اختار الأمين العام لحزب الله مناسبة تكريم الشهيد القيادي في المقاومة «أبو طالب» ومناسبة نشر التسجيل المصور للإعلام الحربي عن حصاد طائرات الهدهد التي صالت وجالت في الأجواء الفلسطينية المحتلة فوق حيفا وما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا، كما قال السيد نصرالله، ليقدّم ما يمكن وصفه الانتقال إلى المرحلة الثانية من حرب الإسناد عبر جبهة لبنان، انطلاقاً من التخلي عن الحذر من خطر الانزلاق أو التدحرج نحو الحرب الكبرى، والإعلان عن إكمال الجهوزية اللازمة لخوض غمارها إذا ارتكب الاحتلال الحماقة الكبرى بالذهاب اليها، مؤكداً أن كل جغرافيا فلسطين المحتلة ستكون مسرحاً لنيران المقاومة بأسلحتها الدقيقة، وأن كل منشآت الكيان التي تهدّمت أسس بقائه سوف تكون ضمن بنك أهداف مليء ومحسوب بعناية لتحقيق الهدف، وهو سقوط الكيان.
حذر السيد نصرالله الحكومة القبرصية من مواصلة تقديم التسهيلات لجيش الاحتلال والمتمثلة باقامة مناورات وتدريبات في قبرص لمحاكاة حرب على لبنان، معتبراً أن منح التسهيلات لجيش الاحتلال باستخدام القواعد والمطارات القبرصية خلال حرب يشنها الكيان على لبنان يعني أن المقاومة سوف تتعامل مع قبرص كشريك في الحرب على لبنان.
شرح السيد نصرالله عائدات الشهور الماضية من الحرب وكيف أثبتت نجاح المقاومة بالإمساك بزمام المبادرة، وفرض معادلاتها على جيش الاحتلال، والتسبب بأزمات بنيوية ووجودية للكيان، مشيراً إلى ما قامت به قوى محور المقاومة في اليمن والعراق، مشيداً ببسالة المقاومة في غزة والضفة الغربية، ليكون الحاصل أن الكيان خسر الحرب بالنقاط، وأن محور المقاومة يفرض إرادته على الاحتلال، وان حال الإنكار أمام شروط المقاومة لوقف الحرب، ليس تعبيراً عن قوة الكيان بل عن مأزقه الوجودي، وأنه إذا فكر بالخروج من هذا المأزق بالذهاب الى الحرب الكبرى، فسوف تكون حماقته الكبرى، لأن المقاومة جاهزة للمنازلة وقد أعدّت لها عدّتها، وقد بات لديها فائض بشري منظم ومسلح ومدرب وجاهز للقتال، بما لا تتسع له الجبهات، وهو أكثر بكثير مما سبق وقاله السيد نصرالله عن رقم الـ 100 ألف مقاتل تحت السلاح، كما قال أمس، أما تسليحياً فإن لدى المقاومة الكثير من الأسلحة النوعية التي لم تكشف النقاب عنها، وأنها طورت اسلحة موجودة لديها وفق معطيات استخدامها في الحرب وأنها حصلت على أسلحة نوعية جديدة سوف تظهرها المعارك المقبلة، خصوصاً إذا وقعت الحرب، من دون أن يشير الى شبكات الدفاع الجوي التي يعتقد الكثيرون أنها موضوع حديثه عن الحصول على أسلحة نوعية جديدة، بينما أشار الى نتائج حصاد هدهد المقاومة بالقول إن لدى المقاومة بنك أهداف واسعاً وشاملاً ودقيقاً، وهو لأهداف من نوع يهدد استهدافه بتقويض الكيان، لأن القضية ليست قضية إسقاط أبنية، بل إصابة نقاط ذات أهمية استراتيجية يعرف قادة الكيان المقصود بالإشارة اليها، كما قال السيد نصرالله، وهو ما قال عدد من المتابعين انها اشارة ربما لأسرار عسكرية حساسة كشفتها رحلات هدهد المقاومة في أجواء فلسطين المحتلة.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة في لبنان ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف إذا شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً كبيراً على لبنان، متوعّداً بقصف أهداف حيوية ستزعزع أسس الكيان الإسرائيلي.
