2024- 06 - 28   |   بحث في الموقع  
logo "NBC": أميركا تستعد لعمليات إجلاء والإسرائيليون مصممون على الحرب logo وهم إسرائيل و"عقلانية" أميركا: رسائل مطمئنة للبنان تستبعد الحرب logo اليوم العالميّ لمساندة ضحايا التعذيب: سجل لبنان المخزيّ جدًا logo “الحزب” ينعى مزيدا من الشهداء logo بهاء الحريري: معاً سنعمل على إعادة بيروت منارة تجمع اللبنانيين logo مكافأة مالية كبيرة لمنتخب جورجيا logo تفاصيلُ زيارة غالانت إلى واشنطن logo تحطّم قمر اصطناعي روسي في الفضاء
روسيا بوتين تنحدر إلى مصاف كوريا الشمالية
2024-06-22 08:25:35


بين الحروب الأولى التي خاضها الإتحاد السوفياتي ضد الغرب بعد الحرب العالمية الثانية، كانت الحرب الكورية التي ثبتت وجود كوريا الشمالية الحالية كدولة مستقلة. ومع ذلك لم يقم أي زعيم سوفياتي بزيارة هذه الدولة التي كان يفترض أن تشكل مع مثيلتها ألمانيا الشرقية نموذجاً للتطور الإشتراكي بوجه التطور الرأسمالي في كوريا الجنوبية وألمانيا الغربية. جعل الإتحاد السوفياتي من ألمانيا الشرقية حصناً سوفياتياً متقدماً في مواجهة الغرب، بينما تُركت كوريا الشمالية تتطور كمملكة وراثية لآل كيم.
وبقيت روسيا، الوريث الشرعي للإتحاد السوفياتي، محافظة على هذا النهج، بل وانضمت إلى الحظر على الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية. ورغم الإنقلاب الجيوسياسي الذي أعلنه بوتين بخطابه الشهير في ميونيخ العام 2007، بقي ضئيلاً إحتمال زيارة كوريا الشمالية المنبوذة دولياً. لكن هذه الزيارة لم تعد إحتمالاً بعدالحرب التي يخوضها بوتين ضد الغرب عبر أوكرانيا واضطرته لإستيراد القذائف من كوريا الشمالية، بل أصبحت مسألة وقت.
لم يقتصد الإعلام الروسي في الحديث عن تفاصيل الإستقبال الضخم الذي نظمه الديكتاتور الكوري كيم تشن إن لزميله الروسي، واستقباله شخصياً عند سلم الطائرة التي حطت في مطار العاصمة بيونغ يانغ الساعة الثالثة بعد منتصف الليل بتوقيت كوريا. وبالنسبة لهذا الإعلام كانت الزيارة تاريخية، وأثبتت فشل المخططات الغربية لعزل روسيا. ونقلت معظم المواقع الروسية عن المنسق الأوروبي وعضو مجلس إدارة اللجنة الأمريكية للوفاق بين الشرق والغرب البوليتولوغ الأميركي GILBERT DOCTOROW قوله بأن بوتين بزيارته "غير العالم باسره". ونقلت عنه وكالة نوفوستي قوله بأنه من غير الممكن تنفيذ خطة إدارة بايدن تنفيذ مخططها "مع السلامة". فقد اعتقدت الولايات المتحدة أنها وضعت روسيا في الزاوية لوقت طويل حتى يتمكن الغرب من مواصلة سيناريو هيمنته العالمية وترويض الصين. ورأى أن روسيا حددت من خلال هذه الزيارة معالم نفوذها في منطقة المحيط الهادئ، وذكّرت الدول الغربية بأنها تتعامل مع القارة الأوراسية بأكملها، حيث أن هناك العديد من الدول الواقعة إلى الشرق من أراضي الناتو يمكنها اتخاذ موقف مؤيد لروسيا.
كلام البوليتولغ الأميركي يبقى إلى حد كبير خارج نطاق القضايا الفعلية التي أثارتها زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية، ولم تنقله المواقع الروسية إلا لأنه يتوافق مع ما تراه من تعزيز نفوذ روسيا في آسيا وفشل الغرب في إحكام طوق العزلة عليها. وأكثر ما أثار قلق الغرب في الزيارة، هو التوقيع خلالها على إتفاقية "التعاون الإستراتيجي الشامل" بين الدولتين، والتي بقي نصها طي الكتمان.
موقع الخدمة الروسية في إذاعة فرنسا الدولية RFI قال في 19 الجاري أن بوتين علق على الإتفاقية الموقعة بالتأكيد على أنها تلحظ تقديم المساعدة في حال تعرض أحد الطرفين الموقعين للعدوان. وأضاف بأن موسكو لا تستتبعد تطوير التعاون التقني العسكري مع بيونغ يانغ. ووصف كيم تشن الإتفاقية بأنها "سلمية دفاعية"، وروسيا بأنها "الصديق والرفيق الأكثر نزاهة"، وبوتين بأنه "الصديق الأعز للشعب الكوري". وأعرب عن دعمه "الحار" للحرب التي يخوضها "الصديق" ضد اوكرانيا.
