2024- 06 - 28   |   بحث في الموقع  
logo توقيف أفراد عصابة سرقة logo "هيومن رايتس ووتش": العراق وكردستان يرحّلان لاجئين سوريين قسراً logo شركة "ميتا" تواجه دعوى قضائية بتفضيلها توظيف الأجانب logo نقيب الفنانين السوريين ينفي عزله من منصبه logo "نشاطها في سوريا"... معلومات عن "وحدة الجولان" التابعة لحزب الله logo بعد موت زوجته وابنته... مهاجر "عربي" يغتصب مراهقة حتى الموت logo إثر تدخّل "أجنبي"... تأجيل إصدار مذكرتي إعتقال بحق نتنياهو وغالانت logo غادة عون لوزير العدل: عليك التدخل لمنع هذه العرقلة
جولة في المطار وحوله: طبعاً.. السّلاح لم يكن موجودًا
2024-06-24 14:55:32


إن كنتم تريدون مقالًا أو صورةً أخرى، لتأكيد أن جولة وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية للصحافيين، انتهت للتأكيد أن لا سلاح في المطار، فهاكم تأكيد آخر أن لا سلاح في المطار.
ولا نقول قولنا هذا، لأن المصلحة الوطنيّة تقتضي مثل هذا القول. ولا نقول قولنا هذا، لأننا لوهلةٍ صدقنا تقرير "التلغراف" برداءته الصحافيّة وشحنه البروباغندا والنميمة الفضفاضة الّتي يحويها (وإن سلّمنا جدلًا أن معطياته صحيحة فإنّه جنح لأن يكون ثرثرةً لا تحقيقاً صحافيّاً يُأخذ به). ولا نقول قولنا هذا، لأننا مقتنعون بدوغما لا تُناقش ولا تُدحض مأخوذة بمحرضاتٍ سياسيّة شعبويّة رائجة أو انسياقًا وراء عراضات الدولة المغلوب على أمرها. بل نقول ذلك فقط، لأننا وعندما مشينا كما غيرنا من وسائل الإعلام في حجرات التخزين في المطار، وبحثنا كما غيرنا عن "صواريخ الحزب" بين الصناديق الموضبة، وركضنا خلف الوزير لاستصراحه في موجة القيظ الضاربة، لم نجد سلاحًا. لم نلحظه بالعين المُجردة. وهذا ما كان متوقعًا إلى درجة السّخريّة.
الجولة الميدانيّة الّتي أعدّها الوزير، الحدث الجلّل الذي تسابقت وسائل الإعلام اللّبنانيّة والعربيّة والأجنبيّة لنقله، لم يكن سوى محض تأكيدٍ آخر، أن مطار بيروت الدوليّ، الذي زحفت نحوه الرثاثة الوطنيّة كما سائر المرافق العامّة وداهمه الاهتراء، واجتاحته الهلهلة كما هي المدينة المنكوبة الّتي يقبع عند طرفها، ليس سوى معبر اللّبنانيين للخلاص، لا حيثية أخرى له، لا جدوى عسكريّة في ضربه، لا انتصار قد يُحققه أي طرف من وراء ذلك. وهذا وحده مؤلم، ميلانكوليّ، ومتوقع إلى درجة الاستثناء.جولة ميدانيّةعند تمام السّاعة العاشرة، حضرت عشرات وسائل الإعلام وعدد من ممثلي السّفارات الخارجيّة في لبنان ودبلوماسيين إلى أمام بوابة صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدوليّ، تلبيةً للدعوة الّتي وجهها وزير الأشغال العامة، أمس، الأحد 24 حزيران الجاري، في المؤتمر الصحافيّ الذي عقده لشجب واستنكار ما ورد في تقرير صحيفة "التلغراف". خطوة جيّدة واستباقيّة، اعتبرها البعض، وحاجج آخرون أنها قد تكون مبالغة قد يُستعاض بها في تقريرٍ مُعمّق، ينفذه أصحاب الخبرة، بدل اللجوء لإجراءٍ وُصف بالاستعراضيّ داخل حرم المطار، في وقتٍ يبدو أن إسرائيل لم تولِ المقال اعتبارًا بالمرتبة الأولى، بل كانت تتقصد ضمّه إلى مجموع التكتيكات العسكريّة الدعائية لـ"حربها النفسيّة" على اللّبنانيين.
