بات آموس هوكشتاين، محور أنظار اللبنانيين في كلِّ جولةٍ له في المنطقة. ذلك أنَّ الرجل، أصبحَ "لبنانياً" في جانب كبير من جوانبه، لجهة الغوص في السياسات اللبنانية من بوابة الحدود الجنوبية والغاز، وأيضاً، لجهة رهان جهاتٍ لبنانية متعددة، وربما من بينها حزب الله، على دوره في المحافظة على الإستقرار، وإنجاز تسويات يكون لبنان في قلبها...
على هذا المنوال، سار هوشكتاين في جولته الجديدة على المسؤولين اللبنانيين، ناقلاً "تخوفه" من تصعيد الوضع وصولاً إلى حرب شاملة في الجنوب. والتحذير غير الجديد، يكتسب أهميته هذه المرة من أنه يأتي على لسان هوكشتاين بالذات، المهتم بالتوصل إلى تسوية أكثر من توسيع الحرائق.
لكن رد حزب الله لم يتأخر، فبادرَ إلى توجيه رسالة خاصة به على طريقة "الهدهد"، أيّ المسيرة التي وصلت إلى حيفا وأعلن "الحزب"، عبر إعلامِه والمقربين منه، أنّها وصلت إلى حيفا وعادت ب"غلةٍ" من الصور الدقيقة لميناء المدينة ومرافق عسكرية واقتصادية.
في هذا الوقت، كانت الغارات وعمليات القصف الإسرائليية تستمر فصولاً، مستهدفة البرغلية والخيام وشبعا وأطراف راشيا الفخار.
وعلى الخط الداخلي، والأساسي، يُرتقب أن تعود الحركة إلى الملف الرئاسي بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، ومن ضمنها إصرار "التقاطع" الوسطي المتمثل بالتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي وكتلة "الإعتدال"، على متابعة الضغط في اتجاه انتخاب رئيس.
كما أن وثيقة بكركي التي يستمر البحث في النقاط العالقة فيها وأهمها سلاح حزب الله، بحسب ما اكد النائب جورج عطالله في مقابلة تلفزيونية، ستكون أيضاً محور المتابعة السياسية نظراً للأهمية التي تنطوي عليها في تشكيل مساحة مشتركة بين ممثلي البيئة المسيحية، ولاحقاً لأن تكون محور حوار وتقاطع وتعاون مع القوى الممثلة للشارع المسلم في لبنان.
وعلى الخط الإقتصادي والمالي، سارعت اليوم الأبواق الإعلامية للمنظومة المصرفية ورياض سلامة إلى التهليل بخبر تعليق إلغاء مذكرة توقيف ألمانية بحقه، لكن سرعان ما أكدت المعلومات أن ذلك لا يوقف الملاحقات بحقه ولا سيما تلك الصادرة عن الإنتربول، والتي لا يمكن سحبها أو كسرها. وعلى خط مواز، أفيد أن هيئة التحقيق السويسرية الخاصة بالرقابة على الأسواق المالية رصدت أن بنك HSBC انتهك قوانين تبييض الأموال في تحويلات بقيمة 300 مليون دولار، ما يتيح للبنان طلب تحصيل تعويضات خيالية، بحسب ما أكد القاضي جان طنوس على حسابه على "إكس".