2024- 06 - 29   |   بحث في الموقع  
logo توقيف سارق logo كنعاني: التصريحات الأميركية حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية عديمة القيمة logo ميقاتي: بإذن الله لن تتوسع وننظر إلى استقرار طويل الأمد في جنوبنا الحبيب logo ميقاتي يجول في الجنوب: التهديدات حرب نفسية logo بالجرم المشهود... سلب أشخاص بعد استدراجهم بطريقة احتيالية! logo “حزب الله” شيع شهيده علي أحمد علاء الدين في سحمر logo هذه أرقام النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في إيران… وجولة ثانية الأسبوع المقبل logo ميقاتي من الجنوب: وطننا سيتجاوز هذه المرحلة لنصل الى نوع من الاستقرار الدائم على الحدود
بارولين زار برّي وميقاتي: سأل عن الدستور ووازن بخطابه
2024-06-26 19:36:33


غداً تُطوى زيارة أمين سر الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، إلى لبنان، وكل الإسقاطات والاجتهادات التي رافقتها، ولا يبقى سوى تقرير يرفعه إلى البابا فرنسيس، يخبره فيه ما كان قد لخصه له قبل الزيارة عن واقع لبنان والكنيسة.
لم تُضِف لقاءات بارولين إلى جعبته الكثير، سواء تلك التي عقدها علناً أو تلك التي جرت بعيداً عن التغطية الإعلامية في السفارة البابوية، في حريصا، مع شخصيات مسيحية من بينهم -حسب ما علمت "المدن"- سليمان فرنجية وميشال معوض. فلا معلومات جديدة ولا طروحات أو اقتراحات حلول. سمع ما كان يعرفه، وأسمع رأي الفاتيكان ومحاولاته الإسهام بحلحلة بعض أزمات لبنان.
حرص الكاردينال على الإصغاء كثيراً، كما طرح العديد من الأسئلة. كرر على مسامع من التقاهم مواقف الفاتيكان المعلنة: ضرورة انتخاب رئيس بأسرع وقت، ووقف الحرب في الجنوب وغزّة. وبين هذه وتلك، ذكّر الكنيسة، أساقفة ورهباناً وراهبات، بوجوب الوقوف إلى جانب الناس والتعاطف مع معاناتهم ومساعدتهم.عند برّياستهل بارولين لقاءاته اليوم بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي. ومن عين التينة حمّل المسؤولية لجميع مكونات البلد في الأزمة الرئاسية، مؤكداً مسؤولية الداخل اللبناني في إيجاد الحلول، ولو أقرّ بدور خارجي أيضاً.
صحيح أن بارولين يعرف الملف اللبناني وتعقيداته التي ذكرها جيداً، لكنه بدا في عين التينة غير متآلف مع "التعابير" اللبنانية وتعميماتها.
ففي معرض كلامه عن انتخاب رئيس سُئل: "هل ترى المشكلة مسيحية؟". ابتسم مخفياً إرباكاً، مبرراً ومفهوماً، من تعميم اعتاد عليه اللبنانيون ويفهمون مقاصده، لكنّه "صعب" على الكاردينال الإيطالي. استفسر مجدداً عن المقصد من السؤال قبل أن يجيب مبتسماً "هل تقصد أن المسيحيين يسببون المشاكل؟ لا أظن أن المسيحيين وحدهم من يفعل ذلك؛ هي مسؤولية مشتركة لكل المكونات والقوى الوطنية الأخرى".
وبسؤاله: "هل بقولكم إن الحلول تبدأ من هنا، تقصد المجلس النيابي والرئيس برّي"؟ أجاب: "أظن أنكم على حق. الحل يبدأ من هنا".في السراي: أولويات مشتركةومن عين التينة انتقل بارولين إلى السراي الحكومي، والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بشكل ثنائي، قبل أن ينضم إليهما الوفد المرافق وعدد من الوزراء.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، أكد ميقاتي أن "ثمة أولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف إلى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي. ومن هذه الأولويات:
- انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لأن استمرار الفراغ يتسبب بتداعيات على المستويات كافة.
- إعادة بناء الدولة ومؤسساتها والاحتكام إلى الدستور من أجل المصلحة اللبنانية المشتركة، وتعزيز العيش المشترك.
- العمل على تثبيت الاستقرار الداخلي وإيجاد حل للأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة منذ سنوات.
- السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقاً من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وذلك من أجل وضع حد لأطماع إسرائيل التوسعية. وبالتالي، عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي.
- الحرص على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والداعمة للبنان في هذه الظروف الصعبة، وفي مقدمها حاضرة الفاتيكان، التي قدّمت ولا تزال تقدّم الدعم والمساعدة والاهتمام بشخص قداسة الحبر الأعظم وكبار المسؤولين".