وحضر الجولة وزراء الإعلام والخارجيّة والسّياحة وسفراء معتمدون في لبنان ومنهم الصينيّ والعراقيّ والمصريّ بالإضافة إلى المتحدث باسم السّفارة الإيرانيّة. وانضوت الجولة الميدانيّة، تجوالًا على امتداد سور المطار ومخازنه ومركز الجمارك، وسُمح بالتصوير والنقل المباشر من داخل هذه المخازن، إلّا أنّه وعند وصول الصحافيين إلى مركز الشحن الجويّ، مُنع هؤلاء من الدخول لتصوير المركز من الداخل، فيما سُمح للسفراء الحاضرين بالدخول والمعاينة، الأمر الذي أدّى إلى وقوع إشكال بين أحد المصورين والأجهزة الأمنيّة الحاضرة، عند سؤال المصوّر عن أسباب منع الدخول والتصوير.تصريحات ودحضوعُقب الجولة، شكر وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، كل "من شارك بهذه الجولة الميدانيّة"، مؤكدًا أنَّ "مطار بيروت يخضع لكافة المعايير الدوليّة"، وأضاف: "لقد تمّ إطلاع السّفراء الذين زاروا المطار على آلية العمل المُعتمدة هناك. خصوصًا على صعيد عمليات النقل والتصدير الملتزمة بكافة المعايير الدوليّة. كذلك، زار السفراء سور المطار للإطلاع على كافة الإجراءات الأمنية المُتخذة هناك".
واعتبر حمية أنّ "تقرير صحيفة تلغراف يمثل تشويهًا لسمعة مطار بيروت"، وأنّ "الدولة اللّبنانيّة ستتقدم بدعوى قانونيّة ضدّ الصحيفة الّتي عملت على استهداف لبنان ككل معنويًّا وليس فقط المطار". ولفت حمية إلى أن ما يجري يتمثل بـ"حرب نفسيّة ضدّ لبنان"، لكن الجولة اليوم أثبتت أن مقال "تيلغراف" سخيفٌ وزاخر بالأكاذيب، مشيرًا إلى أن المطار مستمر بالعمل، والحركة فيه طبيعية رغم كل الإدعاءات، وأضاف: "العدو الإسرائيليّ يخرق الأجواء اللّبنانيّة كما أنّه يحلق أيضًا فوق مطار بيروت الدوليّ وهذه الإنتهاكات مستمرة". وختم: "هناك هيئة بريطانية معنية بالنقل زارت مطار بيروت قبل 6 أشهر واطلعت على كافة أركانه، وكان من الأجدى بصحيفة "التيلغراف" الإستناد إلى تلك الهيئة كمصدرٍ في مقالها وليس إلى جهات مجهولة وغير معروفة".
من جهته، قال وزير السّياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار إن لبنان يواجه حربًا نفسيّة نظرًا لأن إسرائيل واجهت ضربة كبيرة على صعيد السّياحة لديها، وأضاف: "عام 2023، تجاوز عدد الوافدين إلى إسرائيل المليون و500 ألف شخص، أما الحرب التي حصلت فجعلت الكيان الإسرائيليّ يخسر هذا العدد من الوافدين والسّياح، ولذلك من المتوقع أن يواجه لبنان الحرب النفسيّة الّتي تطال المطار حاليًّا". وأكدّ نصار أن لبنان بحاجة إلى مطارين ويجب إعادة البحث في تفعيل مطار القليعات بأسرع وقتٍ ممكن، وقال: "مطار بيروت هو الرئيسيّ في لبنان بينما مطار القليعات هو مُكمل للأوّل ولا يحلّ مكانه".
