يتحضر لبنان لاستقبال عيد الأضحى فيما النار تزداد اشتعالاً في جنوبه. والنار هذه، تعني نار الحرب والقذائف والغارات، ولكن هناك نار الحقد الإسرائيلية التي تتمثل باللجوء إلى أساليب بدائية استعملت من آلاف الأعوام، لإحراق أحراج الجنوب وبساتنه ومواسمه الزراعية. وإن دلت هذه الحرب المتواصلة على شيء، فإلى الأفق المظلم الذي يحيط بلبنان وجنوبه واقتصاده المُدمَّر والمُنهك.
وليلاً، واصلت إسرائيل جرائمها باستهداف المدنيين في جناتا قضاء صور مع سقوط شهيدتين، فيما تواصلت اليوم عمليات القصف المدمرة. ومن جهة حزب الله استمرّ في رده الذي يطاول جبهة واسعة من الجولان إلى المستوطنات والمراكز العسكرية والقواعد في شمال فلسطين.
وفي الداخل، جرائم لكن مريبة. فقد استفاق لبنان اليوم الجمعة على جريمة استهدفت عسكرياً في نقطة مراقبة مقابل مرفأ بيروت، أدَّت إلى استشهاده بعد إصابته في رأسه. وفيما الدوافع لا تزال مجهولة، كان الرد السريع للقوة الضاربة في مديرية المخابرات عصر اليوم كفيلاً بإلقاء القبض على القاتل بعد مداهمة واشتباك في محيط سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل. وقد تبين أن القاتل يدعى غسان جورج غسان الصايغ، المولود في عام 1993، وهو لبناني يحمل الجنسية الأميركية.
وفيما استراحت الجولات في الملف الرئاسي مع انتظار عطلة عيد الأضحى، من المتوقع أن تتواصل المشاورات واللقاءات الهادفة إلى متابعة النتائج التي تم التوصل إليها، وكانت الخميس محور عرضٍ مفصل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.