2024- 06 - 26   |   بحث في الموقع  
logo “الاعتدال الوطني”: الحملة على المطار مشبوهة ومطار القليعات حاجة وطنية واستراتيجية logo الأسد للافرنتييف: نجاح وإثمار أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها logo مأساة لبنانية في أميركا.. حادثة مروّعة حصلت وهذا ما جرى! logo من النبطية.. ماذا قالت المديرة العامة “التعليم المهني والتقني” للطلاب؟ logo قبل قليل.. بيانٌ من “حزب الله” وهذا مضمونه logo بارولين زار برّي وميقاتي: سأل عن الدستور ووازن بخطابه logo الخير أطلع ياسين على رؤيته لحل ملف النفايات في المنية logo تهديد بـالتصعيد.. نداءٌ وتحذير من لجنة مياومي كهرباء لبنان!
عيد طرابلس: مدينة التناقضات في نوم عميق
2024-06-18 12:25:40

لم يسبق لطرابلس أن عاشت فتورًا مماثلًا لهذه الأيام. وهي مفارقة لافتة في عام تحمل فيه لقب "عاصمة الثقافة العربية"، وفي عام اندلعت أيضًا الحرب من غزة إلى جنوب لبنان، ويضج بالأحداث السياسية الساخنة، داخليًا وخارجيًا.
ورغم ما تشهده من فعاليات متقطعة، تبدو المدينة في نوم عميق، بعد عقود كانت فيها قُبلة الصراعات والمعارك الدامية والأحداث وصندوق بريدها السياسي والأمني. رُبما هو نوم مُستحق، لكنه مفاجئ أيضًا في مدينة لم تعهد هذا الهدوء المريب.
مشاهد العيد
يحلّ عيد الأضحى في أجواء روتينية سبق أن عهدتها طرابلس، وينتظر فقراء المدينة سنويًا حصتهم من أضاحي الميسورين التي تنتشر في كل حيّ ومكان. لكن العيد أيضًا، يُكرس انقسامًا عميقًا بين ضفتي المدينة، الشرقية والغربية.
في الأولى -أي الشرقية- وتحديدًا في المناطق المطلة على نهر أبو علي، وما يحيطه من أحزمة بؤس من باب التبانة إلى حي المنكوبين وصولًا إلى القبة وغيرها من المناطق، يعيش سكانها فرحة العيد بصخب كبير وضمن إمكاناتهم الضعيفة جدًا. كما تتحول الشوارع إلى أشبه بمدن ملاهٍ متنقلة للأطفال، تلبي رغبتهم الجامحة باللعب والمرح مقابل مبالغ زهيدة، رغم أنها غير آمنة. فيما يتجه كثيرون منهم إلى كورنيش الميناء، الذي يتحول إلى مزار في الأعياد، حيث التنزه واللعب والطعام غير المكلف أيضًا.
أما في الثانية، وهي طرابلس الغربية التي نشأت تاريخيًا على البساتين، وتمتد من ساحة التل بالجهة المقابلة لشارع عزمي، مرورًا بمنطقة المعرض والضم والفرز وصولًا إلى الميناء، يبدو العيد فيها وفعالياته أكثر ترفًا، وتمتلئ المقاهي والمطاعم بروادها، ويحتاج بعضها إلى حجز مسبق.
غياب المدينة؟
لولا العيد، لما بدا أن ثمة حدثًا جديدًا واستثنائيًا في المدينة. حيث يأتي "الأضحى" بعد أقل من شهر من الحفل الرسمي، لإطلاق فعاليات "طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024"، وهو لقب اختارته لها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو). ولا مبالغة بالقول، أن الدولة ومختلف القائمين على الشأن الثقافي والبلدي، والمسؤولين السياسيين في طرابلس، فشلوا في استثمار هذه الفرصة التاريخية. حيث مضى أكثر من نصف عام من غياب الخطة والرؤية وحتى التمويل (راجع المدن).
أما المفارقة، فهو ما شهدته طرابلس مطلع حزيران، من حملة تحريض مفاجئة وممنهجة، وصلت إلى منابر المساجد، ضد عروض الأفلام القصيرة لمهرجان كابريوله Cabriolet Film Festival، فتم إلغاؤه، مقابل مواصلة عرضه بمناطق أخرى، بعد حصوله على موافقة الأمن العام اللبناني. علمًا أن منظمي هذا المهرجان في طرابلس، هم من القائمين على "مهرجان طرابلس للأفلام"، الذي وضع المدينة، منذ عشر سنوات على السكة العالمية لمهرجانات السينما، ويستقطب متنافسين وأفلامًا من شتى الدول العربية والأجنبية.
قبل نحو أسبوع، ارتفعت أصوات معارضة، بالإعلان عن بيان مفتوح للتوقيع من قبل الأفراد والمؤسسات العاملين في الثقافة والفنون في طرابلس. وفحوى حملة التوقيع، هو رفض أن تكون طرابلس مدينة غير آمنة لأي نشاط أو عمل فني أو ثقافي.
لكن ما تشهده المدينة، في عامها الثقافي، يبدو أعمق بكثير من إلغاء مهرجان أو غياب تأثيرها على المشهد العام في لبنان، ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا. ورغم إحياء بعض المهرجانات الخجولة والعروض المسرحية، ثمة ما يشي أن هناك محاولات مستمرة لتقييد المدينة وسلب إرادتها وقدراتها في التأثير. هي محاولات لم تبدأ هذا العام، بل لها جذورها التاريخية. وبعد أن عاد الأمل بالتغيير في انتفاضة 2019، الذي حملت فيه طرابلس لقب "عروس الثورة"، توالت فصول الخيبة في النتائج التي أفرزتها انتخابات 2022.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top