اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالزج بالجيش الإسرائيلي في مصالحه السياسية، وكرر تعهده بالعمل على إسقاط حكومته، وقال إنها حكومة "مختلة بشكل جنوني وعنيفة مع حروب داخلية حيث لا أحد يقرر أي شيء".وجاء كلام لبيد في منشور على منصة "إكس" قبيل انعقاد لجنة الداخلية والأمن لبحث قانون تجنيد المتدينين اليهود الحريديم استعداداً لعرضه للتصويت بالقراءتين الثانية والثالثة، قبل أن يصبح قانوناً نافذاً.وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية: "أعتقد أنه من الممكن فعل ذلك منذ اللحظة التي استقال فيها بيني غانتس من الحكومة. ولدينا الوسائل وسنعمل معاً من أجل إسقاط الحكومة".ووصف حكومة نتنياهو ب"المجنونة"، وأضاف أنها تخوض صراعات داخلية وعاجزة عن فعل أي شيء ولا تهتم بالجنوب ولا بالشمال، معتبراً أن الحكومة الحالية تقوض أمن إسرائيل وأن نتنياهو يبيع الجنود في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة.حكومة عاجزة وكارثيةمن جانبه، اعتبر عضو الكنيست جدعون ساعر أن حكومة نتنياهو عاجزة عن تحقيق أهداف الحرب ويجب استبدالها، وأضاف أن "القانون الحاخامي فضيحة غير مسبوقة تشير لدرجة الانفصال بين الحكومة والائتلاف".وقال ساعر بحسب صحيفة "معاريف الإسرائيلية" إن إسرائيل بحاجة لجيش كبير وقوي لكن الحكومة تعمل على تمرير قانون التهرب من الخدمة العسكرية.أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان فقد قال إن "حكومة نتنياهو ليست يمينية ولا يسارية بل حكومة كارثية ونحن بحاجة إلى بديل عنها"، واعتبر أن "إيران وضعت هدف تدميرنا في حين حكومة نتنياهو منشغلة بقوانين لحزب شاس".وتعصف الخلافات في البيت السياسي الإسرائيلي بعد عجز الحكومة عن تحقيق أهداف عدوانها مع ازدياد الخسائر البشرية والسياسية مع استمرار الحرب.وفي هذا السياق، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل الثلاثاء إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والجنرالات، يريدون السعي بأسرع ما يمكن إلى إنهاء العملية العسكرية في رفح، والانتقال إلى اقتحامات محدودة في قطاع غزة وتركيز جهود الجيش على الاستعداد لاحتمال نشوب حرب شاملة في الشمال.وبدا هرئيل كمن يشكك في ادعاءات الجيش بالقضاء على معظم قوات حركة حماس في رفح، وأشار إلى أن مقاتليها لا يزالون يستهدفون القوات الإسرائيلية بالقذائف المضادة للدروع والألغام، بعد مرور حوالي شهر ونصف الشهر على بدء العملية العسكرية في رفح.وتابع هرئيل: "يصعب التفسير للجمهور سبب مقتل جنود في رفح وما هو هدف هذه العملية العسكرية، باستثناء التشبث بعبارة الانتصار المطلق التي يكررها نتنياهو من دون أي علاقة مع الواقع". وأضاف: "التنسيق الأمني يهتز، وليس مع الأميركيين فقط. فالسيطرة على معبر رفح تغضب مصر، ويصعب الآن التوصل لتسوية تضمن نقل المعبر إلى أيد أخرى، من دون تعريض قوات الجيش الإسرائيلي لهجمات في المحور الضيق، وطوال أشهر كثيرة".أما رون بن يشاي المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد اعتبر أنه "خلال الأشهر الأخيرة، وخاصة منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل في نيسان/أبريل، انقلبت الأمور رأساً على عقب. وتحولت الحرب من حدث فلسطيني – إسرائيلي إلى حرب إقليمية كاملة، ستكون لنتائجها تبعات إستراتيجية أمنية وحتى وجودية بالنسبة لدولة إسرائيل ومواطنيها".واعتبر بن يشاي أن "الأهمية الإستراتيجية لتوسيع الحرب واضحة وهي أنه إذا لم تنه إسرائيل المواجهة في الشمال بحسم واضح يرمم الردع ليس تجاه حزب الله فقط وإنما تجاه إيران أيضاً، فإننا قد نواجه خلال سنوات قليلة هجمات متكررة غايتها استنزاف إسرائيل عسكرياً ونفسياً بالأساس، وجعلها تنهار داخل نفسها".