وخلال كلمة له بالاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب تكريمًا للشهيد القائد طالب عبد الله «أبو طالب»، أوضح السيد نصر الله أنه «لا توجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كالتي على الحدود مع لبنان وغزّة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدوّ وإغلاق أذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة «ميرون» ساعة نشاء»، وشدّد على أن «كلّ ما تصل إليه أيدينا لن نوفّره ولن نوفّره ولدينا كمّ كبير جدًا جدًا من المعلومات وما نُشر أمس (أمس الأول) الثلاثاء 19 حزيران هو وقت مُنتخب من دقائق من حيفا بينما المُسيّرة حلَّقت لساعات».
وبيّن السيد نصر الله أن البعض في كيان العدوّ قال إن حزب الله لديه «جواسيس» في حيفا ليحصل على المشاهد، ولكن ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقًا حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة، مؤكدًا أن لدى المقاومة في لبنان ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا، مشددًا على أن مقاومتنا تقاتل وفق رؤية ومعلومات.
وتابع السيد نصر الله قائلًا قاتلنا بجزء من سلاحنا حتّى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطوّرنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير ووفير من المُسيّرات لأننا نصنعها، مؤكدًا أن لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة ونحن نعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعهم وفقَا لما تحتاجه الجبهة.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن قادة حركات مقاومة في المنطقة اتصلوا بنا قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم إن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة، مؤكدًا أن عدد المقاتلين في المقاومة تجاوز الـ100 ألف مقاتل بكثير، مشددًا على أن في لبنان لدينا فوق حاجة الجبهة حتّى في أسوأ ظروف الحرب.
من ناحية أخرى تتطرّق السيد نصر الله للقائه مع القائد أبو طالب وقال: التقيت مع الحاج أبو طالب قبل شهادته وشرح لي بالتفصيل المملّ حول المواقع الأمامية التي نملك تفاصيل كبيرة عنها والعدو يعلم ذلك وقام بإخلائها ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها. وأضاف: ضرب المواقع يوقع قتلى بجنود العدوّ وجرحى ما دفعهم للانتشار حول المواقع ما يعني جمع معلومات جديدة وكانت المقاومة قادرة على جمعها حتّى صرنا نعلم مكان الخيمة أين، مؤكدًا أن العدوّ اضطرّ لإخلاء قواعده وذهب لإنشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال ولم يحسبوا حسابًا للمسيرات وبفضل الله «هُدهدنا» يأتينا بالمعلومات ونستهدفها بـ»الطيور الصافات».
وعن البيئة الحاضنة للمقاومة قال السيد نصر الله إن البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوّة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة، لافتًا إلى أن هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز.
وقال التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يُخيفنا وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدّي. نحن كمقاومة حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعًا. وأضاف: العدوّ يعلم أنه لن يبقى مكان في الكيان سالمًا من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائيًا ولدينا بنك أهداف حقيقي وكبير ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان، لافتًا إلى أن العدوّ يعرف أيضًا أن ما ينتظره في البحر المتوسط كبير جدًا وكلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف.
وبيّن السيد نصر الله أن العدوّ يعلم أنه ليس قادرًا على الدفاع عن كيانه والدليل عملية الوعد الصادق من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران، ورغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمسيرات إلى الكيان فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات. وأوضح أن العدوّ يعلم أنّ عليه أن ينتظرنا برًا وبحرًا وجوًا وإذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف، مؤكدًا أنه يعلم وسيده الأميركي أن شنّ الحرب على لبنان ستحمل تداعيات في المنطقة والإقليم.
تطرق السيد نصر الله إلى المناورات الصهيونية في قبرص وقال: ألفت نظر الحكومة القبرصية بأن لدينا معلومات بأن جيش العدوّ يُجري مناورات استعدادًا لحرب لبنان هناك، ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات «الإسرائيلية». وبكلمة واحدة أقول إن على الحكومة القبرصية أن تحذر، مؤكدًا أن فتح المطارات للعدو لضرب لبنان يعني أن قبرص جزء من الحرب وسنتعاطى معها على أنّها جزء من الحرب. وقال: «لمن يهوّل علينا بالحرب لديّ قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدوّ وعلى العدوّ أن يخاف أيضًا، أما نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزّة وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا والحل بسيط هو بوقف الحرب في غزّة وعلى أهلنا في غزّة».