أما وزير الإعلام زياد المكاري، فقال في تصريحٍ إن "حركة المطار طبيعيّة"، وأن هناك "109 طائرات خرجت من لبنان بينما هناك أكثر من 100 طائرة وصلت. وبالتالي، فإن المطار لم يتأثر رغم مقال تيلغراف". وتابع: "من الممنوع أن تكون هناك عملية تصفية حسابات بين لبنانيين فيما بينهم على حساب مطار بيروت أو على حساب أي مرفق آخر". فيما قال سفير مصر في لبنان علاء موسى: "لقد تم الإطلاع على آلية العمل في المطار وتفقدنا عددًا من المنشآت واستمعنا من المسؤولين تفاصيل عن مجريات العمليات هناك خصوصًا في ما يتعلق بالاستيراد والتصدير". وتابع: "وجودنا في المطار اليوم هو رسالة دعم للبنان ونحن ندعو للتهدئة وتخفيف التوتر قدر الإمكان". ولفت موسى إلى أن السعيّ الأساس يكمن في وقف حرب غزّة، معتبرًا أن "حصول ذلك سيؤدي إلى وقف الجبهات الأخرى"، وأردف: "ما نحتاجه في لبنان والمنطقة هو التهدئة من أجل الوصول إلى حلول لملفات عديدة". وردًّا على سؤال، قال موسى: "صحيفة تيلغراف تتحمل مسؤولية ما نشرته نقلاً عن مصادر غير معروفة. ليس لديّ صلاحية لتفتيش مطار بيروت ولكن ما استمعنا إليه من المسؤولين هناك يوضح أن مسار العمل يمضي وفق آليات جيدة".تقرير "التلغراف" ومحيط المطاروالغنيّ عن التذكير، هو أن التقرير الذي أعدته صحيفة "التيلغراف" البريطانيّة، الذي أدعت فيه الصحيفة أن حزب الله يقوم بتخزين أسلحة وصواريخ في المطار آتية من إيران، قد أثار موجة سخطٍ واسعة رسميًّا وشعبيًّا في لبنان. وأجج نوعًا من التوجس والخوف في صفوف السكّان، وتحديدًا أولئك القاطنين بمحاذاة المطار الدوليّ الواقع عند أطراف الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت -المستهدف الأوّل في حال سيناريو الحرب الشاملة- وحمّلهم لاستذكار فظاعات تفجير المرفأ وما تسبب به من تشوهات للعاصمة ونكبة السكّان. وجالت "المدن" بعد الجولة الميدانيّة في محيط المطار، وحاورت السكّان، الذين عبروا تارةً عن مخاوفهم، وطورًا عن تمسكهم في البقاء بمنازلهم مستخفين بتبعات مثل هذا التقرير أو حجمه. فيما لجأ آخرون للنزوح ولو مؤقتًا حتّى انتهاء الجلبة الّتي تسبب بها التقرير وانتفاء سيناريو ضرب المطار لهذا السبب تحديدًا.مطار رفيق الحريري الدوليّأما الحدث الحاليّ، فينضوي على تأكيدٍ آخر، يبدو مُلّحًا الانتباه له في هذه اللحظة، أنّه وعلى أرض هذا الاستعصاء -استعصاء السلم أو تبدل الحال – فإن مثل جولة اليوم، هي تأكيد على اضمحلال آخر ما تبقى من أشكال حركة الإعمار الديناميكيّة المُنتهجة منذ نهاية الحرب الأهليّة اللّبنانيّة حتّى السّنوات الأولى من القرن الحالي (وبالرغم من واقع الاحتلال السّوريّ)، والّتي كان فحواها الانكباب الحثيث والدؤوب على إعادة تركيب وترميم أوصال البلد والجمهوريّة الممزقة، كما افتعال النسيان والقفز السّريع من حقبة دمويّة نحو حقبة عمران، وتأليف لغة سياسيّة مُستحدثة بعيدة عن الإيديولوجيا المتزمتة، وخلق توليفة حقيقيّة تُعطي لبنان الحقّ في إطلاق مُسمى دولة المؤسسات والقانون على نفسه.
أنّه اليوم وبعد ما يربو عن الثمانيّة عشر عامًا على التحطيم المقصود لعجلة هذه الديناميكيّة، وعلى الاغتيال العلنيّ لطموحات اللّبنانيين اللاهثة وراء الانضمام للعالم المُعاصر، وعلى غلبة السّلاح واللّصوصيّة والعنف على الديمقراطيّة والحقوق والحداثة، لم يبق شيء سوى جثّة الدولة المُتحلّلة، بخرابها المزمن، بالرثاثة الإداريّة والسّياسيّة، بتعفنها الماليّ والاقتصاديّ، وغياب حقّ الشعوب بتقرير مصيرها، ومطار "سيئ" دوليًّا، مُهدّد.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top