2024- 06 - 30   |   بحث في الموقع  
logo بالصوره: شاهدوا ما فعلته طائرات حربيّة إسرائيليّة في النبطية logo الدورة الأولى للانتخابات الفرنسية تنطلق في السفارة logo طقس صيفي "معتدل" يسيطر على لبنان logo في النبطية... إصابة أم وابنها بسبب جدار الصوت! logo ردًا على ‏الاعتداءات الإسرائيلية... "حزب الله" يستهدف مستعمرة يرؤون! logo المطران عودة: نرفع الصلاة من أجل السلام في الجنوب اللبناني وغزة logo إنطلاق منتخب الأرز إلى إسبانيا للمشاركة في تصفيات أولمبياد باريس 2024 logo رغم محاولات الوسطاء... نتنياهو: ملتزمون بالقتال حتى تحقيق أهداف الحرب
لبنان في معركته الوطنية
2024-06-22 08:55:32


تخطى القتال الدائر مع العدو الإسرائيلي حدود الجغرافيا الجنوبية اللبنانية، وفرضت تطوراته تقديمه كهمّ وطني أوّل، على سائر الهموم الوطنية. هو انتقال من حالة قواعد الاشتباك المؤطَّرة جغرافيّاً، وشبه المقيدة "سياسيّاً"، إلى حالة كسر الإطار "الناظم" للمعادلة، وكسر الميزان الناظم لطبيعة الأهداف. بادر العدو الإسرائيلي إلى الكسر، في محاولة للإطاحة بانتظام نظام المعادلة، بعد أن بادرت المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى فتح المعركة لإسناد المقاومين في غزّة الفلسطينية.
انتقال القتال جغرافياً وسياسيّاً، حَمَل مسؤوليته من "مكانتها" الجغرافيا الطَرَفية، إلى مكانتها الوطنية المركزية. هذا الانتقال لا يقلل من مركزيته الخلاف حول طبيعة المنتقل، ولا ينتقص من وزنه الوطني، ارتفاع أصوات الاحتجاج على أصل وفصل حدوثه وحَدَثَانِه.
المشهد الذي يقف اللبنانيون أمامه، له عنوان مركزي واحد هو: كيف تتم النجاة بلبنان؟ وما سياق الحماية الوطنية الناجعة، التي يجب أن تنعقد حولها التسوية اللبنانية السياسية، التي يجب أن ينهض بأعبائها كل المختلفين على الأولويات، الرئاسية وغير الرئاسية.
ربما الوقت ليس وقت استعادة نقاش "جنس الملائكة"، البيزنطي، وربما كان المطلوب، وبإلحاح، استبدال الشعاريات التي تم التراشق بها حتى الآن، انطلاقاً من التمعن في أحوال كل شعار، وتأسيساً على النظرة المدققة في أحوال حاملي هذا الشعار، وأحوال الشعار.
التدقيق في شعارات المقاومة الإسلامية، يجب أن يظلّ على جادّة القول إن المقاومة تنطلق من رؤية محدَّدة "للبلد" الذي تراه، أو تطمح إليه، وإن داخليّتها تحتلّ مكاناً بارزاً في صياغة سياساتها، وإن خارجيتها الواضحة، لا تلغي هذه الداخلية، ولا تحيلها إلى "جالية" خارجية، تقيم إقامة غير شرعية في الربوع اللبنانية.
لبننة النظرة إلى المقاومة، شرط أساسي للحوار معها حول كل شؤونها، ومقدمة سليمة لمخالفتها أو للتوافق معها، حول مجمل السياسات الوطنية. يجدر القول في هذا المقام، إن للفرقاء اللبنانيين ما يقولونه في هذه السياسات، وأن الأبرز من القول المعترض والاعتراضي، معروض على شاشات القول، وخلف الشاشات، أي أن الحوار التسووي واضح المقومات، وواضح البنود، وإن لم يكن واضح الخطط حول كيفية التقدم نحو الأهداف التسووية المنشودة.
على خط السياق ذاته، ينبغي أن يظل التدقيق في شعارات حزب القوات اللبنانية، وحزب الكتائب، وغيرهما من قوى الاعتراض... على جادة الفهم الذي لا تغشاه اتهامية، ولا يخالطه تخوين، ولا ينال من صوته الواضح العالي، استهجان. الخيط الناظم لتفهُّم دواعي ودوافع أصحاب الصوت المعارض، هو خيط تنسيب القول إلى الهمّ الوطني العام، الذي يكتبه كل "مهموم" بقلمه الخاص، والذي يعلنه كل مهتم بنبرته الوطنية الخطابية المناسبة.
إيجاز ما سبق، يقود إلى الخلاصة التمهيدية الاستباقية الآتية: الوطنية ليست ملكية خاصة لفريق لبناني دون غيره، واعتبار العدو الإسرائيلي خطراً على الكيان اللبناني، ليس استنتاجاً من قبل طرف لبناني دون سواه، والسعيّ إلى لبنان الحرّ السيد المستقل، ليس برنامجاً لفئة لبنانية بعينها. هذا يعني، من ضمن معاني عديدة، إن اللبنانيين يختلفون ويتفقون، حول أحوال لبنانيتهم الجامعة، وليس حول انتسابهم إلى هذه اللبنانية. في الحوزة ما يُزَكي هكذا "مقولة"، تزكية يقرّ بها التاريخ، الذي تجاوز القرن من الزمان، وتقرّ بها السيرة اللبنانية التي ما زالت متصلة، رغم محطات التقطع العديدة، ورغم الصراع الأهلي الذي لم يكن صراعاً سلميّاً في عدد من المحطات.