وفيما وصف إعلام العدو خطاب السيد نصرالله بأنه الخطاب الأقوى. وصف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية الخطاب بالاستراتيجي والردعي والقاسي على كيان الاحتلال، مشيرين لـ«البناء» الى أن المعادلات التي كشفها السيد نصرالله على صعيد القدرات البشرية والتكنولوجية والاستخباراتية والتسليحية في البر والجو والبحر، ستدفع الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي للعد للألف قبل اتخاذ قرار توسيع الحرب على لبنان، لأنها ستلحق خسائر هائلة في بنية الكيان الاستراتيجية والحيوية على كافة الصعد العسكرية والاقتصادية والنفطية والسكانية. ولفت الخبراء الى أن الغطرسة الإسرائيلية والجنون الذي يحكم أداء حكومة نتنياهو أعمى أبصارها عما يقدمه الميدان على الجبهة الجنوبية، ولذلك يفكرون بالحرب حتى لو كانت النتيجة قاسية على كيانهم، ما دفع السيد نصرالله الى توجيه رسائل قاسية مقدماً بعض الأدلة وأوراق القوة لإيقاظ قادة الكيان وإفهامهم خطورة ما يفكرون به ويبحثونه ويحضرون له في خلواتهم».
وردّ رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي على كلام السيد نصرالله، وزعم أن «قدراتنا القوية لا يعرف العدو إلا القليل عنها ونعد حلولا للتعامل مع قدرات حزب الله الذي سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول سياسي كبير قوله إنه «إذا واصل حزب الله مهاجمتنا فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولا حصانة لبيروت»، معتبراً أن «العد التنازلي لردنا القوي بدأ ولن يوقفه إلا قبول حزب الله عرض المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين». فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الحرب في حكومة الاحتلال الاسرائيلي يوآف غالانت قوله إن «حزب الله بدأ الحرب وواجبنا تغيير الوضع».
ووضع الخبراء تصريح هاليفي وغيره من تهديدات المسؤولين الاسرائيليين في إطار تطمين المستوطنين لا سيما في شمال فلسطين المحتلة واحتواء خوفهم وقلقهم وغضبهم مما كشفه السيد نصرالله من حقائق تتعلق بقادة الكيان وهشاشته ونقاط ضعفه، أو بما يرتبط بقدرات المقاومة وما تعدّ له من بنك أهداف كشف «الهدهد» عن بعضه، وأخفى الأعظم».
ووفق مصادر معنية فإن الكشف عما عادت به مسيرة «الهدهد» كان مقصوداً تزامناً مع ثلاثة أمور: الأول مصادقة المجلس الوزاري المصغر في كيان الاحتلال على خطط عملياتية ضد لبنان، وزيارة مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان، وخطاب السيد نصرالله لكي يمتلك حقائق حية وعملية لكي تكون أدلة لإثبات تهديداته للعدو لكي يصرف النظر عن أي مغامرة غير محسوبة في لبنان.
وبعيد نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية فيديو «الهدهد»، تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي لا سيّما «إكس» مع الحدث، وجاءت التعليقات مؤيّدة للمقاومة ومستهزئة بكيان العدوّ وقدراته الاستخباراتية التي سقطت أمام قدرات المقاومة. وقد جاء وقع مسيرة «هدهد» قاسياً ومؤلماً على قيادة الاحتلال وسكان المستعمرات في آن معاً، بالتوازي مع صدمات نفسية يتعرض لها جيش الاحتلال كشف عنها الإعلام الإسرائيلي. فقد حذّرت ما تسمّى «عيادة المركز الوطني للصدمة والمنعة» في جامعة «تل أبيب» من ظاهرة وصفتها بـ»المُقلقة» و«الفريدة» من نوعها بالنسبة لـ«إسرائيل»، إذ استُدعي في الفترة الأخيرة العديد من جنود الاحتياط الذين خدموا في غزة وتم تشخيص إصابتهم بأعراض ما بعد الصدمة للخدمة الاحتياطية الإضافية، على الرغم من أنهم لم يكملوا بعد إجراءات العلاج المطلوبة.