اشار الموقع إلى أن قيادة الدول الغربية تفترض ان مثل هذا التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية يتطور بالفعل بأقصى سرعة وعلى نطاق واسع. وتشير المعلومات التي بحوزة الولايات المتحدة إلى أنه سبق أن إتفق البلدان السنة الماضية على مد روسيا بالصواريخ والذخائر الكورية الشمالية، مقابل تسليم كوريا الشمالية التكنولوجيات العسكرية والفضائية الأساسية، وهو ما ينفيه البلدان.
نقل الموقع عن بروفسور الأبحاث الكورية الشمالية بجامعة في عاصمة كوريا الجنوبية سيول Koh Yu Hwan قوله بأن روسيا بحاجة إلى دعم كوريا الشمالية بالسلاح في حربها ضد أوكرانيا، وكوريا بحاجة إلى دعم روسيا بالمواد الغذاية ومصادر الطاقة والأسلحة الحديثة للتخفيف من ضغط العقوبات. ورأى أنه ينبغي التمييز بين ما يتم الإعلان عنه، وبين ما تم بحثه فعلياً بشأن التحالف العسكري بين الطرفين.
قال البروفسور أن الطرفين، وكما كان متوقعاً، انهالا بالنقد على بلدان الغرب الديموقراطية التي واتهمها بوتين بممارسة سياسة "الخنق بالعقوبات" التي ينوي مواجهتها مع زميله الكوري الشمالي. وأشار إلى أن البلدين المعروفين بنظامهما القمعي، يؤيدان تشكل "نظام عالمي متععدد الأقطاب أكثر ديموقراطية وعدالة".
موقع الخدمة الروسية في دويتشه فيله DW نشر لأحد كتابه السياسيين Konstantin Eggert نصاً تناول فيه زيارة بوتين وإتفاقية التعاون الإستراتيجي التي وقعها مع زميله الكوري الشمالي. أشار الكاتب إلى أن مجتمع المدونين الروس ضج بالتعليقات الساخرة على الإتفاقية. وأشار المدونون إلى أن الذاكرة الروسية لا تزال تحتفظ بما كانت تبحثه روسيا مع الإتحاد الأوروبي منذ زمن غير بعيد بشأن نظام الإعفاء من تاشيرات الدخول، واليوم يرتمي الكرملين بكل سرور بأحضان "ستالين الكوري". وعلى ذكر ستالين، يعلق الكاتب على عدم نشر الإتفاقية الموقعة بين بوتين وزميله الكوري بالقول أن ستالين نشر نص الإتفاقية مع هتلر، لكنه أبقى طي الكتمان بروتوكولات تقاسم مناطق النفوذ في أوروبا. ويشير إلى أن بوتين ذكر أن الإتفاقية الحالية تنص على تقديم العون للفريق الذي يتعرض للعدوان، فهل ستساعد روسيا كوريا الشمالية في حال شنت الحرب على كوريا الجنوبية مدعية عدوان الأخيرة عليها؟
موقع الخدمة الروسية في BBC نشر نصاً استعرض فيه تطور العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا منذ العهد السوفياتي. قال الموقع بأن هذه العلاقات تدهورت بعد موت ستالين، وبقيت كذلك حتى مطلع عهد بوتين، ولم تبدل في مسارها زيارة بوتين الأولى لهذا البلد العام 2000. قال الموقع بأن إستقبال بوتين في كوريا ذكّر المراقبين بالمراسم السوفياتية لإستقبال الضيوف الكبار: صور عملاقة للزعيمين، إستعراض عسكري وأطفال يلوحون بالأعلام والكليشهات المعادية لأميركا والإمبريالية التي رددها بوتين وكيم شين. لكن على الرغم من الشعارات والمظاهر الخارجية لحفل الإستقبال، لم تكن زيارة بوتين مواصلة للتقاليد السوفياتية، بل قطعاً معها. كوريا الشمالية لم تكن يوماً الشريك الند للإتحاد السوفياتي، وحتى لم يكن البلدان صديقين دوماً. ورغم زيارة بوتين لكوريا مطلع عهده، إلا أنه لم يعر إهتماماً لتطوير العلاقات معها، بل كان إهتمامه منصباً على تطوير العلاقات مع الصين واليابان وكوريبا الجنوبية.
نقل الموقع عن مقالة لأحدى الإذاعات الأميركية، كتبها مؤرخ الحرب الباردة Sergei Radchenko قوله بأن لقاء بوتين مع زعيم كوريا الشمالية ليس إحياءاً للنموذج السوفياتي للعالم، بل إقامة نظام جديد. فهي المرة الأولى في تاريخ العلاقات الروسية الكورية غير المستقرة ، يصبح فيها زعيم كوريا الشمالية شريكاً نداً للزعيم الروسي.
ويشير الموقع إلى أن رئيس تحرير مركز Carnegie موسكو Alexander Baunov يتفق مع رأي المؤرخ، إذ يقول بأن أياً من القادة السوفيات لم يقم بزيارة كوريا الشمالية خلال عقود من الصداقة والتعاون بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى زيارة بوتين لفيتنام التي كانت المرحلة الثانية من زيارة كوريا الشمالية، لم تنل سوى القليل من إهتمام الخبراء. وتمت الإشارة إلى أن الصين رفضت أن ينتقل بوتين منها مباشرة إلى فيتنام أثناء زيارته بعد تسلمه رسمياً مهام رئاسته الخامسة.



بسام مقداد-المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top