هي واحدة من المحاولات الكثيرة التي يحاول من خلالها العدو تشويه صورة لبنان و هذه المرة و قع الاختيار على مطار بيروت.

حيث نشرت صحيفة تلغراف تقريرا زعمت فيه قيام حزب الله بتخزين كميات هائلة من المتفجرات و الصواريخ، في مطار رفيق الحريري الدولي.

وقد ورد في التقرير أن المخبأ يتضمن صواريخ مدفعية غير موجهة ايرانية الصنع الى جانب صواريخ قصيرة المدى من طراز فاتح 110-وصواريخ بالستية متحركة على الطرق اضافةً الى صواريخ إم 600 بمدى يترواح بين 150 و 200ميل.

ونقلت الصحيفة القول عن مصدر امني في الإتحاد الدولي للنقل الجوي (ATA) “لقد كنا على علم بهذا لسنوات عديدة لكننا غير قادرين على القيام بأي شيء دون اجراء قانوني دولي، ونحن مقيدون بما نود فعله حقاً وهو اغلاق المطار و ازالة جميع المتفجرات”.

وتجدر الاشارة الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها العدو الاسرائيلي تشويه صورة مطار رفيق الحريري الدولي ففي العام 2018 تحدث نتنياهو امام الامم المتحدة عن وجود مخارن اسلحة في مطار بيروت، في المقابل صدر بيان عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “تضمن تقريرا منشورا في صحيفة التلغراف البريطانية يوم الأحد 23 حزيران 2024 اقتباساً منسوباً إلى مصدر لم يتم ذكر اسمه في الاتحاد الدولي للنقل الجوي إن هذا الاقتباس عارٍ عن الصحة، إذ لم ولن يعلّق الاتحاد الدولي للنقل الجوي على الوضع في مطار بيروت. وتابع البيان: “كما نؤكد أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي لا يتدخل بالوضع السياسي أو الأمني في لبنان ولا يعلّق عليه لقد تواصلنا مع صحيفة التلغراف لتصحيح الخطأ واستجابت الصحيفة وجرى تحديث التقرير”.

من جهته دان اتحاد النقل الجوي في لبنان الصحيفة وأشار البيان الموقع باسم رئيس الاتحاد علي محسن، بالقول: “طالعتنا صحيفة التلغراف بخبر وجود أسلحة وصواريخ في مطار بيروت من دون تقديم أي دليل أو برهان، بل مجرد أضاليل وأكاذيب هدفها تعريض مطار بيروت والعاملين فيه والعابرين للخطر لذلك نحمل هذه الوسيلة الإعلامية ومن ينقل عنها ويروج أضاليلها كامل المسؤولية”.

على وجه السرعة دعا وزير الاشغال والنقل علي حمية وسائل الإعلام والسفراء او من ينوب عنهم لزيارة ميدانية لكل مرافق المطار، وذلك لتبيان أن كل ما ورد في التقرير هو عار من الصحة.

عشرات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والعربية كانت في إنتظار بدء الجولة من أمام بوابة صالون الشرف الى جانب كل من حمية وزير الإعلام زياد مكاري ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب ووزير السياحة وليد نصار وسفراء معتمدون في لبنان من بينهم السفير الصيني، العراقي، المصري بالإضافة الى المتحدث بإسم السفارة الإيرانية وكان لافتاً غياب وزيريّ الداخلية والدفاع، والسفيرة الأميركية.

بدأت الجولة من أمام صالون الشرف، حيث نقلت عشرات الصحافين والمصورين الذين جالوا والوزراء مع السفراء على امتداد سور المطار مروراً بالمخازن ثم مركز الجمارك حيث سمح بالتصوير والنقل المباشر وصولاً الى مركز الشحن الجوي، عندها منعت الطواقم الصحفية من الدخول لتصوير المركز من الداخل فيما سُمح للسفراء الحاضرين بالدخول والمعاينة.

لم تنته الجولة عند مركز الشحن الجوي بل قام عناصر جهاز أمن المطار برفقة الطواقم الصحفية في جولة موسعة على الأجنحة كافة، ومنها الميدل ايست و هنغارات الطائرات الخاصة وتصليح الطائرات.

عند إنتهاء الجولة شكر وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، كل “من شارك بهذه الجولة الميدانيّة، مؤكدًا أنَّ مطار بيروت يخضع لكل المعايير الدوليّة”. وأضاف: “لقد تمّ إطلاع السّفراء الذين زاروا المطار على آلية العمل المُعتمدة خصوصًا على صعيد عمليات النقل والتصدير الملتزمة بكافة المعايير الدوليّة. كذلك، زار السفراء سور المطار للإطلاع على الإجراءات الأمنية المُتخذة هناك”.

واعتبر حمية أنّ “تقرير صحيفة تلغراف يمثل تشويهًا لسمعة مطار بيروت و الدولة اللّبنانيّة ستتقدم بدعوى قانونيّة ضدّ الصحيفة الّتي عملت على استهداف لبنان ككل معنويًّا وليس فقط المطار”.

كما قال وزير السّياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار إن لبنان يواجه حربًا نفسيّة نظرًا لأن إسرائيل واجهت ضربة كبيرة على صعيد السّياحة لديها.

وأضاف: “عام 2023، تجاوز عدد الوافدين إلى إسرائيل المليون و500 ألف شخص، أما الحرب التي حصلت فجعلت الكيان الإسرائيليّ يخسر هذا العدد من الوافدين والسّياح، ولذلك من المتوقع أن يواجه لبنان الحرب النفسيّة الّتي تطال المطار حاليًّا”.

أما وزير الإعلام زياد المكاري، فأشار الى أن “حركة المطار طبيعيّة و 109 طائرات خرجت من لبنان بينما هناك أكثر من 100 طائرة وصلت وبالتالي، فإن المطار لم يتأثر رغم مقال تلغراف.

وتابع: “من الممنوع أن تكون هناك عملية تصفية حسابات بين لبنانيين فيما بينهم على حساب مطار بيروت أو على حساب أي مرفق آخر”.

من جهته، قال سفير مصر في لبنان علاء موسى: “لقد تم الإطلاع على آلية العمل في المطار وتفقدنا عددًا من المنشآت واستمعنا من المسؤولين عن تفاصيل حول مجريات العمليات هناك خصوصًا في ما يتعلق بالاستيراد والتصدير”.

واضاف: “وجودنا في المطار اليوم هو رسالة دعم للبنان ونحن ندعو للتهدئة وتخفيف التوتر قدر الإمكان”.