تقوم أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بفحص معلومات جديدة حول نماذج محوسبة(على الكومبيوتر) صممها علماء إيرانيون في الآونة الأخيرة يمكن استخدامها للبحث وتطوير الأسلحة النووية، بحسب ما نقل موقع "واللا" الثلاثاء، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وفي إسرائيل.
واعتبر المسؤولون أن "المعلومات الجديدة تمثل إشارة مثيرة للقلق بشأن طموحات إيران لتطوير أسلحة نووية"، في حين اعتبر مسؤولون آخرون أن الحديث عن "حالة فردية لا تعكس تغييراً في سياسة إيران وإستراتيجيتها النووية". وبحسب التقرير، فإن الغرض الذي تم إعداد النماذج أو التجارب المحوسبة من أجله "غير واضح"، علماً بأن طهران تنفي سعيها إلى حيازة أسلحة نووية. وأوضح أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار سيجتمعون الخميس في البيت الأبيض، في إطار مجموعة العمل الاستراتيجية الأميركية-الإسرائيلية لمناقشة البرنامج النووي الإيراني وقضايا أخرى، في أول مداولات رفيعة المستوى بين الطرفين تتناول بعمق البرنامج النووي الإيراني منذ آذار/مارس 2023. وقال مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي إن المعلومات الجديدة تثير "الشكوك والقلق" بشأن أنشطة البحث والتطوير النووية الإيرانية، و"بعد الإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي الذي أحاط في الهجوم على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية في غلاف غزة، تنظر الاستخبارات الإسرائيلية بجدية استثنائية إلى كل ذرة من المعلومات حول التحركات الإيرانية المحتملة نحو الأسلحة النووية". وأضافا أن أجهزة المخابرات لدى الجانبين ليس لديها ما يشير إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر باستئناف البرنامج النووي العسكري. من جانبه، قال المدير العام لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن مارك دوفويفتش، إنه "إذا كانت إيران تتخذ الآن خطوات أولى قد تساعدها في تطوير رأس حربي نووي، فإن ذلك يتناقض مع الإجماع طويل الأمد لدى الاستخبارات الأميركية على أن إيران توقفت عن محاولة تطوير أسلحة نووية في عام 2003". وبحسب تقرير "واللا"، فإن "المعلومات الاستخبارية الجديدة المتعلقة بنماذج الكمبيوتر المشتبه بها ستكون أحد المواضيع التي سيتم مناقشتها في المنتدى الإستراتيجي الأميركي-الإسرائيلي (SCG) حول إيران الخميس"، فيما قال مسؤول أميركي رفيع إنه لا توجد نتائج ملموسة حتى الآن بشأن هذه المعلومات الاستخبارية الجديدة، لكنها تثير أسئلة ينبغي مناقشتها بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي ما خص المنتدى الإستراتيجي المزمع عقده، قال الموقع الإسرائيلي إنه سيرأس الجانب الاميركي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أما الجانب الإسرائيلي فيرأسه وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي. ويعقد الاجتماع نتيجة لزيارة سوليفان الأخيرة لإسرائيل قبل بضعة أسابيع. وخلال الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومساعدوه بإجراء مباحثات معمقة حول وضع البرنامج النووي الإيراني. وقال مسؤول أميركي رفيع ل"واللا": إن "واشنطن وتل أبيب تعتقدان أن هذا الوقت المناسب للحديث عن هذا الأمر، ومناقشة كيفية تفسير تصرفات إيران وتنسيق ما يجب القيام به".محادثات غير مباشرة وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة وإيران عقدتا محادثات غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان في الأشهر الأخيرة، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات غير رسمية بشأن لجم مؤقت للبرنامج النووي الإيراني. وقال مسؤولون أميركيون إن هذه الجهود كانت السبب وراء محاولة الولايات المتحدة إقناع فرنسا وبريطانيا وألمانيا بعدم المضي قدماً في إصدار قرار إدانة ضد إيران من قبل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أسبوعين، بسبب عدم تعاون إيران مع مفتشي الأمم المتحدة. وأوضح المسؤولون أن واشنطن تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى الإضرار بالمفاوضات غير المباشرة مع إيران وتدفع الإيرانيين إلى تصعيد برنامجهم النووي.