من العمومية الوفاقية، أو التسووية إلى معاينة الشعارية الخلافية، وغير الخلافية، هذا يعني ضرورة التقدم من الدعوة إلى استعراض بعض بنود نقاشها. إذا جرى التسليم بفرضية أن ما يواجهه لبنان معركة وطنية عمومية، اقتضى الأمر إعادة طرح عناوين المعركة على بساط النقاش. في هذا السياق يقتضي البدء من أساس الموضوع، أي من "الجذر الفلسطيني" للمعركة، ثم فتح عناوين التداعيات الميدانية اللاحقة.
نبدأ بالسؤال: هل المعركة المفتوحة منذ تشرين الأول 2023، هي حقاً معركة إسناد لفلسطين؟ ثم نسأل: ماذا تحقَّق من نتائج الإسناد؟ وما مقادير النجاح وما هي مقادير الفشل؟
هذا يستدرج القول إلى بدء آخر، عنوانه: هل مطلوب من لبنان واللبنانيين، هذا الشكل من الانخراط في ميدان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق نسخته الحالية؟ أي وفق لوحته وتوازناته وظروفه واحتمالاته ومراميه؟ إذا كان ذلك مطلوباً، لماذا؟ وما دامت المشاركة الإسنادية قد حصلت، فلماذا لم يكن المدخل إليها لبنانيّاً، على صعيد الشعار وعلى صعيد الجغرافيا؟ ألا يستوفي شعار تنفيذ القرار 1701 على جانبي الحدود، شروط الإشغال فالإسناد؟ فإذا كانت الشروط غير مكتملة ألا يمكن سدّ نقصها برفع وتيرة العمليات الهجومية فوق أرض المزارع المحتلة في القطاع الشرقي من لبنان؟
وبعد هذا أو ذاك، وعودة إلى الأساس الأساس، أليست المعركة شأناً يمسّ حياة اللبنانيين ومصائرهم وأرزاقهم ومستقبلهم...؟؟ فإذا كان الأمر كذلك، فكيف لا يؤخذ رأي هؤلاء في ما يمكن أن يكونوا عرضة له من خسائر ومن أخطار؟ وفوق ذلك، كيف يمكن أن تنجح معركة وطنية عامة، وسط بيئة سياسية تقيم على اختلاف، ووسط حالة أهلية، يستدعي الاختلاف انفراط عقد اجتماعها، مثلما يستدعي انفضاض اجتماعها عن البسيط مما يشكل "بداهة" وطنيّة؟؟ وقد يثير العجب الاعتقاد، بإمكانية الفوز في معركة وطنية لا تستند إلى أرض وطنية جامعة صلبة.
في موازاة ذلك، ينبغي نقل النقاش إلى ضفة قوى معارضة سياسة الاسناد التي أصابت اليوميات اللبنانية بالاضطراب وبالترقب والحذر.
سؤال البدء، الذي يوجّه إلى "الاعتراضيين"، هل يمكن، وفي الظروف اللبنانية المعلومة، اتخاذ موقف مراقبٍ حيال ما يجري في فلسطين؟ وعليه، ألا يزال الاتصال بفلسطين، من بوابة المنادين بهذا الاتصال، مسألة بنيوية داخلية؟ واستطراداً، هل كفَّ الانتساب العروبي، أو الديني، عن أن يكون مادة نشوء كياني؟ واتصالاً بهذا السؤال، ألم تهتز البنية اللبنانية، أهليّاً، كلما استشعر فريق "العروبية" مسّاً بالأصل الذي جاء منه إلى الكيان؟ وكي لا يظلّ الأمر فئويّاً، أليس دعاة "اللبنانية" والسيادية، هم ذاتهم الذين ثاروا، أهليّاً أيضاً، عندما استشعروا مسّاً بأصولهم "الكيانية"؟
لنقل إن الحياد الكامل ممتنع في لبنان، ولنقل إن الانحياز الكامل ممنوع أيضاً، في لبنان، إذن ألا يصبح الاشتراك "النابض" في المسألة الفلسطينية، بدافع عروبية أو إسلامية، واقي صدمات أو كابح نزاعات... ودائماً بسبب من أصول الخصوصية اللبنانية؟؟
في ترجمة الأساسيات، نقرأ كلمات الفرعيات، والتوافق على الأسس، يتيح التوافق على "البناء"، وما البناء في لبنان "الطوائف" والحصص، سوى حسابات المصالح التي تستند إلى موازين قوى أصحابها، وهؤلاء لا يتورّعون عن التوكأ على "عكاز" الخارج، إذا ما توسَّموا في سيرهم "عَرَجاً"، أو في هاماتهم "عِوَجاً".
إذن من المحسوس الوطني، إلى الملموس الأهلي، كل طرح سياسي جادٍ، يجب أن يكون مقبولاً، مثلما يجب أن يكون موضع اهتمام وفهم وتفهُّم، وضمن حدّي المحسوس والملموس، لا تستطيع فئة من اللبنانيين، أن تظلّ هاربة من اللقاء، ولا تستطيع فئة ثانية، أن تظلّ طافرةً على الأفرقاء؟ ولا تستطيع فئة مذهبية، على ضفتي الاختلاف، أن تظل "ناطرة"، وفي اعتقادها أنها ستخرج من المعركة بعد طول انتظار، ظافرة... لهذه الفئة وشبيهاتها أسماء، شيعية ومارونية، وسنيَّة...
لكل تلك الفئات، يجب القول إنها ستكون الخاسرة، إذا أوغلت فئويّاً، وإذا لم تدرك الآن، أن قارب نجاتها، لن يكون إلاّ من مادّة الوحدة الوطنية الوفاقية، هذه الوحدة التي تحفظ للجميع، سلاسة الإبحار.



المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top