وبحسب ما نشر موقع القناة السابعة «الإسرائيلية»، أكد مسؤولون في العيادة المذكورة أنه في ظلّ تجدد الاستدعاء، يتوقف بعض جنود الاحتياط عن العلاج ويعودون إلى الخدمة، مما يعرّضهم لخطر تفاقم حالتهم الصحية، وكذلك زملاؤهم من أعضاء الوحدة لكونهم من الناحية النفسية غير مؤهّلين بنسبة 100% للخدمة الفعلية.
ونقل الموقع عن رئيس «المركز الوطني للصدمات والمنعة» في جامعة «تل أبيب» البروفيسور يائير بار حاييم قوله: «منذ تشرين الأول/أكتوبر، فإن معدل المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والذي يتطلب العلاج يتزايد كل شهر. في كثير من الأحيان يعود جنود الاحتياط إلى منازلهم، على ما يبدو إلى «الحياة الطبيعية»، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يلاحظوا أنهم يواجهون صعوبة في الأداء في العمل أو الاندماج في الأعمال المنزلية والحياة الروتينية».
في غضون ذلك، واصلت المقاومة ضرباتها لمواقع العدو في شمال فلسطين المحتلة، وأعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات تنفيذ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية استهدف تموضعات جنود العدو وانتشارهم داخل مستعمرة المطلة وحققوا فيهم إصابات مؤكدة، وقصف مقرّ قيادة اللواء الشرقي 769 (التابع للفرقة 91) في ثكنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية». ونقلت هآرتس عن جيش الاحتلال حديثه عن «أضرار في البنية التحتية والممتلكات جراء إطلاق نحو 10 صواريخ باتجاه كريات شمونة».
ونعى «حزب الله» كلاً من حسن محمد علي صعب «صادق» مواليد عام 1970 من بلدة يارون في جنوب لبنان، وجهاد أحمد حايك «حيدر» مواليد عام 1999 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان. وحسن المجتبى يوسف أحمد من بلدة رشاف.
الى ذلك، لا تزال أصداء زيارة هوكشتاين الى لبنان، في صدارة المشهد السياسي الداخلي، وأشارت معلومات صحافية الى أن «هوكشتاين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى أن الأجواء إيجابية في ما يخصّ مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر». ولفتت المعطيات الى أن «هوكشتاين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان و«إسرائيل»».
إلا أن هوكشتاين، كشف وفق «سكاي نيوز»، أن «محاولات تسوية الوضع في شمال «إسرائيل» باءت بالفشل».
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «الخلاف الجديد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن يعرقل جهود التهدئة على الحدود اللبنانية».
أوساط مواكبة للزيارة لفتت لـ«البناء» الى أن هوكشتاين لم يهدّد لبنان كما أشيع بل نقل أجواء الحكومة الإسرائيلية بأنها لم تعد تحتمل بقاء الوضع على حاله في جبهة الشمال وستتحرّك في وقت قريب إذا فشلت الوسائل الدبلوماسية، ولذلك طلب من المسؤولين الذين التقاهم إقناع حزب الله بتخفيف ضرباته ضد مواقع العدو لتمرير المرحلة الفاصلة لإنضاج الحل في غزة ووقف إطلاق النار الذي سينسحب على الحدود مع لبنان. وسمع هوكشتاين الموقف الذي سمعه سابقاً من المسؤولين بأن على هوكشتاين الضغط على «إسرائيل» لوقف العدوان على غزة لكي تقف الجبهة الجنوبية، ولا يمكن فصل الجبهتين في الوقت الراهن.
على صعيد آخر، رأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً لبحث موضوع النازحين السوريين في السراي، شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايسن. وتمّ خلال الاجتماع البحث في الخطة التي وضعتها المديرية العامة للأمن العام لمعالجة ملف النازحين السوريين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الموقعة عام 2003. وقال اللواء الياس البيسري بعد الاجتماع «طلبنا مجدداً من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق «الخطة ب» التي أصبحت جاهزة وتحصيل الداتا بأنفسنا».
وقالت أوساط حكوميّة شاركت في اجتماع السراي: إذا لم تتوافر الداتا كاملة مع المعلومات المطلوبة عن النازحين فلبنان سيعتبر كل سوريّ وكأنه مقيم غير شرعي.