً حتى في المجتمع الشيعي اللبناني، وأضعف بما لا يقاس مما هو حالياً. فكان شرارة أول من وصف حزب الله "دولة"، ثبت خلال ثلاثين عاماً أن هذه الصفة لم تكن شطحة.
لم يعنون شرارة كتابه لغرض "سياسي" دعائي، أو لقصد الإثارة أو المبالغة ولا حتى ابتغى تنبؤاً أو استشرافاً. فهو استخلص العنوان بعد استنفاده النظر الاجتماعي والتاريخي في موضوعه. أي أنه بحث في المعاني التي تقوم عليها هوية الجماعة وعصبيتها (حصيلة الكتاب). وهي حسب قوله، معان متفرقة، سياسية ودينية وعسكرية وأمنية وثقافية واجتماعية. وهو يثبت سمة "التركيب" و"التصنيع" لهذه الهوية وكثرة المصادر وأثر العوامل والأوقات والمعاني والأعمال.على امتداد 450 صفحة، يشتغل وضاح شرارة، على كل مصادر "التركيب" ذاك، وكيفيات تأليف تلك العصبية التي ستصير حزباً ودولة ومجتمعاً.حين قرأناه قبل ثلاثة عقود، أدركنا إننا أمام أول رواية موثوقة ومقيّدة بشروط البحث التاريخي والاجتماعي والسياسي عن هذه "الحركة الخمينية". فكتاب شرارة هذا، يجوز أن يكون أيضاً عن الخمينية نفسها، عقيدة وسياسة وممارسة ونظاماً.
ولهذا، ظل "دولة حزب الله- لبنان مجتمعاً إسلامياً" منفرداً كمرجع لا نظير له بين كل الكتب التي تناولت سيرة الحزب. خصوصاً بعد الطبعة الخامسة التي تضمنت فصلاً إضافياً، إثر انتهاء حرب تموز 2006.توقيت صدوره الآن، في اللحظة التي يبدو فيها الحزب في صدارة الاهتمام العالمي، من أروقة البنتاغون إلى دوائر الاتحاد الأوروبي، وعواصم الدول العربية والإقليمية، وصولاً إلى كل بيوت اللبنانيين (والإسرائيليين أيضاً)، يفيدنا في تجاوز النظر الضيق والانفعالي والاختزالي، نحو فهم أدق وأرصن لهذا الحزب وأعماله وسياساته، ولمجتمعه.
ومثالاً على ذلك، يورد في تعريف الكتاب: "ولدت الحركة الخمينية اللبنانية، حزب الله- لبنان، من أحشاء المجتمع اللبناني الممزقة. ووصلت ولادتها بين مطامح علماء الدين الشيعة (اللبنانيين) في الاضطلاع بدور اجتماعي وسياسي وفكري فاعل ومؤثر، وبين رغبات المهاجرين والمهجّرين وأهالي الأطراف في الخروج من أنقاض الأبنية الاجتماعية التي ألجأتهم إليها الحروب الملبننة والمتطاولة. فجمعت الولادة، ثم النشأة، الولاية الإمامية الشيعية ("حبر العلماء") إلى تعبئة الأمة المعاصرة والحديثة في حرب عامة ترهب قوى الشر وشياطينه ("دم الشهداء"). وتولت نواة الحركة، الخفية، إنشاء مجتمع حرب يتعهد دوام التعبئة والشهادة والتصدّع الاجتماعي والسياسي، من وجه أول، ويتعهد، من وجه آخر، الانقياد لسياسات إقليمية ودولية خارجة عن المعايير العامة وعليها".
هكذا، يتبدى لنا الجمع بين "حبر العلماء" و"دم الشهداء" كتعريف بارع وحاسم لهذا الحزب وتاريخه وحاضره.على نحو آخر، يختصر شرارة الأصل السياسي أو العقيدة التي يقوم عليه الحزب، قائلاً: "يُجْمل الإسلاميون الخمينيون في باب القوة كل وجوه العلاقة بين الشعوب التي تدين بالإسلام وبين غيرها. فالنقل عن اليونانية عدوان بالقوة على الإسلام، والتجارات المختلفة إخضاع صريح، وطريقة الإنتاج الرأسمالية تدمير عنيف للإنتاج المحلي، والتدريس الأوروبي اغتيال للثقافة الإسلامية، وكل وجه من وجوه الحياة السياسية المعاصرة إشراك وكفر وتمويه. والصحافة والبحث جاسوسية. وهذه كلها أقنعة للمدافع والبوارج والصليب ونجمة داوود في سعيها إلى إطفاء كلمة الله ونوره".
بقاء مضمون الكتاب على متانته وصلاحيته، رغم مرور ثلاثين عاماً بما فيها من اضطرابات وتحولات وعواصف وزلازل، يوحي لنا بالتأكيد مدى الصلابة البحثية التي اتسم بها، وأحالته مرجعاً يكاد يكون وحيداً في موضوعه.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top