تقاطع أميركي ـ إيراني يمنع حرب لبنان... حتى الآن!
2024-06-22 09:55:36
""سيناريوهات الدمار التي ترتسم منذ أيام أمام اللبنانيين، والتي تعزِّز المخاوف منها التهديدات الإسرائيلية ل"حزب الله" والتحذيرات الدولية من "غزة ثانية في لبنان"، تحضر على الجبهة الجنوبية التي تعيش على صفيح ساخن، وتُبقي شبح الحرب مهيمناً على كل اليوميات اللبنانية. ويقرأ الكاتب والمحلِّل السياسي نبيل بومنصف، في التطورات الأخيرة، مجموعة من الإشارات المتناقضة حول احتمالات الحرب وتوقيتها. فالمواقف على طرفي جبهة الجنوب تؤشِّر إلى بدء العدّ العكسي للحرب بين إسرائيل و"حزب الله، إنما من خلال الميدان، يبدو واضحاً برأي المحلل بومنصف، أن قواعد الإشتباك ما زالت على حالها منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، حيث أن المواجهات، وحتى اليوم، مضبوطة ضمن هذه القواعد، ما يعزِّز الإعتقاد بأن الحرب المحدودة، وليس المناوشات، مستمرة حتى الآن ولكن ضمن قواعد الإشتباك.وعن إمكانية الذهاب إلى الحرب، يقول المحلِّل بومنصف لـ""، إنه في التقدير المبدئي، لن تتبلور الصورة جدياً وقرار الحرب، إلاّ بعد انتهاء معركة رفح، وذلك لجهة ما إذا كانت إسرائيل ستشن حرباً على لبنان، أم أن المعادلة ستبقى على واقعها الحالي.ويشير بومنصف، إلى أنه من المستحيل اليوم الجزم حول الحرب وموعد حصولها، لأن القرار النهائي هو للميدان، فالدول الكبرى غير واثقة من مصير هذه الجبهة، التي خرجت من وظيفتها كجبهة إشغال ومساندة لغزة، وتحوّلت إلى جبهة حرب حقيقية وإنما محدودة ومرسومة حدودها لغاية اليوم، كما من الممكن أن تؤدي إلى كارثة في المنطقة، فالدمار على الجانب اللبناني يمتد على كل الشريط الحدودي، فيما عدد النازحين تجاوز ال80 ألف نازح من القرى الجنوبية، وفي الجهة المقابلة لا تختلف الصورة كثيراً من حيث الخسائر والنزوح.من جهةٍ أخرى، يكشف بومنصف، أنه طالما أن الحرب مستمرة في غزة، فإن التهويل "الكلامي" لن يتوقف، لأن كل فريق لديه جمهوره وقاعدته الشعبية التي يريد أن يبقيها "محفّزة" ومعبّأة على الدوام.إلاّ أن "المخيف" وفق بومنصف، هو الموقف الإسرائيلي الموحّد على التوجّه لشنّ حربٍ على لبنان، على الرغم من كل الخلافات الداخلية، ذلك أن كل الأطراف متفقة وشبه مُجمعة على الحرب ضد لبنان، لأن الإسرائيليين يختلفون على كل شيء، إنما يتفقون فقط على ضرب لبنان.وعن الضوء الأخضر الأميركي للحرب الذي يزداد الحديث عنه، فيجزم بومنصف بأنه غير موجود، خصوصاً عشية الإنتخابات الرئاسية الأميركية، فالرفض الأميركي والضغط على نتنياهو، هو الذي يمنع حصول الحرب حتى الآن.أمّا بالنسبة للموقف الإيراني، فيجد المحلِّل بومنصف، أن طهران ليست متحمّسة للحرب، وبالتالي فإن التقاطع في التوجّهات بين واشنطن وطهران هو الذي يحول دون اندلاع الحرب بين الحزب وإسرائيل.ورداً على سؤال حول ما قد يدفع نحو تغيير الموقف الأميركي، يلاحظ بومنصف، أنه في حال حصول حدثٍ أمني كبير، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستقف حكماً إلى جانب إسرائيل.*********وهنا، يستدرك بومنصف موضحاً أن الأميركيين منشغلين بالإنتخابات وكذلك الإيرانيين، ما أوقف حالياً المفاوضات بينهما، بعد جولةٍ اختتمت منذ أسابيع معدودة.
وكالات