كشفت صحيفة "أيدنلك" التركية عن لقاء جمع وفدين عسكريين واحد تركي وآخر من النظام السوري قبل أيام، في قاعدة حميميم الجوية الروسية على الساحل السوري برعاية ووساطة من موسكو.وقالت الصحيفة إن وفداً عسكرياً من القوات المسلحة التركية عقد اجتماعاً مع وفد عسكري من النظام السوري في قاعدة حميميم جنوب شرق محافظة اللاذقية على الساحل السوري، موضحةً أن الاجتماع بحث الأحداث الأخيرة في محافظة إدلب.وبحسب المعلومات التي حصلت الصحيفة عليها من مصادر مقربة من النظام السوري، فقد تم استئناف المفاوضات بين الدولتين بعدما تجمّدت منذ فترة.وأضافت الصحيفة أن الاجتماع بين الجانبين حصل في اليوم التالي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مشيرة أن الاجتماع هو الأول من نوعه على الأراضي السورية.وفيما لفتت إلى أن العلاقة التركية مع النظام السوري أصبحت "أكثر قرباً"، أشارت إلى أن الاجتماع الدوري بين الوفدين التركي والسوري ستستضيفه العاصمة العراقية بغداد، من دون تحديد موعد واضح.والتقى بوتين مع فيدان في 11 حزيران/يونيو في قصر الكرملين في موسكو. وقال الرئيس الروسي خلال اللقاء إن بلاده "تثمن بشدة مساهمة" أنقرة في التسوية السورية، والحرب ضد "الإرهاب"، وتطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري.وأضاف أن البلدين "لعبا دوراً مهماً للغاية في حل الأزمة السورية، وأعتقد أنه سيكون من المناسب مواصلة صيغة أستانة، ومحاربة الإرهاب، والقيام بكل ما يعتمد علينا حتى يعود الوضع إلى طبيعته في هذا الاتجاه".وسبق اللقاء العسكري المفترض واجتماع بوتين بفيدان، دخول العراق على خط تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، بحسب ما كشف عنه رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني نهاية أيار/مايو.وبدأت دمشق وأنقرة مساراً لتطبيع علاقاتهما بشكل رسمي نهاية 2022، بلقاء على مستوى وزيري الدفاع ثم في 2023 على مستوى وزراء الخارجية بحضور نظرائهم الروس ودعم موسكو. وكان يُفترض أن يتوج هذا المسار بلقاء بين أردوغان والأسد، لكن ذلك لم يحصل. واعترض مسار التطبيع عددٌ من القضايا الخلافية بين الجانبين أبرزها، مسألة انسحاب القوات التركية من الشمال السوري.وأعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في آواخر كانون الثاني/يناير، رسمياً انهيار مسار التطبيع الذي رعته ودفعت نحوه بقوة، بسبب ما قال إنه شعور النظام أن "من الضروري الحصول على ضمان لانسحاب القوات التركية من سوريا على المدى الطويل"، فيما ترفض أنقرة الشرط السوري لأسباب "محددة".