أوصلت إسرائيل رسالة إلى حركة حماس عبر قطر ومصر تؤكد التزامها بمقترح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الذي قدمته مؤخراً وتدعمه الولايات المتحدة، بحسب مصدر إسرائيلي تحدث إلى شبكة "سي إن إن".وقالت الشبكة إن "إسرائيل نقلت إلى الوسطاء المقطع المصور الذي قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تل أبيب لا تزال ملتزمة به وطلبت نقله إلى حماس".والأحد، قال نتنياهو إنه "مستعد لعقد صفقة جزئية مع حماس لإعادة بعض الأسرى في غزة"، بينما تتعارض تصريحاته مع أهداف المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن في حزيرن/يونيو.في المقابل، أكدت حماس في بيان أن "الكلمات التي استخدمها نتنياهو تظهر أنه يبحث فقط عن اتفاق جزئي وليس إنهاء الحرب في غزة". وأضافت أن أي اتفاق يجب أن يتضمن "تأكيداً واضحاً على وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة".وقال المصدر الإسرائيلي للشبكة الأميركية إن "كلمات نتنياهو كانت تصحيحاً مهماً، وحتى يومنا هذا لم يقل علانية أنه يؤيد المقترح الإسرائيلي، وكلامه ينقل الكرة إلى ملعب حماس، إذا قالت نعم فسيكون هناك اتفاق"، وأضاف: "نحن الآن بحاجة إلى الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق مع كل ما حصلنا عليه".رسالة لواشنطنعلى الصعيد نفسه، أوضحت إسرائيل للولايات المتحدة ليل الاثنين أن أقوال نتنياهو بشأن صفقة مع حماس لا تعكس تغييراً في موقفها إزاء هذه القضية.وأوضحت صحيفة "هآرتس" الثلاثاء أن الرسالة الإسرائيلية الموجهة إلى واشنطن جاءت بعد تعبير مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية عن صدمتهم ودهشتهم من أقوال نتنياهو، محذرين من أنها تتسبب بضرر بالغ لمحاولات التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين.وأضافت أن "رسالة التهدئة الإسرائيلية هذه لم تقنع عدداً من كبار المسؤولين الأميركيين، والذين قالوا إن أقوال نتنياهو لعبت لصالح حركة حماس وحسنت وضعيتها على الساحة الدولية".وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن أحد كبار المسؤولين الأميركيين قال لمسؤول إسرائيلي كبير خلال لقاء بينهما إن "حماس هي المشكلة الكبرى، لكن رئيس حكومتكم يتسبب بضرر للاتصالات بشأن الصفقة". وأوضح المسؤول الأميركي أن إدارة بايدن استثمرت جهوداً كبيرة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، من أجل خلق ضغط دولي على حركة حماس خاصة من خلال قطر ومصر لقبول الاتفاقية، معرباً عن خشيته من أن أقوال نتنياهو ستخفف من الضغوط على حماس، وتساعدها في الادعاء بأن حكومة إسرائيل نفسها غير ملتزمة بالاتفاق.وفي السياق، زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الثلاثاء أن "حركة حماس أدخلت تعديلات على مقترح الصفقة الإسرائيلي، إلا أن قطر طالبتها بالتنازل عن معظمها". وتحدثت الصحيفة عن أن مصدراً أمنياً إسرائيلياً مطلعاً على تفاصيل المفاوضات قال خلال جلسة مغلقة الأحد، إن نتنياهو يدرك جيداً ماهية المقترح الذي قدمته إسرائيل الذي كشف عنه بايدن. وبعد أن شرح له وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر تفاصيلها، وافق نتنياهو على مقترح يقوده إلى مسار لا رجعة فيه قبل تراجعه لاحقاً، بحيث تنتقل المرحلة الأولى من الصفقة الإنسانية والهدنة المؤقتة، إلى الجزء الثاني الذي يتم فيه إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الرجال مقابل وقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ما يعني نهاية الحرب.وأعرب المصدر الأمني نفسه بالإضافة إلى أعضاء آخرين في فريق المفاوضات الإسرائيلي، عن اعتقادهم أن نتنياهو يحافظ على نوع من عدم الوضوح بشكل مقصود، لكي لا يمنح حماس شعوراً بأن الصفقة مضمونة ولكي لا يثير مواجهات داخل الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه حتى اللحظة الأخيرة، رغم إدراكه معنى الصفقة وموافقته على اتجاهها، قبل أن يتضح خطأ هذا الاعتقاد.