قدّرت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن يصل عدد الأطفال المفقودين نتيجة الحرب في قطاع غزة إلى 21 ألف طفل، "العديد منهم محاصرون تحت الأنقاض أو محتجزون أو دفنوا في مقابر غير معلومة أو فقدوا عائلاتهم". وأشارت المنظمة في بيان الاثنين إلى أنه "من الصعب تقريباً جمع المعلومات والتحقق منها في الظروف الحالية في غزة، ولكن يُعتقد أن هناك ما لا يقل عن 17 ألف طفل مفصولون عن ذويهم، وحوالي 4 آلاف طفل مفقودون تحت الأنقاض، ويوجد عدد غير معروف أيضاً في مقابر جماعية"، مؤكدة أنه "تم اختطاف آخرين قسرياً، بما في ذلك عدد غير معروف منهم تم احتجازهم ونقلهم قسرياً خارج غزة، حيث يجهل ذووهم مكان تواجدهم وسط تقارير عن سوء المعاملة والتعذيب".وحذرت فرق حماية الطفل التابعة للمنظمة من "الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال المفصولين عن ذويهم والمشردين، إلا أن هذه الإجراءات يعترضها تدهور الوضع الأمني"، كما حذرت من أن "التأكد من هوية الجثة من قبل أقاربها يكاد يكون مستحيلاً عندما يتم محو الأسر بأكملها وتعيق القيود دخول المعدات والخبراء اللازمين".لا مكان آمن بغزةوقال أختصاصي حماية الطفل في منظمة "أنقذوا الأطفال": "نعمل من خلال شركائنا لتحديد الأطفال المنفصلين عن أهاليهم والأطفال الذين يجرون وراءهم وتتبع عائلاتهم، ولكن لا توجد مرافق آمنة لهم، لا يوجد مكان آمن في غزة. بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة توحيد الأطفال مع أفراد أسرهم تصبح صعبة عندما تقيّد الاعتداءات المستمرة وصولنا إلى المجتمعات وتجبر الأسر على الانتقال باستمرار".وأضاف: "الجيران وأفراد العائلة الذين استضافوا الأطفال الوحيدين يعانون في تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل المأوى والطعام والماء. والكثيرون منهم في رعاية غرباء أو بمفردهم تماماً، ما يزيد من خطر التعرض للعنف والاستغلال والإساءة والإهمال".وكشف أختصاصي المنظمة عن تلقي بلاغات تفيد بوقوع عدد كبير من الضحايا جراء الهجمات الأخيرة من قبل القوات الإسرائيلية في رفح. وأضاف: "بعد إحدى الهجمات، قال خبراء الأمم المتحدة إن هناك تقارير تفيد بوجود أشخاص عالقين داخل خيام بلاستيكية مشتعلة حيث احترقوا أحياء". غزة مقبرة للأطفالمن جانبه، قال المدير الإقليمي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في الشرق الأوسط جيريمي ستونر أن "الأطفال الذين يعانون من الفقدان ولكنهم لا يزالون على قيد الحياة معرضين للخطر ويواجهون مخاطر حماية جسيمة ويجب العثور عليهم. يجب حمايتهم وإعادة توحيدهم مع أسرهم". أما بالنسبة للأطفال الذين استشهدوا، يؤكد ستونر أنه "يجب أن تُعلن وفاتهم رسمياً ويجب إبلاغ عائلاتهم ويجب احترام طقوس الدفن، ويجب محاسبة المسؤولين"، مشيراً إلى أن غزة أصبحت "مقبرة للأطفال" حيث يوجد آلاف آخرين مفقودين ومصيرهم غير معروف. وشدد على وجوب أن "يكون هناك تحقيق مستقل ويجب محاسبة المسؤولين عن ذلك. نحتاج بشدة إلى وقف إطلاق النار للعثور على الأطفال المفقودين الذين نجوا وتقديم الدعم لهم، ولمنع المزيد من العائلات من الانهيار".