ذكر تقرير دولي الثلاثاء أن نحو 96% من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات "مرتفعة" من انعدام الأمن الغذائي الحاد، محذراً من حدوث مجاعة بالقطاع في ظل استمرار الحرب والقيود الإسرائيلية المفروضة على المساعدات.جاء ذلك في تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، والذي شاركت في إعداده 19 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة.وأكد التقرير أن قطاع غزة يعاني من "حالة طوارئ" في الجانب الإغاثي وهي المرحلة الرابعة من التصنيف والتي تسبق مرحلة المجاعة (المرحلة الخامسة والأخيرة).وأفاد بأن "نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وأضاف أن "أكثر من 22% من سكان غزة ( 495 ألف شخص) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصاً شديداً للغذاء والتضور جوعاً".ولم تدخل المساعدات إلى القطاع المحاصر منذ نحو 50 يوماً، وذلك بحسب المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي الذي أكد لشبكة الجزيرة الإعلامية أن "الاحتلال يمارس سياسة التجويع لتحقيق مكاسب سياسية".المجاعة تتفاقمعلى الصعيد نفسه، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي بياناً شدد فيه على أن المجاعة في القطاع تتفاقم بشكل خطير وخاصة بمحافظتي غزة والشمال.وقال المكتب: "إننا نعلن تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير في محافظات قطاع غزة، خاصة مع القرار الأميركي والإسرائيلي بمنع إدخال الغذاء والدواء في أسلوب غير إنساني، وضمن حرب الإبادة ضد المدنيين في غزة".ولفت إلى أنه "يتم ارتكاب جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء والدواء، كأداة للضغط السياسي من قبل الاحتلال والإدارة الأميركية، وهو ما فاقم المعاناة الإنسانية وزاد الأوضاع كارثية في جميع محافظات غزة، مشدداً على أن شبح المجاعة يكبر يوماً بعد يوم، ويهدد حياة المواطنين بشكل مباشر".وحذر من "ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين أكثر من مليون طفل باتوا تحت التهديد المباشر لسوء التغذية، ومن بينهم 3 آلاف و500 طفل باتوا أقرب للموت بسبب انعدام الغذاء والمكملات الغذائية والتطعيمات".وتطرق المكتب الإعلامي الحكومي إلى إحراق وتجريف القوات الإسرائيلية للجانب الفلسطيني من معبر رفح، مؤكداً أن "الاحتلال حرم من وراء هذه الجريمة 25 ألف مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج في الخارج، وذلك بعد تعمده القضاء على المنظومة الصحية في قطاع غزة وإخراج المستشفيات عن الخدمة وقتل 500 كادر طبي واعتقال 310 من الكوادر الطبية".وأطلق نداء استغاثة إلى "المجتمع الدولي وإلى المنظمات الدولية والأممية وإلى كل دول العالم الحر وإلى الدول العربية والإسلامية، إلى الانتفاض من أجل الأخلاق والإنسانية ومن أجل الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية".بدروها، حذرت وزارة الصحة في غزة من وجود تهديد حقيقي على حياة ألف مريض غسيل كلى بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، قائلة إن الخدمة المقدمة لهم تقتصر على "العلاج التلطيفي".وقالت الوزارة في بيان: "تعاني المستشفيات والمراكز الصحية بسبب استمرار العدوان من نقص حاد في الأدوية والمهمات الطبية الضرورية لاستمرار تقديم الخدمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين والتي أصبح رصيدها صفراً أو أوشكت على النفاد".وأضاف البيان "من أبرز الأدوية التي أوشكت على النفاد أدوية الاستقبال والطوارئ والتخدير والعنايات المركزة والعمليات والعلاجات الخاصة بمرضى الأورام والغسيل الكلوي". وأوضحت أن "نقص الأدوية يهدد حياة ما يقارب من ألف مريض غسيل كلوي، باتوا يعتمدون على العلاج التلطيفي فقط".وطالب "المؤسسات الدولية والأممية بسرعة التدخل وتوفير الاحتياجات اللازمة من الأدوية والمهمات الطبية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين".