سجّلت العقود الآجلة لخام برنت في ختام جلسة يوم أمس الجمعة أسعارًا قاربت حدود الـ 85.24 دولاراً أميركياً للبرميل، فيما بلغت أسعار العقود الآجلة لخام تكساس الوسيط الأميركي نحو 80.73 دولارًا للبرميل. وبذلك تكون أسعار النفط العالميّة قد سجّلت زيادة أسبوعيّة تناهز الـ 3%، في ختام تداولات الأسبوع الراهن. تأتي هذه المكاسب الأسبوعيّة في أسعار النفط العالميّة لتلي مكاسب مماثلة سجّلها الأسبوع الماضي، الذي شهد ارتفاع أسعار النفط بنسبة 4%، ما يعني أن الأسعار واظبت على تسجيل هذه الزيادات لمدّة أسبوعين على التوالي.
وترتفع الأسعار في ظل توالي الأخبار عن استهداف الجيش الأوكراني لمصافي ومخازن النفط الروسيّة، وهو ما يطرح شكوكاً وأسئلة لدى المستثمرين حول أثر هذه الاستهدافات على إمدادات النفط العالميّة. ومن المعلوم أن الإدارة الأميركيّة كانت قد أعلنت عن تحفّظات جديّة على هذا النوع من العمليّات، بالنظر إلى تداعياتها المحتملة على إمدادات وأسعار النفط العالميّة. وبمعزل عن الأثر الفعلي على مستوى الإمدادات، يبدو أن الإعلان عن هذه العمليّات وحده كان كفيلًا بدفع الأسعار صعودًا.
وتزامت هذه الأحداث خلال الأسبوعين الماضيين مع استمرار الاستهدافات الحوثيّة في منطقة البحر الأحمر، التي أثّرت منذ أواخر العام الماضي على خطوط نقل مصادر الطاقة في المنطقة. وكانت العديد من الدراسات قد أشارت منذ ذلك الوقت إلى تداعيات هذه الهجمات على المدّة التي يحتاجها نقل النفط والغاز باتجاه أوروبا وشمال أميركا، بالنظر إلى حاجة البواخر إلى الالتفاف بمسارات طويلة جنوب رأس الرجاء الصالح، في جنوب أفريقيا. وهذا ما يؤدّي تلقائيًا إلى تراجع القدرة العمليّاتيّة لأساطيل شحن النفط والغاز.
وخلال الأسبوع الراهن بالتحديد، تزايدت المخاوف من اتساع نطاق الحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا في حال تصاعد المواجهات الجارية حاليًا على جبهة جنوب لبنان. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد خطف الاهتمام بخطابه الأخير، الذي صعّد للمرّة الأولى حديثة باتجاه دولة قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي. وغالبًا ما تثير المخاوف المتصلة بتصاعد النزاع القلق إزاء مستقبل إمدادات النفط الإقليميّة، في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، عكست البيانات الأميركيّة هذا الشهر ارتفاع النشاط الاقتصادي الأميركي إلى أعلى مستوى له منذ 26 شهرًا، مع ارتفاع وتيرة التوظيف في الولايات المتحدة الأميركيّة، وهو ما يثير تفاؤل الأسواق بخصوص الطلب على النفط في المستقبل. وذلك تكون أسواق الطاقة قد بدأت تدريجيًا بالتخلّص من الضغوط التي كانت تلجم الأسعار في بعض المراحل، بفعل القلق حول مستقبل الطلب على مصادر الطاقة.