ودعا ميقاتي "قداسة البابا لزيارة لبنان، لأن جميع اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة وينظرون إليها، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بوصفها أملاً جديداً لهم ومن أوائل عوامل الانفراج. ويشجعنا ما تفضلتم به خلال لقائنا عن أهمية المحافظة على الوفاق الوطني بين اللبنانيين وضرورة توفير كل مقومات النجاح له، لأن به خلاص اللبنانيين وقدرتهم على المحافظة على وطنهم واحداً موحداً".فترة عصيبةبدوره، أكد بارولين أن "البابا فرنسيس يرى لبنان بلداً للعيش المشترك والأخوي. وهو قلقٌ لجهة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن". مشيراً إلى أن "رئيس الجمهورية يمثل وحدة البلاد وعلى المسؤولين السياسيين أن يقوموا بواجبهم لانتخاب رئيس جديد".
واعتبر أنّ "الشرق الأوسط يعيش فترة عصيبة، والبابا الذي لديه علاقات دائمة مع الفلسطينيين والإسرائيليين يدعو لإحلال السلام ووقف الصراع وإطلاق الرهائن في غزة، وإيصال المساعدات من دون عوائق إلى القطاع الفلسطيني".
ورأى بارولين أنّ "كل حرب تترك العالم أسوأ مما كان عليه، وهي بمثابة استسلام أمام قوى الشر". مؤكداً أنه سينقل إلى البابا الدعوة لزيارة لبنان و"نأمل أن يتمكن من ذلك ويحمل المصالحة إلى هذا البلد".داخل الجدران المغلقةتؤكد مصادر متقاطعة لـ"المدن" أن بارولين في لقائه مع برّي وميقاتي كان شديد الإصغاء وطرح مجموعة من الأسئلة الدستورية والقانونية. ووافق الرجلين على اعتبار أن المسيحيين يتحملون جزءاً من المسؤولية في عدم انتخاب رئيس. لكنه نقل قناعة الكرسي الرسولي بوجوب التوافق على انتخاب رئيس، وهي مسؤولية تستدعي من الجميع تقريب وجهات النظر والالتقاء على مساحات مشتركة.
كلام مشابه قاله بارولين أيضاً لمن زاره في السفارة البابوية. استمع لفرنجية وهو يشرح له بالتفصيل وجهة نظره. لم يؤيد الكاردينال ولم يعارض، وسأل قبيل انتهاء اللقاء، عن إمكانية التوصل إلى توافق على مرشحين آخرين، في حال لم يُوفق فرنجية في الوصول إلى الرئاسة. كذلك استمع إلى معوّض شارحاً الأخطار المحدقة بالبلد وهويته مع تأخر انتخاب رئيس. ومجدداً، كرر بارولين موقف الكرسي الرسولي القلِق على لبنان والدافع باتجاه انتخاب رئيس تحت سقف الحفاظ على هوية لبنان والحضور المسيحي فيه والانفتاح على الآخر.وكان من المفترض أن يلتقي بارولين مساء أمس، رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، الذي أكدت مصادره أنه "لم يزر السفارة البابوية لأسباب أمنية، وحين يفعل سيصدر بياناً في هذا الخصوص".قداس مع الرهبانياتوترأس بارولين، مساء أمس، قداساً في كنيسة القديس شربل في عنايا التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، شارك فيه عدد من الأساقفة إضافة إلى 11 رئيساً عاماً و15 رئيسة عامة يمثلون الكنائس الرهبانية الكاثوليكية. وقد شدد الأباتي هادي محفوظ "على دور الرهبانيات المهم في لبنان خصوصاً في ظل الأزمة التي تعصف به"، مشيراً إلى "التحديات الكبيرة التي تزداد في هذه الأزمنة الصعبة".
بدوره تحدث بارولين عن سلوكيات القديس شربل، مشجعاً الاقتداء بها، متفهماً "التحديات التي تواجه الكنيسة والرهبانيات"، داعياً في الوقت نفسه إلى التعاطف مع الناس وتفهم انتظاراتهم خصوصاً على الصعيد التربوي".لا يمكن لبارولين أن يقول إنه عاد إلى الفاتيكان وقد حقق إنجازاً ديبلوماسياً. لقد "جاهد الجهاد الحسن"، استمع وسأل وسجل مخاوفه وقلق الكرسي الرسولي المتزايد على لبنان، لكنه لمس، على الأرجح، أن الحلول تطبق وتنتهي هنا، لكنها لا تبدأ حيث تنتهي.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top